عمون -
اسرائيل اليوم - دان مرغليت:27/5
(المضمون - إن الولايات المتحدة أصبحت تُرى ضعيفة غير قادرة على الضغط على طرفي الصراع اسرائيل والفلسطينيين لتغيير مواقفهما للبدء في محادثات جوهرية).
لم يكن ما يدعو وزراء في الليكود والبيت اليهودي الى انتقاد كلام شمعون بيرس في عمان. فقد جاء بعد انتهاء محادثة تنسيق مع بنيامين نتنياهو ومن المنطق ان نفترض انه لم يتجاوز نفق كلمات الحكومة الذي يوجد فيه مجال لصيغ كهذه وغيرها ما لم تشذ عن الأساس. لم يكن من الممكن أمس الحصول على جواب متفق عليه عما يراه رئيس الوزراء في هذا الشأن. لكن يبدو ان بيرس لم يشذ.
بالعكس، لقد جادل أبو مازن في نقطة تثقل على تجديد التفاوض وهي الاستعداد للتحادث بغير شروط مسبقة. واستطاع المشاركون في المؤتمر في العاصمة الاردنية ولا سيما وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي ما زال يحول الى الاقتصاد الفلسطيني مالا كثيرا، استطاعوا التأكد من ان القيادة في رام الله ليست عندها نية. وقد ثبت ذلك وإن كان يوجد موضع للشك ان القيادة الاسرائيلية ايضا ليست عندها نية.
سخر أبو مازن أمس من فكرة ان تنشأ دولة فلسطينية مع حدود مؤقتة. كلا انه يطلب حدود 1967 لا غير وليس قلبه منشرحا لتسوية على مراحل. وكان ذلك في ظاهر الامر جدل مع بيرس لكن الخبراء بالتفاوض الذي لا يستطيع ان يرتفع الى أعلى يستطيعون ان يقولوا إن أبو مازن برفضه يشارك الدكتور يوسي بيلين الآتي الى مكتبه والخارج منه ويئير لبيد في موقفهما.
ان الانطباع الذي أخذ يقوى في السنوات الاخيرة هو ان أبو مازن يريحه استمرار الوضع الراهن. فهو يسعى الى انجازات سياسية في الامم المتحدة والى تقوية القطيعة مع اسرائيل لكنه لا رغبة لديه في التوصل الى تحادث حقيقي.
قد يكون تشدد موقف الفلسطينيين نابعا من تقدير ان الحكومة في اسرائيل غير معنية حقا بحل الدولتين للشعبين. ويستمد تطرفهم من الدعم الذي يحظى به أبو مازن من الولايات المتحدة التي أعلنت أمس استثمار مال كثير في اقتصاد السلطة. ولماذا كل ذلك؟ ليست شروط التفاوض التي يشترطها الطرفان هي التي تعوق التحادث بينهما بل الشك الشديد في أنهما معنيان به أصلا في الظروف السياسية التي نشأت في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية. فالقيادتان تخشيان تضعضع سلطتهما على الارض والنتيجة الحالية هي اخفاق متواصل.
ليست المساعدة الامريكية للفلسطينيين سيئة في حد ذاتها لكن يفضل ان يصاحبها طلب يكنس الشروط المسبقة من اجل بدء محادثة جوهرية. والمشكلة هي انه اذا بدأنا بخطبة الرئيس براك اوباما في نهاية الاسبوع الماضي عن نيته تقليص مشاركة الولايات المتحدة العسكرية في مكافحة الارهاب وانتهينا الى التسليم بنزوات الأطراف في الشرق الاوسط – فان امريكا أصبحت تُرى ضعيفة وتفقد في مقابل ذلك قدرتها على الضغط لتدفع قدما بالمواقف التي تراها مناسبة والتي يوافق عليها الطرفان. إن الشرق الاوسط يبحث عن بالغ مسؤول لادارة تفاوض معقد يجب ان يكون متوازنا ايضا.