شفيق: "الإخوان" سيرحلون بانتخابات أو بثورة
14-05-2013 12:31 PM
عمون - أعرب رئيس الوزراء المصري السابق الفريق احمد شفيق عن قلقه من محاولة السلطة الحالية استهداف القضاء واستقلاليته لكنه اعتبر ان هذه السلطة لن تتمكن من «أخونة» الجيش.
وحذر من كارثة ستلحق بمصر والمصريين اذا تمكن الرئيس محمد مرسي من اكمال ولايته مؤكداً ان «الإخوان» سيرحلون بانتخابات او بثورة. وقال ان قطر موّلت «الإخوان» لا الثورة.
وتالياً مقابلة شفيق لرئيس تحرير الحياة اللندنية غسان شربل في حلقتها الرابعة:
* هل كان الرئيس حسني مبارك يتوقع من الضباط الذين كبروا في عهده وترقوا أن يمنعوا عنه المحاكمة أو أي مس به؟ هل كان يتوقع أن يترك في شرم الشيخ من دون سجن أو إذلال؟
- لا أستطيع الدخول في مكنون أفكاره لمعرفة ما كان يدور بخلده. لكن بالمنطق، أقول إنه حين قال سأنتقل إلى شرم الشيخ، يفترض المرء أنه كان يتوقع ان يستمر في هذا الوضع. لم يكن في هذا الوضع تدليل أو رفاهية. كانت خدمة مختصرة جداً. هو قال سأموت على هذه الأرض. لن يكون الأمر طبيعياً أن نفترض أنه كان سيبقى لو كان يتوقع سجنه بعد بضعة شهور.
* لماذا لم يدافع عنه الجنرالات؟
- بخلاف الدفاع عنه في أوراق التحقيق (مع الجنرالات)، لم يتدخل أحد في الموضوع، وتُرك لجهات التحقيق.
* هل دافع عنه الجنرالات في التحقيق؟
- في التحقيق لم يتكلم من الجنرالات سوى وزير الدفاع (السابق المشير حسين طنطاوي) ومدير الاستخبارات اللواء عمر سليمان.
* ولم يجرموه أو يقولوا انه أعطى أوامر بالقتل؟
- لا. لم يجرموه.
* هل تعتقد أن الأميركيين ضغطوا على مبارك ليتخلى عن الحكم؟
- ربما اعتقد مبارك انه يستطيع الاقامة في شرم الشيخ ومن دون التخلي تماماً عن الحكم. ولكن عندما قالت أميركا، أن عليه التخلي عن الحكم الآن، يعني الآن فإن موقفها أدى إلى الإسراع في تنفيذ رغبات المصريين وعبّأتهم أكثر.
أما بالنسبة إلى رأيي الشخصي في الموضوع، فكنت أرى أنه علينا أن نضع قواعد ثابتة في مصر على صعيد انتقال الحكم. والشكل الذي نحن فيه اليوم، هو نتاج أننا لا نراعي التقاليد، فيما الدول الأخرى تلتزم بتلك التقاليد. عموماً، كنا (في عهد مبارك) في كارثة، ولكن للأسف نحن اليوم في كارثة أكبر. لكن بالتأكيد كان على مبارك أن يرحل.
* هل دعمت قطر الثورة؟
- قطر دعمت «الإخوان» وليس الثورة. والثورة ليست «الإخوان».
* وهل ما زالت تدعم «الإخوان»؟
- بالتأكيد.
* لماذا؟
- لأنها بذلك تكون قادرة على أن تتحكم بمصر. إنها عقدة قطر.
* هل تقصد ان قطر دعمت «الإخوان» مالياً؟
- طبعاً، طبعاً. مثلما حدث في ليبيا.
* وماذا عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان؟ هل هناك برنامج «إخواني» على مستوى المنطقة؟
- غبي من لا يرى جيداً الدور الأردوغاني الطموح في المنطقة. والحقيقة أنه لا يمكنني أن أعتب على أردوغان. فهو رجل غير عربي، لديه طموح ويستغل غفلتنا ليضيف (مكاسب) لبلده. وكوني غاضباً مما فعله أردوغان، فإنني لا يمكنني أن أقول إنه أخطأ على مستوى تركيا. لكن الذين أخطأوا في الدول العربية هم من يعيثون فساداً اليوم في مصر وسورية، على سبيل المثال، وخصوصاً طموحات «الإخوان المسلمين» في سورية. وقد يكون أردوغان ممن ساهموا في التخطيط لـ «الربيع العربي» لأنه صاحب مصلحة في ما حدث.
