الغنى : القـارة الثامنة التي لم تكتشف بعد * عمر الزعبي
15-05-2013 08:48 PM
تراودت احلام الاردنين بين تحقيق اهدافهم وامالهم وبين الواقع الذي نعيشه, فالعديد منا يبحث على أن يحقق أكثر قدر ممكن الاكتفاء الذاتي لكن سرعان ما كانت احلامة مبنية في الاردن.
الاردن ومنذ أستقلالة لم يشهد عصر ذهبي من الناحيه المادية على العكس من الدول الاخرى التي عاشت عصور ذهبية, الامر الذي اصبح فيه الشاب الاردني يفكر ببناء احلامة ولعل اهم احلامة هو أن يسافر الى دول الخليج او غيرها لتحقيق مكاسب مادية جيدة تضمن له حياة سعيدة , بسبب سوء الوضع المادي في الاردن أتجهت احلام شبابنا الى ان يفرز طاقاته و مواهبه الى الدول الاخرى ويترك وطنه يعاني من الازمات والعجز الذي نسمعها من الحكومة في نهاية كل عام.
أن الفقر في الاردن ليس بالاقتصاد بقدر ما هو فقر في السياسات , حيث أننا لو احسنَا استخدام طاقاتنا البشرية افضل لأصبح الوضع الاقتصادي أفضل , ولعل الدليل هو أن نفقات الحكومة تفوق ايراداتها بشكل كبير وخير مثال التلفزيون الاردني الذي يدخل له ايرادات تفوق 9 مليون دينار لكن يرتطم هذه المبلغ امام نفقاته على رواتب الموظفيين التي تتجاوز 12 مليون دينار أردني .
ونريد أن نتوقف هنا أمام أموال الدعم الخليجي المجمدة في البنك المركزي حسب ما بين مسؤول رسمي حيث قال : "إن هنالك نحو نصف مليار دينار مجمدة في البنك المركزي لعدم وجود نشاطات تنفق عليها وحتى الان لم نستطع أن نجد صندوقا سياديا يعمل على خلق فرص العمل للاردنين , منوها أنه في عام 2012 تم رصد 25 مليون دينار للمحافظات لم تستثمر منها سوى 6 ملايين دينار " .
نعم جميعنا يريد الاصلاح لكي يذهب بالاردن الى العصر الذهبي لكننا للأسف أصبح البعض منا لا يرى أمامه سوى الشارع للتعبيرعن رأيه , أنا أرفض التوجه للشارع لوجود الكثير من المندسين فيه أثناء المسيرات خصوصا تلك التي تسيئ للنظام ولعل هذه السبب الرئيس بعدم خروج الكثير بتلك المسيرات ، ويكمن الحل هنا لو أردنا المشاركة بمحاربة الفساد من خلال الشارع أن يرأس المسيرة شخص يقوم بتسجيل أسماء المشاركيين بالمسيرة ، وأن لا يسمح لأحد بالمشاركة دون ان ابراز بطاقة يصرحها المنظم بحيث يقوم المنظم بتوزيع نماذج لكل المشاركين قبل بدء المسيرة وتوضيح الهدف منها والهتاف المسموح به.
وفي النهاية الاردن بلد تذخر به نعمة الامن والامان وعلى جميع ابناء الوطن الوقوف الى جانب المصلحة الوطنيه و أن نتخلى عن العادات البالية التي طالما تغنى بها الفاسدون والمندسون لعرقلة مسيرة الاصلاح الذي يقودها صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين .