عمون - إنبلج صبح احد الأيام ، قبل عامين ، وإذا بي مثل لوحة سوريالية ، تفحصت ألواني الجديدة ، وقد توزعت على كل أنحاء جسدي ، فإذا هي أحمر . . قد تنزل مذ لحظات ، ونيلي جاهد حتى تخلص من لونه القديم ، وكرات بين فانٍ وثلجي ، حتى لكأن كريات الدم عندي ، قد خرجت لنزال ما ، بأمر ما ، نحو مصير ما وهكذا..
بدأ رسمي الصباحي ، ومع ذلك لم أصرخ من هول ما رأيت رغم الألم الشديد ، لماذا ؟ لا أدري . . ربما لأنه لم يكتمل بعد رسمي ذلك ، غير أني لم اخف عجبي حد الحزن ، ففي حضرة البواسل والنشميات ، أطباء وطبيبات ممرضين وممرضات ، في مستشفى الملكة علياء العسكري هذا المعلم الطبي العظيم ، كعضو حيوي ورئيس من جسد الخدمات الطلبية الملكية ، وكصرح لا يقل شأناٍِ عن مدينة الحسين الطبية ، في مؤسسة الهواشم العسكرية الماجدة الجيش العربي .
أقول . . بقلمي ، كما تلميذ في مرحلة صبوه الأدبي . . كما طالب ابتدائي في طور التأتأه وتهجئة الحروف !، فالحديث عظيم ومبين ، يحتاج إلى صاحب بيان وتبيين ، فكيف بإنقاذ إنسان من الموت ؟! أجل .. يقف القلم عجوزاً في حضرة الموت أو عودة الحياة لإنسان ، إذ مهما بلغ الكاتب مبلغاً من عبقرية الفصاحة ، فلن يكون ترجمة تلك الكلمة الملائكية الباسلة ، حول مريض في غرفة العمليات ، بين نزعٍ ونزعٍ . . بين موتٍ وحياة ، في رحلة راوحت بين خطوٍ نحو موتٍ وخطىً نحو حياة ، حول جندي أو موظف أو رجل أمن ، كان يؤدي ديناً مستحقاً لوطنه المفدى يخضع منذ ساعات لعملية في غاية الخطورة والتعقيد ، فيعيدون له حياته بعد موت كان محدقاً أو محققاً ، لولا رحمة الله من قبل ومن بعد ، على أيديهم الملائكية ، جاءت واسعة وعظيمة فنجا وعاد لأهله ووطنه ، ولذات الواجب المقدس في الذود عن أردن النشامى .
فكيف بعد ذلك كله ، وهو عيض جد متواضع من فيض عظيم ، فماذا عن مرضى القلب ، والكلى ، والأعصاب، وحوادث السير ، ماذا عن البواسل في الخدمات الطبية لجميع عائلات المؤسسة العسكرية والأمنية ؟! ماذا عن علاج معظم أبناء وبنات الوطن ، وفي الخارج مع نشامانا في أصقاع العالم ، ضمن فرق الأمم المتحدة ، ماذا عن فرق الإنقاذ التي أرسلت لعون البلاد المنكوبة ؟ ماذا عن سمعة الخدمات الطبية العطرة عند الأشقاء الذين اختاروا العلاج في أردن الهواشم العظيم ؟! الحديث يطول ، وقد كتبت غير مرة ، عن الخدمات الباسلة ، كني كنت دائما أجد نفسي ، عاجزاً أمام عظمة هذا الصرح الكبير . . على ذاك السر المقدس ، وراء هذه الملائكية في شخوص بواسل جلالة الملك عبد الله ، فارس العهد الرابع . . حفظه الله. . للفعل الإنساني العظيم ، وهن تكلم الابتسامة على الوجوه ، والتي ما إن يراها المريض حتى يختفى مبتدأ الألم، عند نهاية العلاج ، حين تكتمل خيوط الرواية المكية الملائكية على سرير الشفاء العسكري ، وبعد ، فينبلج صبح يوم قريب ، بأن ملائكة الرحمة في الخدمات الملكية الباسلة ، هم جند أردن الهواشم . .بواسل العهد الرابع تحت راية جلالة الملك عبد الله الثاني ، الذين أقسموا عن الذود عن حياض هذا الوطن الأغلى . . بالدم مع البندقية ، منذ يوم التجنيد وحتى آخر قطرة من دمهم الأستشهادي الباسل .