مع د. هدى جمال عبد الناصر على فنجان قهوة
د. محمد القطاطشة
26-12-2007 02:00 AM
على هامش مؤتمر الجمعية العربية للعلوم السياسية والذي إنعقد في صنعاء الأسبوع الماضي حيث شارك فيه نحو مائة أستاذ ومفكر جامعي في حقل العلوم السياسية من الوطن العربي كان عنوان المؤتمر "نحو ترسيخ قيم الديمقراطية في الوطن العربي". تحدثت في ورقتي التي قدمتها باسم الأردن عن دور الاحزاب والمجتمع المدني في عملية التحول الديمقراطي عربياً، وعرّجت على قضية محورية من وجهة نظري تتمثل في عدم وجود قوة رافعة تنقل هذا المجتمع العربي مما هو عليه، إلى المجتمع المدني الذي هو حاضنه الديمقراطية وموئلها.
تحدثت عن الفجوة الحضارية أو العلمية بيننا نحن العرب وبين الغرب ... وطرحت قضية "الديمقراطية اليونانية" في محاولة لحل إشكالية الدولة والقبيلة في الوطن العربي، حيث طرحت إمكانية إيجاد صيغة كتلك التي كان متعارف عليها في أثينا التي كانت تتكون من عشرة قبائل كان لكل قبيلة خمسون ممثلاً في المجلس العام لأثينا المكون من "خمسمائة شخص"، تناط به كل السلطات فأثار هذا الطرح قبولاً، واعتراضاً، وتعليقاً، وكان مما جعلني أشعر بالكبرياء الأردني، تعليق للدكتورة هدى جمال عبد الناصر...! نعم ابنة جمال عبد الناصر، المحاضرة في العلوم السياسية، في جامعة القاهرة حيث طلبت تعقيباً من رئيس الجلسة ومما قالته: "نعم هذا طرح جريء من الدكتور القطاطشة فهل نبقى نردد ما يطرحه علينا الغرب من مشاريع قد تصلح وقد لا تصلح" لماذا لا يوجد إبداعات سياسية عربية مبتكرة؟ من الأساتذة العرب... من المفكرين العرب. ومما قلته وشاطرتني به ابنة عبد الناصر أننا نريد أساتذة أصحاب فكر تنويري، أصحاب مدرسة ثورية على كل هذا الواقع المتردي ثورية... بالمعنى السلمي طبعاً... لأننا لسنا بحاجة إلى فوضى، لأن الشباب العربي بحاجة إلى أمل بحاجة إلى مستقبل......
دعوتها إلى فنجان قهوة في الفندق الذي نقيم فيه فجلسنا وأنا أستمع بشراهة إلى كل كلمة عن عبد الناصر من ابنة عبد الناصر فتبادلنا أطراف الحديث وعرجنا على حرب 1967 وتحدثت عن المغفور له بإذن الله الملك حسين بن طلال عن علاقته بوالدها وعن حنكته السياسية،
ثم قبل أن ننهي حديثنا الطويل همست بأذني وقالت: ....... هي قالت؟
Alkatatsheh@hotmail.com
.....................................................................
* الكاتب رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية