جلسة " أهل الفن في حلبة المنافسة مع أهل الإعلام" تشهد تفاوتاً في الآراء
15-05-2013 09:20 PM
في نهاية الدورة الثانية عشرة لمنتدى الإعلام العربي
جلسة " أهل الفن في حلبة المنافسة مع أهل الإعلام" تشهد تفاوتاً
في الآراء حول جدوى تحوّل الفنانين إلى تقديم البرامج
عمون - دبي، الإمارات العربية المتحدة 15 مايو 2013 : رأى المتحدثون في جلسة " أهل الفن في حلبة المنافسة معأهل الإعلام"، التي عقدت في ختام فعاليات الدورة الثانية عشرة لمنتدى الإعلام العربي في دبي أن تواجد أهل الفن على ساحة العمل البرامجي يثري الساحة الإعلامية لما لهم من خبرات فنية، ولكن شريطة الا يؤثر ذلك في المحتوى الإعلامي الذي يقدمونه.
وتفاوتت أراء المتحدثين في الجلسة حول ما إذا كان الفنان يكسب أم يخسر معنويا من تقديمه للبرامج التليفزيونية، فقال البعض إن تحول الفنانين للمشاركة في البرامج تنطوي على خسارة للفنان لأن كثرة تواجده على الشاشة تفقده شعبيته ورصيده لدى جماهيره، فيما اعترض البعض، معتبرا أن تحول الفنان إلى مقدم برامج هو مكسب للإعلام وللفنان وللجمهور.
وأجمع الفنانون المشاركون بالحديث على أن الهدف من تقديمهم للبرامج ليس هدفا ماديا، بقدر ماهو تسخير خبراتهم الفنية بشكل جيد وتقديم إضافة مميزة للمشاهدين.
وأدار الجلسة التي شهدت حضورا كبيرا الإعلامية وفاء الكيلاني من مصر، فيما تحدث فيها كل من الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي، عضوة لجنة تحكيم برنامج "أراب أيدول"، و الفنانة المصرية أنغام محمد علي، والكاتب الصحفي والناقد الفني المصري طارق الشناوي، وعلي جابر، مدير عام قنوات MBC، عميد كلية محمد بن راشد للإعلام، بالجامعة الأمريكية بدبي، والفنانة التونسية لطيفة، والفنان المصري هشام سليم، مقدم برنامج "حوار القاهرة" على قناة "سكاي نيوز" عربية.
وشملت محاور الندوة عدة تساؤلات وموضوعات أهمها الكيفية التي يمارس بها الفنانون الإعلام في العالم العربي بشأن القضايا العامة؟، وما إذا كان الفنان الإعلامي يدخل في منافسة أم يكمل دوره؟، وسر الإقبال الجماهيري الكبير على البرامج التي يشارك فيها أهل الفن؟، وما إذا كان هذا النوع من البرامج يفرض مسؤوليات إضافية على الفنان؟. كما استندت الندوة إلى محاور وتساؤلات أخرى هي "من تفوق على الآخر، هل هو الفنان الذي فرض شعبيته على البرامج التلفزيونية أم أن إدارات القنوات استفادت من شعبية الفنان لترويج برامجها؟"، وما إذا كان بوسع للفنان الإسهام عبر برامجه في إيصال رسالة متماسكة للمتلقي فيما تتوخى أدواره عادة تقديم الحالات القصوى للسلوك الإنساني في اتجاهيّ الخير والشر؟.
وقد سلطت الجلسة الضوء على اتساع نطاق التأثير الذي يحظى به أهل الفن، بعد ظهورهم في إطار تلفزيوني غير تقليدي. وقالت مديرة الجلسة وفاء الكيلانيي في مستهل الحوار إن ظهور فن السينما في المنطقة العربية قبل أكثر من مائة عام ، وما أعقبه من انتشار "التلفزيون" في مطلع ستينيات القرن الماضي، ومن بعده تطور البث الفضائي وما واكبه من إعلام عابر للحدود، كان له بالغ الأثر في إحداث تحوّل اجتماعي عميق ساهم في رسم ملامحه نجوم السينما والدراما التلفزيونية الذين تنامى دورُهم في تشكيل وعي المجتمع، تاركين أثراً واضحاً على أسلوب حياة الناس وقيَمِهِم وأفكارِهِم.
