عمون - كتب الناشط البعثي احمد قرارعة مقالا لـ عمون حول حادثة الاعتداء التي طالتهم من قبل البعثة الدبلوماسية في المركز الثقافي الملكي يوم الخميس الماضي ، تاليا نصه :

كان يوم الخميس الموافق السادس عشر من أيار يوم عصيبا ويوما كريها ويوما فيه احتقار للذات الأردنية ، عندما ذهبنا إلى هناك حسبنا أننا ندخل بيتا من البيوت الأردنية التي فيها ملاذا وحماية لكل مستجير بها كما هي شيم الأردنيين الذين احتضنو باخوتهم العربية كل من طاردته الغربة في وطنه كان الاردنيون خير(المعازيب) لكل الذين ضاقت بهم جدران وساحات أوطانهم كان ملاذا لكل طالبي الحرية والكرامة من أبناء العمومة الشرفاء ،لكن ماحدث في المركز الثقافي كان امتهانا للذات الأردنية كان تقزيما للسيادة الاردنية ألم يكن المركز الثقافي الملكي مسما باسم الملك؟ من هنا لم يخطر في بال أحد انه عندما يدخله تداس كرامته وتنتهك حرمات الشعب الاردني.

دخلنا إلى هناك لنكشف أنه لا يزال الفساد والمفسدين والمجهزين على ماتبقى من كرامة ، يلغمون هذا المكان بحفنة من حثالة العملاء ليقام احتفال مايسمى (المقابر الجماعية في عهد الدكتاتور ) وهم يعرفون ماذا يختزن الأردنيون في ذاكرتهم ووجدانهم لهذا البطل ،وهم يعرفون أن امهاتنا واخواتنا وحرائرنا بكين طويلا ويبكين في كل لحظة يتم فيها استذكار هذا البطل الشامخ في وجدان الأحرار في الوطن العربي بشكل عام وفي وجدان الأردنيين بشكل خاص ،دخلنا ونحن لانحمل إلا حبنا وانتصارنا لكرامة الاردنيين الذين يرفضون هذا الاستفزاز والتي اثبتت تصريحات المسؤولين الأردنيين بأنه غير قانوني وغير مصرح به وغير مسموح به من أحرار الأردن ،لأن ذلك يعتبر استفزازا صارخا بمشاعر الأردنيين ، دخلنا لنعبر عن هذا الشعور ولكن كان ماكان ليحكى في ذلك الزمان وفي أساطير العربان .

عندها انبرت لنا ثلة مارقة مرتزقة جائفة تصب حقدها وغضبها وهي تتلفظ بالفاظ يندى لها الجبين على الأردن والأردنيين ،كان تصرفا همجيا ينم عن مدى الحقد والكره والبغض والتشفي بالأردن والأردنيين لأنه يملك كل هذا الحب والتقدير لقائد شهيد أبى ان يخذل أمته ،إن هذا التعدي يشكل امتهانا للذات الأردنية وتعدي على كل بيت أردني لأن المركز الملكي هو إحدى البيوت الأردنية نستقبل فيه ضيوفنا ونفرح فيه ونحتفل فيه تكريما لرموزنا وندرس المستقبل لأجيالنا.

،لقد ركلونا وسبونا مجرد أن عبرنا عن شعورنا فكانت واقعة غير متكافئة لاننا كنا لا نزيد على سبعة اشخاص منا من كان (يحجز) عن رفاقه وخصوصا الأستاذ زياد النجداوي الذي رأينا مدى الحقد والغل في دواخلهم وما يمثله هذا الشخص، ضرب من ضرب وطرد من طرد وكنت من أواخر من خرج من المركز من هؤلاء الشباب لأنني لم أرى حولي أي شخص من الشباب وفور خروجي اتصلت بالأستاذ زياد والتقيت به عند مسجد القواسمي ووجدته في حالة صعبة وطلبت منه أن احمله إلى المستشفى ولكنه رفض وأبى إلا أن يذهب بسيارته الخاصة وقال اطمئن على من تعرف من الشباب .

