الذين لا يفقهون شيئاً في علم الإعلام والاقتصاد والاستثمار هم وحدهم من يقفون مناهضين لعقد منتدى اقتصادي أو فاعلية استثمارية أو حواريّة أو لقاء تعاوني يعظّم العمل ويدفع نحو التقدم ويحافظ على الإنجاز على الأرض الأردنية.

ومن رأى المشهد عن قُرب يعرف كم كان للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعقد للمرة السابعة في الأردن، بحضور قرابة ألف شخصية ماليّة واقتصاديّة وسياسيّة وشابة على ضفة البحر الميت، أثر بالغ على الأردن ورسالة للعالم تتعلق بالاستقرار والأمن وسط موج متلاطم.

شاهدنا كم استغل الأردن الفرصة، التي لم تكلفه، حسب كل العارفين بأمره، فلساً أحمرَ واحداً، وكم استفاد الأردنيون؛ المستشرفون للمستقبل، من انعقاد المنتدى في الأردن الذي لا يتوافر على موارد أو ثروة نفطيّة بل لديه الإنسان الذي ما فتئ جلالة الملك وفي كل مناسبة ومحفل إلا وكان شباب وطنه همّه الأصيل وجدوله الرئيس.

راقبنا كم فضائية وصحيفة ووسيلة إعلام أفردت مساحات واسعة من بثّها وورقها وصفحات تواصلها الإعلامي والاجتماعي للحديث عن المنتدى ومكان انعقاده وصور إنجازه وآثاره وإلهامه..

للمتفائلين بالمستقبل أن يقفوا لحظة إنصاف لبلدهم وأهمية تقدمه نحو الغد بروح واثقة ووعي وصبر ومثابرة بعيداً عن الانتقاد والسوداوية غير المبررين.

منذ رعاية جلالة الملك ومشاركته وجلالة الملكة رانيا وسمو ولي العهد بالمنتدى وفعالياته ونحن نرقب مشهد الأثر والتقدير الدولي والعالمي والمحلي، المهني الخلاق، للدور البارز وللعمل الدؤوب والفكر الجاد والحضور الأهم في ردهات اللقاءات وقاعات المؤتمر.. وكم كانت صورة الأردن هي الأبهى بالفعل أمام العالم، وبخاصة ما أشار إليه الملك من ايجابيات جمّة لانعقاد المنتدى على الأرض الأردنية التي نالت أصواتاً خافتة لم تنل من سمعة الأردن ومكانته في ظروف كتلك التي يعيشها غيرنا من مآسٍ وآلام.

اليأس وحده هو الذي يحطم الإنسان، والانزواء بعيداً عن العالم وحراكه أيضاً يعوقنا ويجعلنا خارج التاريخ، ولا أظن عاقلاً يريد لناسه ووطنه أن يبقوا خارج الزمن مغردين وحدهم وسط هذا الانفتاح والرؤية الإبداعية التي شكلها شبابنا في البحر الميت كصورة أوسع لوطن يتقدم بفضل حكمة ملك وإرادة شعب جلّه يسير نحو الأمام لا ينظر للخلف ولا يقف عند صوت أو مأرب غير محبة التراب وعشق الأمن والطمأنينة والسلام لكل أفراده وجماعاته أياً كانت مشاربهم وانتماءاتهم.
(الرأي)