التقارير الدولية والعربية والمحلية ، والرؤية والرصد للواقع المعيشي يتوافق مع وصف هذه التقارير للأردن بأنها الدولة التي حطمت الرقم القياسي في الفقر المائي ، وحسب المقياس العالمي لحصة الفرد من الماء يعد الأردن من أفقر دول دول العالم في الماء ، حيث يحتل الترتيب الرابع ، وحصة الفرد السنوي من الماء تتآكل عام بعد عام ، ومعدلات النمو السكاني المرتفعة في الأردن تزيد الضغط على الماء والغذاء والدواء والتعليم والصحة وتزيد معدلات البطالة؛ وترفع اعداد الداخلين الى خط الفقر المدقع والمطلق والمزمن.
الأردنيون أكثر الشعوب حباً للماء ، وأكثر الشعوب – عطشانين - ، فالماء يدخل في صلب ثقافتنا وسلوكياتنا أليوميه ، فنقدم الماء للضيوف مع القهوة ، ونشرب الماء بعد المنسف والمعجنات والمقبلات ، وفي شهر رمضان يتصدر الماء مائدة الإفطار ، وفي المناسبات نقدم الماء بعد الكنافة والبقلاوة والهريسة ، ومن الطفر وقلة الزفر يغني الاردنيون للماء – تي رشرش - نحن شعب نحب الماء ونعيش على كسرة الخبز والماء، نريد الستيرة ولا نريد أكثر من الماء، هذه هي العلاقة الفطرية بيننا وبين الماء، وبرغم هذا الشوق والحب واللوعة للماء هناك من - يرفسون - النعمه ويجعلون – ألمي- وسيلة للتراشق والعنف والمشاجرات !!!.
تذكرت هذه الحقائق وانأ أتابع الأخبار التي تشير إلى نشوب مشاجرة كبيرة في جامعة ال البيت شارك فيها المئات من طلبة الجامعة بعد أن تجمعوا داخل الحرم الجامعي ، وأسفرت المشاجرة عن إضرار مادية جسيمة في الجامعة ، والسبب في اندلاع هذه المشاجرة قيام احد الطلاب برش كأس من الماء بوجه زميله مما أدى إلى اندلاع المشاجرة وتجددها على مدار يومين، وكلنا يعرف أن - المي - تروي العطشان ولا تفتعل مشاجرات .
وبعد ،،، تعددت الأسباب والعنف الجامعي واحد، ولكن هذا السبب يعد الأغرب والأحدث في تاريخ المشاجرات الجامعية ، فالأسباب في مجملها لم تتجاوز ( جلس على مقعدي، جحرني، فزعه ونخوة ، فشل دراسي ومعدلات متدنية، نجومية واستعراضيه، زعامات وشلل وعصابات ووجاهات داخل الجامعات، غيرة مصطنعة على فارسة أحلام ، معاكسة طالبه داخل الحرم الجامعي " ، ولكن أن تكون رشة ماء التي جعل الله منها كل شيء سببا في اندلاع مشاجرة يشارك فيها المئات فهذا اغرب من الخيال.
مسك الكلام،،، على المجتمع أن يتوقف عن التدخل في الجامعة ، إلا لدعم الجامعة وإسنادها ودعم قراراتها والمساهمة في دعمها وتنميتها ، لنترك لادارات الجامعات وعمادات شؤون الطلبة التحقيق مع الطلبة الذين لا يريدون ان يكونوا فوق القانون، يريدون تخريب التعليم الجامعي في الأردن، الطلبة الذين يتسلحون في مبرر لافتعال عنف جامعي، لنترك القانون يأخذ مجراه ويحاسب ويعاقب - المتسببين - في العنف الجامعي ، حتى لا نخسر جامعاتنا ويذهب أبناء الوطن الذين يريدون العلم لتلقي العلم ولو في الصين، بدلاً من تلقي العلم في ربوع بلادهم الجميلة جدا جدا !!!. صحيح أننا محرومون من الماء، ولكننا أغنياء بالأراضي الخضراء والوجه الحسن ، الله الله ما أجمل الأردن يا شباب الأردن، فلنتكاتف ونقف سداً منيعاً لتجفيف منابع العنف الجامعي ، فلنشرب الماء ولا نتراشق به، حتى لا نخسر الماء وندمر مؤسساتنا التعليمية ونوتر علاقاتنا الاجتماعية !!!.