المنطقة تحت الرحى الإيرانية الإسرائيلية
25-05-2013 05:46 AM
محمد المعاقبة
لا تقرأ حادثة الاعتداء على أربعة أردنيين من قبل بعض طاقم السفارة العراقية (سفارة الحرس الثوري الإيراني) بمعزل عن ما يدور في المنطقة، فالكل يعلم علم اليقين أن القائمين على السلطة في العراق العظيم هم أصلاً منتج وتابع لحزب الدعوة العميل، وفيلق بدر وهما منشأ ومنتج إيراني صفوي بامتياز ؛ لتحقيق أطماع الصفويين الفرس في الأرض والاستيلاء على العراق وجعله الحديقة الخليفة لتهديد الأمة العربية واحتلالها.
لقد توافقت مصالح الاحتلاليين الأمريكي الصفوي على 2003 على الإطاحة بالحكم الوطني القومي في العراق، وتقاسما السلطة في العراق وفقاً لقاعدة المصالح والأهداف البعيدة والغريبة وهي خدمة الكيان الصهيوني فهنالك تحالفاً استراتيجي صهيوني إيراني وتقاس في ذات الوقت للسيطرة على الأرض العربية وإضعاف وتفكيك الأقطار العربية، وإبقاء لاعبين إقليميين رئيسيين هما الدولة الصهيونية والدولة الفارسية الذي بدأ خطابهما السياسي منذ مطلع العقد الحالي يأخذ شكلاً جديداً يستند إلى مزاعم دينية ففي طهران يسيرون وراء خطاب ديني ينطلق من ولاية الفقيه، ولا يقبل بغير الولي الفقيه مرجعية.
وفي تل أبيب تحول الخطاب السياسي وبدأ يقدم الكيان الصهيوني بأن اسرائيل دولة يهودية لاختفاء الشرعية على تهجير الشعب العربي من فلسطين وأخذت السياسة الصهيونية والأمريكية تقدم الدولة الصهيونية على إنهاء دولة دينية وتناغمت بنفس الوقت مع السياسة الأمريكية القائمة على دعم الإسلام السياسي الأردغاني لإعطاء الشرعية للدولة الصهيونية لتهجير الشعب الفلسطيني.
اليوم يثبت الواقع أن المنطقة العربية بين فكي كماشة وبين خطرين متلازمين، وهما الخطر الصهويني والخطر الإيراني، وينافسهما الرغبة العثمانية الجديدة، في العودة بصورة جديدة، وهو ما يجعل المنطقة تحت رحى الصراع، وهذا ما آلت إليه الحال بعد احتلال العراق وإجهاض تجربة حكم وطني يحمل رسالة ومشروع قومي نهضوي للأمة كل الأمة.