واعتبرت أنه على الرغم من كون المحتوى الفني والدرامي هو المسيطر على المساحة الأكبر من خرائط برامج الفضائيات العربية، فإن اشتداد المنافسة في ما بينها على استقطاب أعلى نسب المشاهدة ومن ثم الاستحواذ على نصيب الأسد من الدعاية، حفّز بعض شركات الإنتاج وكذلك الفضائيات على استمالة مشاهير النجوم لتقديم برامج ترفيهية منوّعة قد لا تخلو أحيانا من "الإرشاد الاجتماعي" و"النقاش السياسي".
واعتبرت الفنانة احلامان مشاركتها في برنامج "اراب أيدول" أكسبها خبرات جديدة في مجال التقديم، مشيرة إلى أنها بصدد إعداد برنامج منوعات على غرار برنامج "أوبرا وينفري". وقالت إن تقديم الفنان لتلك البرامج لا يخصم من رصيده وشعبيته، بل على العكس فإنها تضيف الكثير إلى خبراته وشخصيته الفنية.
من جانبها قالت الفنانة لطيفة إنها سعيدة ببرنامجها "يلا نغني" الذي تقدمه حاليا، معتبرة أن البرنامج يضيف رصيدا مهما إلى خبراتها حيث توظف هذه الخبرة لتقديم محتوى إعلامي يخدم المشاهد أولا بعيدا عن المجاملات بين أهل الفن. ورفضت ما يتردد من أن المردود المالي هو الهدف الذي يسعى إليه الفنانون من وراء تقديم البرامج.
وقال الفنان هشام سليم إن ظهوره في برنامجه الأخير لا يهدف إلى كسب المال، معتبرا أن الفنان قد يكسب أموالا ولكنه قد يخسر أشياء كثيرة مثل سمعته وشهرته إذا كان المحتوى الذي يقدمه سيئا وخاليا من المضمون الجيد ولا يقدم شيئا مفيدا للجمهور.
وقالت الفنانة أنغام إنها تستمتع بتجربتها القصيرة في تقديم برامج المسابقات، معتبرة أن هذه التجربة كانت مفيدة لها بكل المقاييس. واشارت أنغام إلى أن الفنان يجب أن يكون حريصا في المحتوى الذي يقدمه لأنه بطبعه يؤثر بشكل كبير على جمهوره المتلقي
وقال علي جابر إن المقدم الفنان يتميز بانه يجلب الكثير من الإعلانات للقناة التي يعمل بها وهذا جانب مهم لا يمكن اغفاله، معتبرا أن تجربة الفنان المذيع هي تجربة جيدة ومفيدة له وللجمهور وللقناة التي يعمل بها، مشيرا إلى هذه التجربة من شأنها زيادة شعبية وانتشار الفنان وإضافة المزيد من الخبرات له.
وأضاف جابر أن الإعلام العربي بالغ كثيرا في الانحياز، وقد آن الأوان لأن تقول وسائل الإعلام العربية الحقيقة وأن تتوقف عن تعبئة الجماهير نحو راي معين وأن تركز على الإيجابيات والابتعاد عن التحريض والفبركة الإعلامية، مؤكدا أن "دور الإعلام هو قول الحقيقة فقط".
وطرح الناقد طارق الشناوي رأيا مختلفا عن رأ ي المتحدثين الأخرين، معتبرا أن الفنان يخسر بتحوله إلى تقديم البرامج لأن انتشار الفنان وظهوره بشكل واسع النطاق يفقده الكثير من رصيده لدى الجماهير ويقلص من شعبيته على حد قوله، مشيرا إلى أن " الفنان يخسر كثيرا كلما كان متاحا بكثرة".