عمون - اجتمع نخبة من رجال الأعمال الأردنيين والعراقيين في جلسة عمل نظمها واستضافها كابيتال بنك ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعنوان “الأردن بوابة قطاع الأعمال للعراق” بحضور رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور ورئيس الديوان الملكي والفريق الوزاري الاقتصادي الذي ضم وزير المالية ووزير الصناعة والتجارة ووزير الطاقة والثروة المعدنية، ونائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك.

وتناول الجانبان عددا من القضايا الاقتصادية والتجارية الحيوية أبرزها فرص تعزيز التعاون بين البلدين ومجالات التعاون مع وخلال الأردن في سبيل تعظيم دور قطاع الأعمال العربي في العراق، الذي يعد أحد أسرع اقتصادات العالم نموا، ولاسيما في قطاعات الطاقة والخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقطاع العقارات. حيث تحدث إلى جانب رئيس الوزراء النسور كل من رئيس مجلس إدارة كابيتال بنك باسم خليل السالم والشخصية العراقية البارزة عزام علوش.

وقال رئيس الوزراء عبدالله النسور خلال الاجتماع: “أن الأردن سعى خلال العشر سنوات الماضية إلى البناء على أهمية موقعه الاستراتيجي وميزة الأمان والعلاقات الثنائية المتميزة بين دول العالم واتفاقيات التجارة الحرة والقوى العاملة المتعلمة ليضع نفسه كبوابة للأعمال ولارتياد أسواق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تصله بنحو مليار مستهلك على مستوى العالم. وقال أن الأردن بادر بإتخاذ العديد من الخطوات الاصلاحية السياسية والاقتصادية، قبل انطلاق الربيع العربي، أبرزها إجراء تعديلات دستورية وإصدار قانون انتخابات جديد، غير أن التحديات الاقتصادية تظل حاضرة، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والظروف السياسية المحيطة.” وأضاف أن الأردن تبنى سياسة تنمية لتجاوز معدلات النمو المتراجعة والتي تراوح اليوم نسبة ٣ في المئة من خلال تطبيق برنامج إصلاح اقتصادي ومالي لمدة أربع سنوات من قبل صندوق النقد الدولي وبهدف خفض عجز الموازنة لتصل إلى ٣.٥ في المئة بحلول العام ٢٠١٥.

وأضاف أن الأردن يواصل العمل على تهيئة بيئة الاعمال المحلية من خلال برامج متعددة مع البنك الدولي ومنظمة "أوبك" وغيرها من المنظمات الدولية لتسهيل تمويل الشركات الصغير والمتوسطة التي تشكل ما نسبته ٩٥ في المئة من الشركات المسجلة في الأردن والتي تحظى بنسبة ١٠ في المئة فقط من إجمالي الاتسهيلات الائتمانية التي تقدمها البنوك في الأردن، وهو ما نسعى إلى تنميته لأهمية دور هذه الشركات في نمو الاقتصاد الوطني ككل. إن تنافسيتنا مرهونة بنظام مالي صحي يسهل من سير الأعمال ويتضمن تشريعات سليمة تتوافق مع المعايير العالمية.

وتابع أنه وفي ظل الظروف المحيطة وما نبذله من خطوات نحو تجاوز التحديات الاقتصادية، فإننا نسعى إلى جانب شركائنا وأصدقائنا إلى تحويل هذه التحديات إلى فرص تنعكس إيجابيا على نمو اقتصادنا الوطني، مؤكدا على أهمية دور القطاع الخاص في هذا المجال، ويتجلى ذلك في جلسة اليوم التي تركز علي العلاقة مع العراق الشقيق، ثاني أكبر شريك تجاري للأردن.



ومن جانبه قال رئيس مجلس إدارة كابيتال بنك، باسم خليل السالم: “إن هذا الاجتماع يأتي تكريسا للدور الذي يقوم فيه البنك من حيث إيجاد منابر وملتقيات مستمرة للقطاع الخاص في البلدين، مشيرا إلى أنه انطلاقا من ذلك، فقد سعى البنك ليكون البنك الأردني الأول والوحيد في العراق من خلال تملكه حصة الغالبية في المصرف الأهلي العراقي ومن خلال شراكة استراتيجية بدأت منذ العام ٢٠٠٤.”

وتابع السالم: ”إن الهدف الأساسي من هذه اللقاءات المتواصلة التي ينظمها البنك هو تسهيل وتنمية التجارة والأعمال عبر حدود البلدين بناء على العلاقات التاريخية الوثيقة بينهما، إيمانا منا بأن كلا البلدين يملكان فرصا هائلة في معظم القطاعات الاقتصادية، مؤكدا على أهمية تبادل الأفكار والآراء لتطبيق أفضل الممارسات في تطوير المشاريع المشتركة بين البلدين، حيث أن فرص الاستثمار بينهما هائلة وتستدعي توظيف خبرات وشراكات إقليمية لتحقيق النجاح الذي نصبو إليه، حيث يمتلك الأردن خبرة عميقة تعد مصدرا قيما لدول المنطقة وتجعلها بوابة حيوية للعديد من المشاريع في العراق.”


ودعى السالم إلى أهمية الربط بين المهارات التقنية والاستشارات المالية والقائمين على اتخاذ القرار لضمان تطوير التشريعات اللازمة وسرعة الانجاز يما يخدم دعم الاستثمارات، مشددا على أهمية تعزيز اللقاءات المباشرة بين الجانبين بشكل متواصل.

وأضاف أن كابيتال بنك عازم على تفعيل المزيد من الفرص الاقتصادية بين البلدين مشيرا إلى أن الصادرات الأردنية تشهد ارتفاعا مطردا للسوق العراقية والتي نمت في الربع الأول من العام الحالي بنسبة ٤٩.٥ في المئة مقارنة مع ذات الفترة من العام السابق، وهي نسبة تشكل ١٦ في المئة من إجمالي الصادرات الأردنية متجاوزة بذلك نسبة صادراتنا إلى أي دولة أخرى.


وأضاف أن الأردن يمثل شريكا رئيسيا للعراق سواء من ناحية تنفيذ مشاريع البنية التحتية الرئيسية كمشروع خط أنابيب البصرةـ العقبة على سبيل المثال، حيث يعمل مهندسون ومقاولون أردنيون على مشاريع ضخمة في العراق، مشيرا إلى أن تبادل الخبرات بين الجانبين يساهم في تطوير القوى البشرية والتشريعات.

واستعرض السالم المزايا التي يحظى بها الأردن ليكون مركزا للتجارة مع العراق والمنطقة ككل، حيث يستضيف الأردن أكثر من نصف مليون عراقي يستثمرون في ما يزيد عن ١٠ آلاف مجال تجاري في المملكة، كما أن المورد البشري الأردنبي المؤهل في العديد من القطاعات كالرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والهندسة والبنية التحتية من شأنها أيضا خلق فرص استثمارية مباشرة للأردنيين في العراق وأخرى غير مباشرة من خلال كون الأردن بوابة للعراق.

ويعد كابيتال بنك، رابع أكبر بنك في الأردن من حيث رأسمال والبنك الأردني الوحيد المتواجد في العراق، بالتعاون مع شريكه في العراق المصرف الأهلي العراقي.

من جهته، أكد علوش على عمق العلاقات التجارية العراقية الأردنية تاريخيا وأهمية تعزيزها والبناء عليها، كما شدد على أهمية الامكانيات التي تمتلكها العراق ودورها في تحقيق التقدم  الاقتصادي في الشرق الأوسط.       

وتابع علوش: “أن العراق يعتز بالشراكة مع الأردن والتي نتملك معها تاريخا طويلا وعلاقات متميزة، بالإضافة إلى قربها من جميع المدن الرئيسية في العراق، وإلى جانب ذلك يتميز الأردن بإمكانية أن يصبح مركزا يجتذب الشركات متعددة الجنسيات للعمل فيه إلى جانب عراقيين وأردنيين بحيث تدار أعمالهم من الأردن وتشغل عملياتهم من العراق، وينطبق ذلك على غالبية القطاعات بما يتيح تعظيم الاستفادة من الكفاءات الموجودة في الأردن بموازاة الخبرات الدولية لتسريع التطور في المهارات والمشاريع العراقية.”