معركة الاستقلال أردنية بامتياز وطني
27-05-2013 10:58 PM
عمون - فارس الحباشنة - مرت السبت ذكرى الاستقلال الاردني العظيم، وبقدر ما تحمل هذه المناسبة من احترام وتقدير واجلال لدى الاردنيين، فانها تحمل معاني ودلالات تفرض علينا التوقف عندها؛ كي لا يقتصر احتفالنا على الجوانب الرمزية التقليدية، لا بد من فتح عتبات الذاكرة لاستخلاص الدروس والعبر، ولا بد من العبور بالماضي الى الحاضر والمستقبل بمزيد من الامل والطموح والتفكير السليم والسوي للحفاظ على إرث قويم لانجازنا الوطني.
هي 67 عاما، سنوات معدودة، لا تمحو من ذاكرة الاردنيين ما حصل خلالها من انجاز وتحد.
في مثل هذه الايام، تحرر الاردنيون من الاستعمار الانجليزي، بعد نضال وطني طويل ضد قوى الاستعمارالظلامية واعوانها، ولا تزال تتردد على السنة الاردنيين اشعار مصطفى وهبي التل «عرار» و حكايات «هبوب الريح» المناضل الجنوبي الذي ارهق وانهك الانجيلز في جنوب المملكة.
تعيش في ذاكرة الاردنيين حكايات وروايات كثيرة للاستقلال، لا احد يقدر ان ينكر ابطالها، ولا احد يقدر على محوها من الوجدان الاردني الجماعي، وربما ان الشاعر الكبير «عرار» مثل مرجعا ادبيا «شعريا» تحريضيا ضد الاحتلال الانجيلزي، وهو اشبه بـ»ايقونة» سياسية وشعبية لحالة الرفض والنضال والمقاومة الشعبية والنخوبية لقوى سياسية واجتماعية اهتدت بنهجه الرافض للوجود الاجنبي والداعي للاستقلال والتحرر من قيود «الآخر».
الاحتفال بالاستقلال لحظة عظيمة وعنيفة تلك التي يحس عقلك ووجدانك بها بتقاطع وعر لزحمة افكار، كلها موجعة، كلها تدشن بقلق سؤالا طرحه قبل عقود الشاعر الكبير عرار «كيف لنا ان نحمي الاستقلال». في احياء الذكرى تتقد في ذاكرتنا اشعار لـ»عرار» النضال والمقاومة ورفض الظلم والاستبداد والبحث العسير عن الحرية، «اشعار» محملة بآمال واحلام الاردنيين بالعدل والاستقلال والحرية.
انها «ايقونات «شعرية تبعث روح الكرامة ووجدان اردني متعطش للعدل والحرية، «اشعار» أسست لبدايات الدولة الاردنية الحديثة، اخترقت عناوين مؤسسية للقهر والظلم، احبطت بقوتها الوطنية المضطهدين والمفدسين واعوان الاستعمار هي جوهر بناء الدولة الاردنية الجديدة وهويتها الوطنية، هكذا مر انجاز الاستقلال على وقع تاثيرها، فهي مرجعية ما زالت تصدح شجنا في وجداننا كلما اعدنا قراءتها وتأويلها.
بعد 67 عاما، قد يكون من الضروري نبش تلك اللحظات، ومكاشفة التاريخ والشعور بالاحساس المكتوم والمكبوت، شيء من رسم افق مفتوح لمستقبل الاستقلال، وشيء ضرورته اكثر لتطهير الذاكرة والوجدان، للحفاظ على هوية وطنية ولدت في لحظة نضال ومقاومة شعبية.. بعد 67 عاما تكشف بالقراءة واماطة اللثام عن رموز وطنية اردنية، حفرت في الصخر لاعانة الدولة على تحقيق «استقلال التأسيس».. تكتشف ان معركة الاستقلال كانت اردنية بامتياز وطني.
بعد 67 عاما على الاستقلال المجيد، نعيد انتاج صورة التساؤل نفسه: كيف لنا ان نحمي الاستقلال؟ ان التاريخ يفرض علينا ان نفكر بالمستقبل، نتلمس بوجدان عفوي «قدسية» ذكرى الاستقلال، ونعود محملين باكثر من سؤال لننبش ونفكر ونفكك بـ»لهفة وطنية» اشعار «عرار «لعلنا نجد جوابا لقادم الايام» المستقبل، فأحشاء التاريخ حبلى بالعبر والدلالات.
الدستور