متحدثون في منتدى الإعلام العربي
15-05-2013 09:27 PM
المتحدثون في منتدى الإعلام العربي:
المتحدثون يستبعدون التدخل العسكري الدولي... وتشاؤم حول "جنيف2"
سمير التقى: الجيش الحر يسيطر علي 35 بالمئة من الأراضي السورية والنظام لن ينتصر
ضياء رشوان: أزمة سورية إقليمية دولية أكثر منها داخلية
خالد الفرم: الإعلام لا يصنع ثورات بل يساعدها
ايمن الصفدي: الحل يبدأ في سوريا عند سقوط النظام
عمون - دبي، الإمارات العربية المتحدة 15 مايو 2013: ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي في دورته الثانية عشرة، وتحت عنوان "سوريا... بعد عشر سنوات من الآن" أبدى المتحدثون في الجلسة تشاؤما كبيرا نحو إيجاد حلول مناسبة للأزمة السورية، مؤكدين أنها معقدة للحد الذي يستعصى على الحل أو ايجاد حل يحافظ على بقاء الدولة المركزية السورية.
وقال مدير الجلسة مهند الخطيب الاعلامي والمذيع بقناة سكاي نيوز عربية إنه ليس من السهولة بمكان التكهن بما سيحدث في سوريا، ليس هذا فحسب بل هو من الخطورة أيضاً، فبعد مرور سنتين علي الأزمة ووقع أكثر من 100 ألف شهيد ومئات الاف من الجرحى والملايين من اللاجئين ودمار هائل لأكثر من 400 ألف منزل والبنية التحتية التى تعرضت للهدم والتخريب... كل ذلك يُصعِّب من عملية التكهن بما ستكون عليه سوريا في المستقبل.
وعرض ثلاثة سيناريوهات هي سيناريو بقاء الأمور كما هي لفترة طويلة او تغيير النظام او ايجاد حل سياسي، ثم عقب هذا الاستعراض من مهند الخطيب لعرض تقرير يقدم أحلام وطموحات وآراء الأطفال السوريين خارج الديار السورية.
وعرض التقرير لآراء الاطفال التي تركزت علي البناء والحرية وتغيير النظام والامان والاستقرار، ولم تختلف هذه الاحلام كثيرا عما يطالب به الكبار وخصوصا الثوار.
ثم نقل الخطيب دفة الكلام الي سمير التقى مدير مركز الشرق للدراسات الذي رفض فكرة التدخل الدولي في الشان السوري مؤكدا على ان التدخل الدولي ضار بالازمة السورية اكثر من فوائده.
واستعرض التقى بعض الحلول الممكنة او السيناريوهات التى تحاك للأزمة السورية ومنها الحل الصفري قاصدا بذلك وأد الثورة من قبل النظام وسحقها، اما سيناريو الانتصار للثورة او المعارضة وهو الناجز النهائي وبذلك تكون الأمور طبيعية ومنطقية ولكن الأمر أكثر تعقيداً فبشار الاسد لم يعد عنصرا اساسيا في الازمة وغيابه لن يؤثر فهو لن يستطيع الانتصار، فلقد اصبح الرئيس السوري شيء والنظام شيء مختلف تماما.
وقال ان الجيش الحر يسيطر على 35 بالمئة من الاراضي السورية عسكريا، وخسر الجيش النظامي المعركة ولا يستطيع السيطرة علي اغلب الاراضي السورية مستخدما تعبير "الدبابة لا تسيطر على ظلها" وأصبح ليس لديه قدرة على الاستمرار أو الانتصار.
وأضاف ان الدولة المركزية السورية لا يمكن ان تستمر او تبقي حيث حدث شرخ كبير جدا في المجتمع السوري وما يمكن ان يكون هو الاتحاد الطوعي وبدون التدخل الاجنبي مستشهدا بالعراق وما حدث فيها بعد التدخل الامريكي، ولكن اذا اقررنا بالوضع الراهن فبذلك نكون قد ساهمنا في بقاء الدولة المركزية السورية او نصل لدولة موحدة واستدرك ليؤكد ان سوريا للأسف تسير الي التفكك والتشرذم بسرعة مذهلة.
وعرّج التقى على مشكلة المعارضة السورية والتى اهتمت كثيرا بالتنافس فيما بينها على الزعامات رغم ان الشعب يذبح ويقتل وهم يهتمون بمن يمثل في المؤتمرات الدولية، وأكد على أن ايران لن تسمح بقيام نظام سوري جديد الا في حالتين فقط هما إما نظام حليف لها او على الأقل محايد.
ووصف سمير التقى ما يحدث في سوريا بانها انتفاضة وليست ثورة، لأنه ليس لها قيادة على الارض بل جميعهم يحاولون ان يكونوا وزراء خارجية الانتفاضة.
ولفت الي ما يحدث من تصفية لشباب وفتيان من خيرة ابناء سوريا، مشيراً الي ان الاعلام لابد ان يركز علي حراك الشعب السوري بما فيه من مسيحيين وعلويين وسنّة وغيرها من الطوائف، وتشاءم كثيراً نحو "مؤتمر جنيف2" وانه لن يقدم حلولا مناسبة او نجاحاً متوقعا بشأن الأزمة السورية لافتا الي أن التوافق الروسي الأمريكي والصيني والدولي فلن يأتي بشار الى طاولة المفاوضات.
