رسائل ونصائح إلى الشباب (7) ..
د. معن ابو نوار
16-05-2013 09:02 PM
لا بد أن الشاب يعرف أن العلم والثقافة والمهارة وحسن الأخلاق والتصرفات تسمو به في رجولته إلى مواقف الشرف والكرامة ؛ وتعطيه الخير والنعمه ؛ وهي من أهم ضرورات الحياة الكريمه ؛ إن لم تكن أهمها.
لكن اللطف وحسن المعامله والمعشر ؛ ورقة الكلام ؛ ووداعة التصرف تجلب للرجل التقدير والمحبة والترحيب في كل مجتمع وفي الحياة عامه. ولا شك أن هذه الصفات الحميده تكمل بعضها لتجعل منه رجلا مقبولا مرموقا بين صحبه ورفاقه وأهله وزملائه.
قد يسأل أحدهم أو إحداهن الشاب سؤالا ؛ فإذا أجاب بنعم أو لا بدون حسن مجامله ؛ فكأنما يدعو إلى النفور منه .
أما إذا أجاب " نعم سيدي " أو " لا يا أخي " أو " لا يا سيدتي " أو " نعم يا أختي " يلطف الإجابه؛ ويدل على دماثة أخلاقه وحسن تصرفاته.
ليس أسوأ من الإنصراف عن شاب أو رجل يحدث الشاب أو الرجل ؛ فذلك يدل على الجفوة أو عدم الإكتراث أو عدم الإحترام ؛ أوالخروج من محاضرة لا تزال مستمره ؛ أو الخروج من مسرحية قبل أن تسدل الستارة الأخيره ؛ أو عدم رد التحية ؛ أو مصافحة شاب أو رجل وهو جالس ؛ أو البصق في الشارع أو الحديقة أو الملعب أو ساحة المدرسة أو الجامعه ؛ أو الإستمرار في الجلوس وهو يرى سيدة واقفة في " الباص" وهي تحمل طفلها لأنها لا تجد مقعدا لتجلس عليه ؛أو خطف أفضل الطعام أمام ضيوفه ؛ أو عدم توديع زائره إلى باب بيته ؛ أو محاولة دخول بيت قبل رفيقه ؛ فجميع هذه التصرفات بعيدة عن اللطف وحسن التصرف ؛ ولو أنها قليلة الأهمية.
الهدوء ؛ والوقار ؛ وعدم الصخب والضجه ؛ وخفض الصوت : وعدم الضحك بقهقهة عاليه ؛ وعدم الهمس في المجالس ؛ وعدم التأشير خلف شاب أو رجل ؛ وعدم السخرية أو الإستخفاف بالناس؛ وعدم التعثروالتعرقل بأي شيء ؛ جميع هذه الصفات تدل على دماثة الطبع وحسن التربية والتهذيب.
التصرفات النفسية أهم من التصرفات البدنبه ؛ وهي أكثر تأثيرا في المجتمع ؛ فعدم الإنتباه للأسماء مثلا ؛ كأن ينادي الشاب أو يدعو " أمجد" وهو في الحقيقة " ماجد "؛ أو أن يبدأ بقصة أو رواية لا يعرف نهايتها ؛ أو أن يتكلم من بين أسنانه ؛ أو يتمتم بغير وضوح ؛ أو أن يسرع في الكلام بصوت عالي ؛ أو أن يروي نكتة عن الجنس في بيت يكتظ بالأطفال ؛ أو أن يظهر إحتقاره لشاب أو رجل في مجلس مما يجلب العداوة والبغضاء ؛ أو الإكثار من الحديث عن نفسه أو الزهو والفخار بمنجزاته ؛ أو التحدث بكبرياء وغرور عن ماله ورتبه وتاريخه ؛ أو حتى الإكثار من قول " أنا " مما يصيب من يستمع إليه بالإزعاج النفسي ويقل من قدرته ومكانته في المجتمع الذي بأن يبتعد عن كل ما يكرهه الناس منه ؛ وأن يحافظ في تصرفاته معهم ؛ ومعاملته لهم ؛ على ما يحب أن يعامله المجتمع به ؛ وعليه أن يبدأ بذلك في أبكر عمر من حياته ؛ وأن يدرب نفسه على حسن التصرف ودماثة الطبع وأعلى درجات اللطف. فلا يحضر عرسا أهله في فرح ومرح وهو متجهم عابس ؛ أو أن يحضر مأتما والناس في حزن ؛ وهو مبتسم أو ضاحك.
يوجد مكان ومناسبة وجو عام وموقف يتخذه الشاب ؛ ويوجد تصرف يتصرفه؛ ولكن لا يوجد مكان ولا مناسبة ولا زمان لأي موقف بعيد عن اللطف والدماثة وحسن التصرف ؛ والتهذيب ؛ والمعاملة الودوده ؛ والعنايه ؛ والمحبة المحترمة للآخرين. خاصة في محبة وإحترام الوالدين:
" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ." صدق الله العظيم.
خاصة في معاملة الزوجه ؛ على الشاب أن لا يغتصبها ؛ أو يضربها ؛ أو يبذر مالها وممتلكاتها ؛ وأن يحترم أهلها ويعاملهم كما يعامل أهله ؛ بالإنتماء لهم ؛ وإكرامهم ؛ ومعاملتهم بلطف وأدب جم ؛ وهي الشريكة المخلصة في تكوين الأسره ؛ وتربيبتها ؛ وحماية صحة زوجها وأولادها وبناتها.
على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف , من الصحبة الجميلة , وكف الأذى , وبذل الإحسان , وحسن المعاملة , ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما , فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان , وهذا يتفاوت الأحوال ".
أما في السنة الشريفة فقد وردت أحاديث وروايات كثيرة توصي الأزواج بحسن المعاشرة مع زوجاتهم , ففي صحيح البخاري عنه انه قال: " فاستوصوا بالنساء خيرا "[10] وعنه : " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله "[11].
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
1. (( َلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ))[2].
2. (( َإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ))[3].
3. (( َأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ))[4].
4. (( وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ))[5].
5. (( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ))[6].
6. (( َأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ))[7].
والمعاشرة بالمعروف تعني أن تكون مخالطة الرجل ومعاملته لزوجته بأسلوب لائق منسجم مع تعاليم الشرع وأعراف المجتمع. وذالك يشمل المعاشرة القولية والفعلية , فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف ؛ والصحبة الجميلة , وكف الأذى , وبذل الإحسان , وحسن المعاملة , ويدخل في ذلك النفقة والكسوة .
أما في السنة الشريفة فقد وردت أحاديث وروايات كثيرة توصي الأزواج بحسن المعاشرة والمعاملة والمجاملة مع زوجاتهم ؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فاستوصوا بالنساء خيرا "وعنه أنه قال:" فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ." وقال : وقال: " إسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ من ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لم يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. "