يحتفظ الاردنيون بقدرة فائقة على الاحتفاء ، بمناسباتهم الوطنية ، رغم العواصف والانواء ، المحيطة بهم ، من كل حدب وصوب ، فهم عنوان حياة وبناء ، يثير غبطة الصديق ، وما اكثر اصدقاءهم ، ووصفة نجاح لكل طامح بالابحار الامن الى شواطئ الامان .

لهذه الوصفة شروط ، قلما تتوفر ، في مناطق التوتر والحروب ، كمنطقتنا ، لكن الخالق عز وجل ، شاء ان تكون لدي الاردنيين .

ففي الاردن شعب اصيل وفي ، تعلم من نجوم الصحراء ورمالها ، كيف يحدد مسار دروبه ، ويتقي الشرور والمخاطر ، ومن زيتونه ، كيف يغرس جذوره في العمق ، وتعانق هاماته السماء .

يروي تاريخ اجدادهم الانباط ، كيف تعلم الاردنيون ، على مدى العصور ، فنون اجتياز المصاعب ، وتطويع الزمن ، حين يعاندهم .

لم تهن عزيمتهم ، امام قسوة الظروف ، وتمكنوا من بناء دولة عصرية حديثة رغم شح الموارد ، وقلة الامكانات .

امنوا بحكمة قادتهم الهاشميين ، تقوى وصلاح احفاد النبي ، ورثة خلقه الكريم ، وحملة رسالته .

بنوا صرحهم لبنة فوق لبنة ، على ارض صلبة وثابتة ، وامنوا بانهم حملة رسالة دين ودنيا ، في اكناف بيت المقدس .

تماسكت اللبنات ، بعرقهم ودمائهم ، كانها تحاكي ، جدهم وجهدهم ، واصرارهم على المقاومة والثبات .

امنوا بان محيطهم العربي مفتاح افقهم ، والعالم امتدادهم ، فانفتحت امامهم افاق المستقبل .

كانوا دائما ، بجيشهم العربي المصطفوي ، مدافعين عن حمى امتهم العربية والاسلامية ، والسلم العالمي ، وبقيت امتهم على الدوام الى جانبهم ، عرفانا بمعاني القيم والخلق ، التي تتجلى في افعالهم .

في عيد الاستقلال السابع والستين ، لا يسعنا الا ان نرفع لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ، والشعب الاردني الاصيل ، أحر التهاني ، راجين من العلي القدير ، ان يحظهما والاردن ، ليكونوا ذخرا لامتهم ، ومعنى للازدهار والاستقرار والامان ، الذي تنشده شعوب المنطقة .