عمون - محمد الخوالدة - بدأ مواطنو محافظة الكرك بالتذمر من التزايد المضطرد لاعداد اللاجئين السوريين في محافظتهم، معتبرين ان لذلك أخطاراً اقتصادية واجتماعية ناهيك عما يشكله ذلك من ضغط على موارد المحافظة ومختلف الخدمات العامة فيها والمتردية اصلا وفق قناعة الكثير من المواطنين.

ويقول المواطنون ان اغلب اللاجئين الذين استقروا في المحافظة من الشباب من اصحاب الخبرات في مجالات حرفية كثيرة وبدأوا بمنافسة غير متكافئة مع ابناء المحافظة سواء من حيث قبول السوريين باي اجر لو كان متدنيا وتحت شروط قاسية من اكثر ارباب العمل الذين وجدوا، كما قال المواطنون، فرصة مناسبة لمضاعفة هامش ارباحهم بالتخلص من العمالة المحلية التي لا يمكن ان تقبل بذات الاجور والشروط.

ويقبل العامل السوري، وفق المواطن سليم عبدالله، بالاجر المتدني لانه يستفيد مما يقدم للاجئين السوريين من إعانات مالية وعينية من اكثر من جهة، حتى ان بعض الاسر السورية في المحافظة قال سليم عبدالله تبيع اكثر ما تحصل عليه من اعانات عينية لانها تفيض عن حاجتها او انها تقايض ما تحصل عليه من مواد غذائية او ملابس وغيرها بمستلزمات اخرى لشراء سلع كمالية لا يقدر على شرائها المواطن الكركي الذي يكد لتأمين لقمة الخبز لتتناولها اسرته دون ادام في اكثر الاحيان.

ونبه المواطن سالم المبيضين الى ان هجمة العمالة السورية رخيصة الاجر تتزامن مع بدء ما اخذت تشهده محافظة الكرك من تحلل ولو ببطء من ثقافة العيب التي طالما منعت الباحثين عن عمل من شغل فرص العمل الحرفية واليدوية المتاحة في سوق العمل وذلك تحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تكتوي بنارها الكثير من الاسر الكركية فقراً وبطالة.

التدفق المتزايد للاجئين السوريين انعكس ايضا على اجور السكن التي ارتفعت بشكل يفوق طاقة الكثير من المواطنين المحليين خاصة في ظل محدودية المنازل المخصصة للايجار في المحافظة.

ويقول المواطن احمد المعايطة إن من يتابع احوال اللاجئين السوريين في الكرك يدرك اننا امام اناس قرروا الاستقرار في المحافظة وليس امام اناس يترقبون العودة لبلادهم، مستدلا على ذلك من ان الكثير من اللاجئين بدأوا يؤسسون لاقامة مشاريع تجارية خاصة بهم ولاسيما في المطاعم ومحال تصنيع الحلويات وغيرها، ما يعني قال المعايطة اننا امام مشكلة ستدوم وليست آنية لذلك فان على الدولة كما قال ان تحسم امرها حيال هذه القضية قبل ان "يقع الفأس في الرأس".

ويؤكد المعايطة على مسألة الحذر في معالجة ملف اللاجئين وبخاصة لجهة وجود خلايا نائمة بين هؤلاء اللاجئين محسوبة على هذا الطرف او ذاك في النزاع القائم في سوريا، والمحذور ذاته يجب ان تتنبه له الحكومة الاردنية في عموم مناطق المملكة خاصة وان هناك من يتربص بامن الوطن واستقراره وسيادته الوطنية، وهذا المحذور اوضح المعايطة سبق ونبه له وزير الخارجية والمغتربين ناصر جودة امام لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب، وعلينا قال المعايطة ان نتنبه من ان "النار تحت الرماد".

ويعتبر مواطنون ان المحذور الاجتماعي اكثر خطورة من سواه في قضية تدفق اللاجئين السوريين الى محافظة الكرك، وهو محذور قال المواطن عمر الصعوب يكمن في التأثير على اخلاقيات وسلوكيات المجتمع الكركي ، فقد بدانا قال الصعوب نسمع بحالات سرقة ونصب واحتيال وفواحش "ما ظهر منها وما بطن..".

فيما اشار الصعوب في هذا الجانب ايضا الى ان بعض الاسر اللاجئة تعرض بناتها للزواج وباقل التكاليف ما يشجع الشباب على الزواج منهن خاصة في ظل الامكانات المادية المتردية لدى الغالبية العظمى من شباب المحافظة، وهذا كما الصعوب مضر بمستقبل بنات المحافظة.

وفي الجانب الخدمي قال محمود المجالي ان الاعداد الكبيرة من اللاجئين السورين الموجودين في المحافظة وغيرهم ممن لازالوا يتدفقون على المحافظة دون ضبط او ربط تشكل ضغطا كبيرا على الخدمات العامة المقدمة للمواطنين سواء في مجال الماء والكهرباء او في مجال الخدمات الصحية خاصة وان المحافظة تعاني اصلا من ترد في تلك الخدمات فشبكة الكهرباء في المحافظة متهالكة ولاتتحمل المزيد من الاستهلاك في الطاقة الكهربائية، فيما تعاني المحافظة اضاف المجالي من شح في مياه الشرب ، ناهيك عما تشهده المخابز والمتاجر من ضغط ايضا بالنظر لما تستهلكه مئات الاسر المقيمة في المحافظة من مواد غذائية وخبز ولاسيما مادة الغاز المنزلي.

ويؤكد المواطنون أن على لحكومة ان تحزم امرها وان تضع حلولا ناجعة للمشكلة وبحيث لايبقى الباب مفتوحا على مصراعية لاستقبال المزيد من اللاجئين السوريين ، ونبهوا من ان لاتصل الامور الى حد لايمكن للناس السكوت عليه ، وقال المحامي طارق الطراونه " علينا ان نحفظ امن وطننا، وان الكرة لازالت للان في مرمى الحكومة التي عليها حسن التصرف بها".