مجلس النواب وسيناريوهات طرد السفير الإسرائيلي
د. اسامة تليلان
14-05-2013 01:14 PM
لاقى أداء مجلس النواب الحالي نوعا من الاستحسان بعد قراره الذي اتخذه بالإجماع والمتضمن طرد السفير الاسرائيلي من عمان واستدعاء السفير الاردني على إثر الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات الدينية ورموزها في القدس الشريف.
بيد ان هذا الاداء وهذا الاستحسان قد يواجه حقائق جديدة بعد توقيع 87 نائبا على مذكرة تتضمن طلب عقد جلسة لطرح الثقة بالحكومة الاردنية لعدم قيامها بتنفيذ قرار مجلس النواب القاضي بطرد السفير الاسرائيلي واستدعاء السفير الاردني من اسرائيل. فهذه المذكرة نقلت العملية برمتها الى واقع جديد يطرح سيناريوهات لكل منها ثمن وتبعات تجعل المفاضلة بين اي منها مفاضلة اقل الخسائر.
فالسيناريو الاول هو ان تعمل الحكومة من خلال بعض النواب والقنوات على محاولة سحب تواقيع نواب من المذكرة ومحاولة الوصول الى سحب طلب عقد جلسة الثقة، وقد تبادر الحكومة الى عقد لقاء في البرلمان مع الموقعين على المذكرة لإقناعهم بوجهة نظرها والإجراءات التي قامت بها سواء على مستوى الجامعة العربية او على المستوى الدولي مع تمسكها بفكرة اللجوء الى مجلس الامن في حال تطورت الاعتداءات الاسرائيلية بالإضافة الى وضعهم امام التداعيات والتبعات المترتبة على كل ذلك، وبالتالي سحب المذكرة تفاديا للوصول الى تأزيم متعدد الاطراف.
وهذا السيناريو سيبين ان الحكومة لا ترغب باتخاذ قرار طرد السفير الاسرائيلي مع استمرارها في بذل كافة الجهود وإمكانية تصعيد اجراءاتها ضد الاعتداءات الاسرائيلية، وبذات الوقت يكون مجلس النواب امام واقع اكثر واقعية واقل استحساناً.
والسيناريو الثاني اضطرار الحكومة في حال اصرار المجلس على قراره، ان تتخذ قرارا بطرد السفير الاسرائيلي تجنبا لحجب الثقة عنها بما لهذا القرار من تداعيات سلبية ومعقدة على صعيد العلاقات الاردنية الاسرائيلية وعلى صعيد المشهد السياسي الذي يتحرك في المنطقة في هذا الوقت تحديدا الذي تجري فيه تحركات امريكية على صعيد عملية التسوية بكل ما تحمله من هواجس وأفكار جديدة.
أما السيناريو الثالث فالذهاب الى جلسة الثقة للتصويت على طرح الثقة بالحكومة وانتظار نتائج التصويت وهذا سيكون الخيار الاصعب، لأنه في حال عدم طرح الثقة بالحكومة سيخسر مجلس النواب والحكومة جزءا كبيرا من التأييد الشعبي، بكل ما يعنيه ذلك من تأزيم خارجي وداخلي وفتح قنوات واسعة للنيل من سمعة المجلس والحكومة.
ربما كان ابقاء النواب على قرارهم القاضي بطرد السفير دون الذهاب الى توقيع مذكرة طرح الثقة بالحكومة الخيار الذي يمّكن المجلس من الحفاظ على الاستحسان العام لموقفه دون ان يضع نفسه والحكومة في سيناريوهات سيخرج الكل منها خاسراً.