العربي: هناك حاجة لتعديل ميثاق الجامعة العربية
15-05-2013 05:36 AM
ضمن حوار رئيس شامل استضافه اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي
نبيل العربي: هناك حاجة لتعديل ميثاق الجامعة العربية لجعل قراراتها ملزمة و99% من قرارات المنظمات الدولية لا يُنفّذ
قواسم اللغة والثقافة يتشارك فيها العرب ولكن قواسم السياسة غائبة
دبي، الإمارات العربية المتحدة 14 مايو 2013: أكد معالي الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية أن موقف الجامعة العربية من مختلف القضايا ما هو إلا انعكاس لمواقف الدول الأعضاء، في حين لا تمتلك الجامعة موقفا خاصا بها، مؤكدا أن ميثاق الجامعة تم إقراره في الإسكندرية عام 1944 قبل نشأة الأمم المتحدة، ليجعل من الجامعة تنتمي إلى الجيل الأول من المنظمات الدولية.
وحول قدرة الجامعة العربية على لعب دور واضح كقطب سياسي له أثر في القرار السياسي الدولي، والقدرة على حسم قراراتها وجعلها ملزمة، قال معالي الأمين العام إن 99 بالمائة من قرارات المنظمات الدولية لا يتم تنفيذه وهذه ظاهرة عامة، في حين أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بصدد القضايا الدولية الحساسة لا تصدر من الأساس، فيما ظهر جيل جديد من التكتلات الدولية يطلق عليه "جيل الثالث" ومثال له الاتحاد الأوروبي وهو نموذج مختلف.
وقال العربي إن العرب يشتركون في قواسم اللغة والثقافة ولكن للأسف لا يشتركون في القواسم السياسية ما يعرقل القدرة على التنفيذ وذكر إنه لا يدافع عن ذلك ولكن هذه الظاهرة تكون دائما سببا في الوصول إلى الحد الأدنى من التوافق على القرارات وهو لا يمثل إنجاز حقيقي، حيث دفع بضرورة تعديل ميثاق الجامعة العربية ليكون هناك قدر من المسؤولية والمسائلة بالنسبة لقرارات الجامعة، مؤكدا أنه في الوقت الحالي لا توجد سلطة في العالم قادرة على وضع القرارات موضع التنفيذ سوى "مجلس الأمن".
وفي الحوار الذي أدارته ضمن الجلسة الحوارية الرئيسية لليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي في دبي، قال العربي إن الاجتماع الدولي بشأن سوريا الذي يدور الحديث عنه الآن من شأنه بالتأكيد التوصل إلى تسوية شرط أن ينعقد هذا الاجتماع، مؤكدا على موقف العرب والجامعة العربية الرافض لاستمرار العنف في سوريا.
وأكد العربي على ضرورة مراعاة ما ورد في البيان الختامي للاجتماع الذي جرى في 30 يونيو 2012 ومن أهم بنوده البدء في تطبيق مرحلة انتقالية على أن تتضمن تشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة وهذا لن يتم إلا بالتوافق بين النظام والمعارضة وهو الأمر الذي وصفه بـ "الصعب" الوصول إليه.
وأكد العربي أن الجامعة العربية أخذت بزمام المبادرة للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية منذ 13 يوليو 2011، حيث ذهب الأمين العام للجامعة للقاء الرئيس بشار الأسد وناقش معه ثلاثة نقاط هامة وهي: ضرورة وقف العنف، وإطلاق سراح المعتقلين، والدخول في إصلاحات حقيقية، حيث لم يتحقق أي من المطالب الثلاثة حتى الآن، ليتم تحويل القضية إلى مجلس الأمن في 22 يناير 2012 بناء على طلب من المعارضة السورية.
وقال الأمين العام للجامعة أن قرار حرمان سوريا من حضور اجتماعات الجامعة جاء على أثر مخالفة النظام هناك لقرارات الجامعة، مؤكدا أن المطلوب الآن هو ممارسة الضغط على النظام السوري لقبول التسوية السلمية والحل السياسي ببساطة لأن الحل الأمني سيعني استمرار شلال الدم والدمار الشامل، ومشددا على ضرورة وجود حالة من التوازن للوصول إلى حل سياسي طالما دفعت الجامعة في اتجاهه، في حين سيكون انتظار أن يصل الطرفان لحالة من الإرهاق تدفعه إلى تقبّل فكرة التسوية السلمية أمر غير مقبول لأن هذا ببساطة يعني مزيدا من القتلى والدمار.
قضية السلام
وشدد نبي العربي كذلك أن مبادرة السلام التي طرحها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود عام 2002 لا يمكن القبول بالتلميحات التي تثار حول تعديلها، حيث تضمنت المبادرة مجموعة من المطالب الهامة منها ضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وانسحاب إسرائيل لخطوط 4 يونيو، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق تسوية عادلة لمسألة اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار العربي إلى تعهدات الإدارة الأمريكية بوضع حلول نهائية لقضية السلام العربي الإسرائيلي، وقال إن وزير الخارجية الأمريكي من المنتظر أن يزور المنطقة في يومي 20 و21 ، وعلينا أن نترقّب نتائج هذه الزيارة، وقال إنه لا يوجد تصور لخطة بديلة لمبادرة السلام العربية المطروحة.
الربيع العربي
وحول ظاهرة الربيع العربي التي اجتاحت دولا عربية عدة، وصف العربي هذا الحراك بأنه تطور تاريخي طبيعي في تلك الدول، مؤكدا أن هذه الظاهرة توجب علينا استخلاص العبر والدروس بضرورة إجراء تغير إيجابي حقيقي في مجمل العالم العربي، وهو يحدث حاليا في العديد من الدول العربية.
ورفض العربي وصف ليبيا بأنها أصبحت دولة فاشلة، وقال إنها دولة ذات هيكل متكامل الأركان بقيادة رئيس الجمهورية وكذلك بوجود الحكومة، ولكن ليبيا فقط تمر بمصاعب حقيقية وتحديات كثيرة، مؤكدا حرص الجامعة على التنسيق مع الحكومة الليبية عبر مكتبها هناك.
واكتفى العربي بوصف الأمور في مصر بـ "السيئة"، في ظل حالة التردي والاقتصادي والأمني الذي يهيمن على الساحة هناك، مؤكدا أن الخروج من هذه الأزمة يحتاج إلى توافق حقيقي بين كافة الأطراف، خاصة وأن مصر دولة عربية تتمتع بثقل نوعي من ناحية الإمكانات والقدرات.
وأكد أمين عام الجامعة العربية أن العراق كان يجب أن يكون قد خرج من محنته الآن، وقال إن العراق دولة كبيرة وقوية، وشعبها يتمتع بكفاءات وقدرات وثروات ، ولكن أمور كثيرة وضعت العراق أمام تحديات صعبة توجب على جميع الأطراف هناك التعاون.
وأكد نبيل العربي أن تونس، على الرغم ما تواجهه حاليا من مشكلات وصفها بـ "التقنية" تُعد الأفضل حالا بين دول الربيع العربي نتيجة لمجموعة من العوامل الهامة منها وجود طبقة مثقفة والنوعية الممتازة للتعليم هناك، علاوة على التجانس الكبير بين الشعب وتمتع تونس بمجموعة من الساسة من ذوي الكفاءة وفي مقدمتهم الرئيس المنصف المرزوقي ونظرته في ضرورة وجود توافق بين الشعب وعدم الانسياق وراء الاهتمامات السياسية الضيقة.