عندها اتصلت بالأستاذ ضرار وقال إنني عند دوار الداخلية وذهبت له ووجدت آثار الضرب المبرح على وجهه وفمه لكنه لم يحدثنا عن ما جرى معه عندها اتصلت مع الأستاذ محمد عربيات الذي كان وقتها في يد السلطات الامنية الى أن تم اخراجه في اليوم التالي بواسطة سعادة النائب مصطفى الرواشدة.

ليلة حالكة ليلة بائسة يداس بها الأردني وعلى الارض الأردنية من قبل أوغاد تربو في أحضان العمالة والخيانة ، وفي يوم الجمعة اليوم التالي لم نسمع عن الفيديو حتى الاستاذ ضرار لم يخبرنا بما حدث بل أنه غير واع أو مدرك لما حدث إلا أن بعض الاصدقاء اخبروني بالفيديو ولم أشاهده إلا عبر قنوات محلية مساء يوم الاثنين.

وكانت الصاعقة التي أذهلت كل اردني غيور على وطنه الصدمة التي انتفض لها أحرار الاردن في كل بقعة في الارض الأردنية ،عندها استفزت الشهامة والكرامة الأردنية بطريقة استثنائية جعلت من كل واحد منهم لهبا لايمكن ان يطفئ الا باسترداد دمنا المهدور وكرامتنا التي خدشت وكبريائنا الذي تطاول عليه قصار القامة المرتزقة ، لن نكل ولن نمل حتى نأخذ حقنا منهم رغم أن السيناريو المعد قد نفذ ولانزال نشاهد السلطات الرسمية تثأر لكرامة الأردنيين على استحياء وخجل.

ماذا يعني الاعتذار ماذا ينفع الأردنيين ترحيل الاوغاد طرد السفير بعد أن تداس الكرامات وتنتحب الحرائر عندما تشاهد كرامة الأردنيين تداس وتركل بأقدام الجبناء في بيت من بيوت الأردنيين وعلى الأرض الأردنية وبتواطئ رسمي لسماحهم بمثل هذه الفعالية أن تقام في الأردن ، وهم يعرفون الأردنيين وماذا يعني لهم الشهيد صدام حسين.

ماذا يقول القائمون على المركز الثقافي الملكي بعد هذا كله ،لاتقولو شيئا نحن الذين نقول بعيدا عن الرسمية الأردنية ، إن ما حدث فيه مساس فاضح للسيادة الأردنية لأن المواطن الأردني هو العامل الرئيسي في مكونات السيادة واليوم تمتهن كرامته بشكل فاضح وعلى الإشهاد والتي فضحت وكشفت هذا الفعل الفضائيات ولم تكشفه السلطة الرسمية ، ولولا الفضائيات لما عرف القاصي والداني ماذا حدث وكانه (يا دار مادخلك شر).

سنبقى نجلد ذاتنا إلى ان نشفي غليلنا من هؤلاء الأوغاد بعيدا عن البروتوكولات والدبلوماسيات ،إن لم يكن اليوم سيكون غدا ونقول كما يقول المثل الشعبي (مابضيع حق وراه مطالب)، ونقول للرسمية الأردنية "زيدو عياركم" من الغيرة الأردنية حتى يحسب الآخرون حسابنا ..إنكم بتصرفاتكم الباردة طمعتم "الي بسوى والي مابسوى فينا" وجعلتوهم يتجرأون على الأردنيين والذين هم لم يفت من عضدهم وكبريائهم ضيق العيش أو الفقر انما يستفزهم غيرتهم وكرامتهم التي رضعوها من اثداء الحرائر الأردنية ، وإن غدا لناظره لقريب عاش الأردن حرا عزيزا بشعبه وأمته.

احمد القرارعة