* هل ترى «الربيع العربي» انفجارات داخلية أم مؤامرات خارجية؟ أم الاثنين معاً؟
- حدثت احتجاجات لرفع مطالب لكن ما سمي «الربيع العربي» خطة «إخوانية» مغذاة من الخارج.
* ممن؟
- قد يكون مادياً أو نفسياً أو غيره. قطر كانت اليد الرئيسية، وليس مؤكداً أن تكون تركيا. وقد نجح «الإخوان» في أن يخدعوا بعض الدول وبينها اميركا.
* لو طلبت منك أن توجز الأخطاء التي ارتكبها الرئيس محمد مرسي منذ دخوله القصر، ما هي المحطات؟
- أسهل لي أن أعدد حسناته لأن الأخطاء في الواقع كثيرة منذ زُوّرت الانتخابات.
* هل ما زلت متمسكاً بأن الانتخابات زوّرت؟
- هناك خطأ قاتل هو تزوير الانتخابات، ومن فعلوا ذلك يكادون يعترفون. هناك قضايا في هذا المسار والموضوع واضح.
* كيف زورت الانتخابات؟ هل حدث ذلك ساعة إعلان النتائج؟
- زُوّرت في مراحل عدة، أولها ترك الصناديق من دون رقابة كافية. كان «الإخوان» يرشون بعض مندوبي المنافسين حتى لا يكملوا اليوم في الرقابة على الصندوق. كانت الأنوار تطفأ مرة، ومرة أخرى تحدث مشاكل. هذا بخلاف تزوير أوراق اقتراع من المطابع مسودة لمصلحة مرسي. عرضت هذه الأوراق على اللجنة العليا في 16 محافظة. قال رئيس اللجنة للمحامين: «انتم محقون. هذه الأوراق جزء من كل لا نعرف أبعاده ولا نعرف ماذا دخل الصناديق منه». وجدنا ذلك بالصدفة في 16 محافظة. مركز كارتر قال إن تزويراً ممنهجاً حدث لمصلحة أحد الأطراف، ولم يكمل. حين طلبت من أصدقاء كارتر ذات يوم أن يسألوه عن ذلك، أجاب بأن الحكومة لم تسمح لنا بالذهاب أبعد من ذلك في البحث. ما علاقة هذا بمعرفة الطرف الذي تم التزوير لمصلحته؟ كان واضحاً أن هناك تعاطفاً. استوردت أقلام من الصين تختفي أحبارها بعد 20 دقيقة من استخدامها، ووزعت في اللجان على مؤيدي شفيق وعليها اسمي. أحال قضاة مشرفون على الانتخابات هذا الأمر على النيابة للتحقيق. كان هناك تزوير غير مسبوق على هذا النهج. أما يوم النتائج، فتلقيت التهاني من الجميع بمن فيهم مسؤولون. كانت كل الشواهد تؤكد فوزي.
* كيف كانت مشاعر أعضاء المجلس العسكري؟
- لم تكن واضحة. مؤكد أن بعض أعضاء المجلس كانت مشاعرهم معي. لكنني لا أستطيع معرفة اتجاه المنتج العام في المجلس. كان عندي في المنزل صديق مسيحي مقيم في الولايات المتحدة، وكان يتصل بالسفارة الاميركية للاستفسار عن شأن من شؤونه، وسمعت المكالمة. قال من تحدث إليه في السفارة إن الفائز هو مرسي غالباً، سأله صديقي: كيف؟، فأجاب قائلاً: هم يريدون ذلك! سأله صديقي: من هم؟ فأجاب: المجلس العسكري. لم أعط الموضوع كل اهتمامي لأن كل الأخبار عندي كانت تبشر بأنني الفائز.
كان عندي صديق في البيت واتصل به شخص من عمق وزارة الدفاع وهو قريب جداً من مركز القرار ومن أكثرهم ثقة، وقال له ان النتيجة النهائية هي فوز أحمد شفيق بنسبة 50.7 في المئة. كان واضحاً أنه أبلغ النتيجة للتو من رئيس اللجنة. ولا أشك للحظة في أن النتيجة كانت كذلك حتى وقتها. ثم حدث شيء غريب، وهو تأخر إعلان النتيجة التي كانت مقررة في الثالثة عصراً. لم تظهر اللجنة حتى الرابعة، ثم بررت ذلك بأن الطريق كان مزدحماً، وظهرت أغرب قراءة للنتيجة. أنا أثق جداً في رئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان رغم أننا لم تجمعنا علاقة عميقة، وهو كان ضابطاً سابقاً. لو رأيته وأعضاء اللجنة وهو يقرأ وأسلوبه. كان واضحاً أنه يقرأ مسودة للمرة الأولى. كان الأمر مهزلة. كان عاجزاً عن القراءة وأعلنت النتيجة بطريقة غريبة جداً.