واشار الي انه لم يعد هناك جيش نظامي في سوريا بل بقايا ميليشات وبارك للروس ما تبقي له من هذا الجيش الكبير الذي تدور حوله المفاوضات حاليا.
أما خالد الفرم استاذ الإعلام السياسي بجامعة الامام بالمملكة العربية السعودية، يرى ان الوضع في سوريا الى حرب عقائدية بعد ان تدخلت قوى إقليمية بقوة في المشهد، والقضية الان ليست في الاسد ولكن هناك محاولات روسية امريكية لفرض حل لاجبار الشعب السوري عليه لقبوله.
وقال الوصول للتعافي من الأزمة الحالية سيحتاج الي 20 عاما وليس 10 سنوات فقط كما هو في عنوان الندوة. بينما عاب الفرم على دول العالم قاطبة اخلاقيا مؤكدا ان هناك انتهازية غير مسبوقة في هذا الشان.
وقال الفرم ان الاعلام لا يصنع الثورات بل هو يساعد عندما تكون البيئة مناسبة ومهيأة لذلك، لافتا الي ما صدر عن "اسرائيل" مؤخرا حول ان العقد القادم لن يكون عقد الحروب مع اسرائيل بل ربما يكون عقد الحروب الإسلامية الإسلامية، حيث الانقسام الاسلامي عميق، وخصوصا تجاه سوريا.
وأشار الي انه من الأخطاء الفادحة للمعارضة السورية التنازع والتشتت وعدم التركيز، لافتا الي ان هناك الكثير من المبادرات التى حققت فشلا ذريعا وخصوصا العربية منها.
وقال هناك معركة فضائية علي الانترنت ابطالها السوريون، فالقنوات الاخبارية لعبت دورا ايجابيا في الثورة والقت الضوء علي ما يحدث من فظائع انسانية داخل سوريا، ولولا الاعلام ماعرف العالم بها على غرار ما حدث بحماة في اوائل الثمانينات.
وأكد ضياء رشوان نقيب الصحفيين أن بشار الأسد لن يكون جزءاً من الحل في سوريا، مشيراً خلال جلسة سوريا بعد 10 سنوات بمنتدى الإعلام لعربي إلى أنه لن يكون هناك حل حاسم للأزمة بمعنى استبعاد طرف من الأزمة ".
وقال رشوان:" أي حديث عن المستقبل في سوريا لابد أن يشمل الإقليم وأعنى الشرق الأوسط والخليج العربي معاً، وتفادياً لحدوث انهيارات كبرى في الإقليم فإنه لابد من إعادة الرشد إلى كل الأطراف السورية من خلال التوصل إلى حل يتيح لكافة الأطراف الجلوس على طاولة حوار واتفاوض كل حسب وزنه".
من جانبه، قال أيمن الصفدي نائب رئيس مجلس الوزراء الأردني السابق أن النظام السوري ما زال موجوداً إلا أنه لا يحكم ، وهناك فرق كبير أن تكون موجوداً وبين أن تحكم فعلياً على الأرض".
وأضاف: بعد عامين من انطلاقة الأحداث في سوريا، عمل النظام السوري بكل طاقته لتدمير سوريا التي تعاني اليوم من ضحايا وقتلى بالآلاف، مؤكداً " لقد انتهى النظام في اللحظة التي أطلق فيها الرصاصة الأولى على الأطفال وأبناء الشعب.
وخلص الصفدي إلى أن النظام السوري انتهي، وأن القوة العسكرية هي التي تحكم سوريا اليوم، وفي حال استمر الوضع بهذه الكيفية، فإن ذلك سيخلق صراعات جانبية مثل الطائفية ودخول قوى ليست منسجمة مع الثورة السورية".
وشدد الصفدي على أن النظام السوري هو المسئول الذي رفض الاستجابة للشعب وهو الذي خلق حالة من الفوضى ، معتبراً أن الوضع الحاي لن يسمح إعادة بناء فورية ، ويجب ابحث عن التوافق".
وأضاف:" هناك مصلحة عربية ودولية لإعادة بناء النظام السوري لاسيما وأن هناك سيناريوهات تشكل خطراً أمنياً وإقتصادياً على المنطقة بأكلملها".
وفي السياق ذاته، أوضح نقيب الصحفيين المصريين رداً على تساؤل حول دور الحركات الإسلامية في مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري ومدى ارتباط ذلك بالتغييرات التي يشهدها إقليم البحر المتوسط من صعود حركات إسلامية إلى الحكم ، أن " بداية العمل تبدأ مع سقوط النظام السوري ، وأود أن أؤكد وسوف أؤكد أننا لسنا إزاء أزمة سورية فقط، لأننا بصدد أزمة إقليمية ودولية ، ونحن بالفعل أمام قوى إقليمية رئيسية تلعب في الداخل سوريا وبصورة مباشرة، فسوريا اليوم وضع خاص تتقاطع فيه كافة الأيادي".