اين سيذهب اليهود في فلسطين .. ؟!
عودة عودة
18-05-2013 10:21 PM
خلال السنوات القليلة الماضية طُرح السؤال التالي وفي اكثر من مكان : أين سيذهب اليهود اذا لحقت هزيمة باسرائيل في حرب قادمة , والسؤال يطرحه يهود من داخل اسرائيل وخارجها وكلها تتحدث عن المستقبل القاتم للدولة اليهودية التي رغم مرور اكثر من خمس وستين عاما فهي بلا حدود ثابتة وبلا عاصمة مستقرة و بلا اعتراف من اصحاب الارض الشعب العربي الفلسطيني و الشعوب العربية ...
الصحفية الامريكية العربية الاصل (هيلين توماس) و التي طالما غطت البيت الأبيض فترة طويلة .. ردت على السؤال الذي طُرح عليها من قبل حاخام يهودي يوم 27 من شهر ايار العام 2009 والذي مفاده : اين سيذهب اليهود ..؟ فاجابت الزميلة هيلين : بانه يجب عليهم ان يخرجوا من فلسطين , وان يعودوا الى اوطانهم الاصلية في المانيا وبولندا والولايات المتحدة و دول عربية وغيرها .
قصة اخرى .. حكتها جريدة ( هارتس ) الاسرائيلية في 2/3/2010 تساءل (ديميتري شو مسكي) : ما الذي ينتظر الجمهور الاسرائيلي في حال هزيمة اسرائيل واحتلالها من تحالف عربي اسلامي ويجيب الكاتب شومسكي : ان ما ينتظرنا هو ما يشبه احتلالنا لغزة والضفة , ادارة عسكرية وحواجز وقوانين طوارئ وذبح جماعي.. والجمهور الاسرائيلي يعلم جيدا اننا فئة اجنبية صهيونية ومن الجهات غير الشرعية في المنطقة العربية و أن معظمنا قادم من أوروبا ...
قصة ثالثة.. ومن هولندا هذه المرة , فقد صدرت رواية جديدة مؤخرا بعنوان (حق العودة) للروائي الهولندي اليهودي (ليون ديوينتر) وكُتبت بالهولندية , تدور احداثها في العام 2024 بمدينة تل ابيب حيث تقلصت مساحة اسرائيل الى مدينة تل أبيب المحاصرة من العرب وفيها مكتب (برام منهايم ) ليساعد في البحث عن المفقودين الاسرائليين , ويرى ( ديوينتر ) انه ما لم يتمكن اليهود من اقتلاع الفلسطنيين من وطنهم فلسوف يحدث العكس بالتاكيد , وتصف الرواية اسرائيل بانها كالولايات المتحدة , هي تعبير عن فكرة يمكن مناقشتها ويمكن حتى انكارها على العكس تماما من الصين او فرنسا او اليابان ا تركيا و مصر و غيرها...
ويرى ( ديوينتر ) ان هناك خطرين يهددان اسرائيل وهما : كراهية اعدائها لها , والتآكل الذي بدأ يتفشى في المجتمع الاسرائيلي وهذه الاخطار تفوق الاخطار الخارجية المحدقة بها من كل جهة .
وبالنسبة لموقف ( ديوينتر ) من امكانات حل مسألة الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الاوسط عن طريق المفاوضات , يعتقد الكاتب ان الرابح فيها سيكون هو صاحب النفس الطويل , وسيخسر من يستسلم اولاً لانه غير قادر على الاستمرار الذي يتطلب الكثير من الوقت والجهد والدماء , ويتوقع الكاتب ان يكون الخاسر هم اليهود العلمانيون المسيطرون على دولة اسرائيل , الذين ليس لديهم اية ايدولوجية معينة وانهم يريدون ان يعيشوا حياتهم !! ويؤكد انه لا يرتاح للعيش في اسرائيل , ويعتقد ايضا انه ليس من الواجب على كل يهودي ان يهاجر اليها مؤكداً ايضاً : الى ان الانقسامات بين العرب تزيد من نسبة النجاحات للمشروع الصهيوني .
وقد احدثت هذه الرواية ضجة كبيرة عندما نُشرت في المانيا حيث اتهم بعض النقاد ( ديوينتر ) بان رؤيته القاتمة لمستقبل اسرائيل تدعم وتحرض لمزيد من الاصوات التي تجادل في ان قيام اسرائيل كان خطأ في المقام الاول لعدم قدرتها على الاستمرار في البقاء في المحيط العربي الاسلامي ...!!