لم يكن عدد المشاركين في جولة الإعادة تجاوز 23 مليوناً بأي حال من الأحوال، ففوجئنا برئيس اللجنة في بداية المؤتمر يقول ان المشاركين 26 مليوناً. كان شقيقي محمد إلى جواري وحين سمعت هذا الرقم ربت على ساقه وقلت له ان هذا يعني أن الموضوع منتهٍ، قبل أن ينطق بالكسور. أيقنت أن لعبة حدثت.
لم أتحرك لأنني حسبتها بمنتهى الدقة، وجعلتني ظروفي الأسرية أقل اهتماماً بالموضوع. كانت زوجتي توفيت للتو، وبناتي تأثرن كثيراً خلال الانتخابات. كانت ظروف البيت صعبة، سواء أتت النتيجة بالمكسب أو الخسارة. كان مشواراً طويلاً من العناء. جاءت صدمة فخففت صدمة. قبلها بيومين قلت إن على الجميع أن يقبلوا بقيادة الفائز ولا يتنازعوا بعد النتيجة. واحترمت كلمتي بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى. أقررت بالنتيجة في خطاب راعى الأصول وأعلنت فيه دعمي للرئيس وتهنئته وترحيبي. ولم يتفتق إلى ذهنه أن الأصول تقتضي الشكر. هاتفني الرئيس باراك أوباما في منزلي بعد النتيجة ببضع ساعات، وقال إنه أراد أن يبلغني تقديره العميق لموقفي وما حققته في الانتخابات من «الحصول على ثقة نصف المجتمع المصري، ونحن نعلم أنك كنت بمفردك». قال إنه عادة ما يتصل بالفائز، «لكن الكتلة التي حققتها تحتم عليّ أن أبقى على اتصال بك، وأطالبك بأن تواصل عملك الوطني لأن بلدك يحتاجك» وكررها مرتين، وفوجئت في اليوم التالي بصدور هذا الكلام في بيان من البيت الأبيض.
لماذا لم أعترض على التزوير الرسمي، السبب الأول هو أنني اعتدت أن أوصي أولادي إذا وجدوا لصاً يسرق منزلهم أن يتظاهروا بالنوم ويتركوه يسرق ما يشاء ويرحل باعتبار ذلك أقل الأضرار، لأنك إذا استيقظت فجأة فقد يقتلك وهو لم يكن ينوي فعل ذلك. كانت صدمة الموقف. الأطراف التي سرقتني متفقة مع بعضها بعضاً. كانت تحبس الأنفاس على إثر الظهور الرسمي للنتيجة وتتساءل عما سيحدث وعما إذا كان شفيق سيثير الساحة. كنت أتخيل رد فعل مجنوناً من هذه الأطراف لم أكن مهيئاً للتعامل معه وقد لا أستطيع أن أقف أمام موجة عاتية تقتلني أو تفعل ما هو أكبر.
السبب الثاني هو أن الشعب المصري شعب طيب ليس لديه عمق من الخبث أو الدهاء، وهذه من طباع شعوب الوديان السهلة التي لا تصارع الطبيعة أو الظروف. كانت التهديدات التي وزعها «الإخوان» بأن يصبح الدم في مستوى الركب إذا فاز شفيق. صحيح أن معي أكثر من 13 مليوناً، لكنهم لطيبتهم سيتخوفون من عواقب أي طعن بسبب التزوير. خرج نائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر ليقول ان الدم سيكون بحوراً في الشوارع إذا فاز شفيق. يجب أن يحاكم على هذا يوماً ما. القواعد تقول هذا. كان التهديد سافراً للشعب المصري. أثق بأنني لو تماسكت فلم يكن شيء من هذا ليحدث، وهذا ما كان يخيفهم مني. وأنا أعلم كيف أجهض هذه المساخر. هم عاشوا في السجون سنوات، ولم تكن هناك بحور في الشوارع ولا في الحقول. لكن خمسة ملايين من أنصاري كانوا سيدعون إلى التريث وهذا سبب كافٍ للتريث.
السبب الثالث هو وعود لا نهاية لها للمصريين. كنت قررت أن أقود أقوى حزب معارضة في الشرق الأوسط على النهج الأميركي. كنت أرغب في جمع أصوات الملايين الـ13 الذين صوتوا لي ورائي، وتأسيس حياة حزبية نيابية بحزبين كبيرين على غرار الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الولايات المتحدة. هذا هو حلمي على طول الخط لمصر في ما يتعلق بالحياة النيابية.
بعد هذه الشهور التي مرت، أثق بأنني إذا اعترضت فسيكون معي 18 مليوناً وليس 13 مليوناً فقط. أثق بأنني إذا خضت انتخابات ضد مرسي سأحصل على 18 الى 20 مليون صوت حتى بعد التزوير لمصلحة مرسي.
* من اقترع لأحمد شفيق؟ أنصار مبارك والأقباط أم الخائفون من «الإخوان»؟
- اقترعت لأحمد شفيق الفئات التي لم تقع تحت ضغط مالي أو إغراء، وكل من لا يقتنع بالخلط بين الدين والسياسة، وهم كثر في مصر، وكل من تابع عن قرب مسلكي الإداري ونتائجي، وكل من كان يطالب بتولي شفيق رئاسة الوزراء قبل ثلاث أو أربع سنوات. هناك من أنصار مبارك من لا يحبني. وهناك شريحة في وزارة الطيران لا تحبني على رغم أنني تركت وزارة الطيران في أنجح حالاتها، ربما بسبب أن تسيير العجلة في الوزارة بكفاءة تطلب محاسبة المقصرين.
* هل هؤلاء هم من قدموا بلاغات ضدك؟
- من قدموا بلاغات ضدي هم مأجورون. أنا أنتظر انتهاء البلاغات لأتولى التعامل معهم واحداً تلو الآخر. كان محامٍ صغير يقف أمام الوزارة يتصيد المارة (أمام الوزارة) ويسألهم عما إذا كانوا يريدون تحريك قضايا ضدي. مواضيع القضايا عندي مكررة. القصة مهزلة. حُركت ضدي دعوى حين جاءني ملفها ضحكت ولم أقرأه لأن القضايا التي تتحرك ضدي لا تخصني. فعلى سبيل المثال اتهمت بإهدار المال العام في إنشاء قطار نقل مسافرين في المطار. صحيح أن هذا أنشئ في عهدي، لكن هذه الأمور في عهدة المسؤولين الاختصاصيين. وبعد تحويل القضية على قاضي التحقيق لأنها يمكن أن تُستغل ضد أحمد شفيق، يفاجأون لاحقاً بأنها لا تخصني، ما اضطرهم إلى إحالة مدير المطار على النيابة بجناية رغم أنه لم يكن مقصوداً، لكن الجناية كانت مفصلة لأحمد شفيق. وهكذا في قضايا أخرى.
* وماذا عن قضية أرض «جمعية الطيارين» على البحيرات المرة التي اتهمت بمنحها لعلاء وجمال مبارك؟
- اتهمت بمنح هذه الأرض باعتباري رئيساً للجمعية، في حين أنني لم أتولّ رئاسة الجمعية أبداً. بهذه البساطة. وتعرض رئيس الجمعية للإيذاء بإحالته على الجنايات معي بعدما اكتشفوا أنني لم أكن رئيساً للجمعية.
* هل صدر بحقك أي حكم؟
- لم يصدر ضدي أي حكم حتى الآن. هناك قضايا ستصدر فيها أحكام قريباً. هناك استهداف متعمد. قبل فترة طلبت مليون جنيه من حسابي في مصر لتدبير نفقات المعيشة هنا. طلبت التحويل في الصباح، ففوجئت بعد المغرب بإخباري بوضع أموالي وبناتي رهن التحفظ. وبعدها بساعات علمت أن المحكمة ستنعقد لكشف حساباتي السرية، رغم أن محاكم أخرى استغرقت أكثر من سنة قبل البت في طلبات مماثلة متعلقة بشخصيات أخرى. حدث هذا بعد ساعات من إخطاري بالتحفظ، ولأنه لم تكن هناك بلاغات مفتوحة وقتها، أخرجوا بلاغاً قديماً ضدي كانت النيابة حفظته وجددوه لتبرير الطلب. هم يعلمون جيداً ما هي حساباتي في مصر. وأخطرتهم بحسابي في فرنسا وسمحت لهم بالاستعلام عنه. ورفضت المحكمة التحفظ عن أموالي أو كشف سرية حساباتي.
* متى غادرت مصر ولماذا؟
- بعد يومين من إعلان النتائج لأنني فوجئت بمنتهى السذاجة والتفاهة في التفكير عبر تحريك قضايا ضدي خلال أقل من 24 ساعة. يقولون: عدو عاقل خير من صديق جاهل، فما بالك بعدو جاهل؟ عرفت أن هذه القضايا سيتبعها الزج بي في السجن، فغادرت إلى أبو ظبي. زج بالناس في السجون في قضية ما يدعى بـ «معركة الجمل» ولم يكن هناك جمل.
* متى سترجع إلى مصر؟
- فور شعوري بالأمان وفق حساباتي وبأنني قابض على زمام الموقف في شكل سليم. قد أعود والقضايا لا تزال منظورة أمام المحاكم. العبرة ليست بالسجن، لكن العبرة بالسجان الجاهل والإهانة. طوال تاريخي المهني، لم يمر يوم من دون أن أكون منتجاً لبلدي. لم أمكث في السجون 20 سنة. لن أقبل أن يأتي اليوم جُهّال لا يعون من الأمر شيئاً - وهو ما أوضحت نتائجه على مصر - ويصبحون متحكمين في أمري. سأعود بالتأكيد. والأيام المقبلة تحمل الكثير.
> هل تتوقع أن يكمل الرئيس مرسي ولايته؟
- أبداً. إذا حدث ذلك ستكون كارثة على مصر والمصريين. في الوضع الطبيعي لا يمكن أبداً أن يكملها. المصريون أصبحوا يعون ذلك تماماً، بمن فيهم الفقراء الذين كان «الإخوان» يضحكون عليهم بمئة جنيه أو كيس سكر.
> تقول إن «الإخوان» أنفقوا أموالاً كثيرة في المعركة الانتخابية. من أين لهم بها؟
- هناك فيضان أموال انهال عليهم من الخارج. حصلوا على الدعم المالي من قطر التي تعتبر العمود الفقري لـ «الإخوان» مالياً. حصلوا أيضاً على أموال من غيرها لكنها تنفق عليهم منذ أعلنوا خوض الانتخابات. هناك مبلغ نريد أن نعرف قصته، وهو 50 مليوناً من الحكومة الأميركية.
* كيف وجدت سلوك الرئيس في أحداث رفح؟
- الرئيس مدان في كل كارثة حصلت في مصر. لست مبالغاً.
* هل تلقيت دعوة لزيارة قطر؟
- لا.
* كيف تصف علاقتك بـ «جبهة الإنقاذ»؟
- على مستوى العلاقات الشخصية لا بأس بها. علاقتي بعمرو موسى جيدة. كان هناك صعود وهبوط، لكنني لا اعتقد أن هناك خلافاً في العمق. حمدين صباحي كان يتردد على مكتبي في وزارة الطيران، وحين توفيت زوجتي زارني مشكوراً في المنزل. لكن منهجياً، هناك تصرفات غريبة منهم. سألتني صحافية عما إذا كنت أقبل التحالف مع «جبهة الإنقاذ»، فكان ردي انه إذا كان هدفنا واحداً وطرق الوصول إلى هدفنا غير متعارضة، فأكون مخطئاً برفض التحالف، لكن ليس الانضمام أو التوحد. صحيح أن كلاً منا من اتجاه، لكن كلنا لنا هدف واحد هو إبعاد «الإخوان». ومسألة خوضي الانتخابات المبكرة التي نطالب بها من عدمه ليست هي الموضوع. خضنا مرحلة سوداء خلال الانتخابات الماضية لا نريد تكرارها. لكن فوجئت بـ «استعباط» ومغالطة للنفس وهجوم ليس له مثيل بعد هذا الكلام. قالوا لن نقبل بانضمام شفيق إلينا لأنه من الفلول. فلول من؟ (ساخراً) أين كنتم عندما كنت فلولاً؟ ليتكم كنتم فلولاً لكان أفضل لكم من السجن والبيزنس الممنوع وتجارة العملة؟ ليس هناك أمر مشرف في تاريخكم لنناقشه، ولا في تاريخ كل من يتكلمون. للأسف كل هؤلاء إذا أمسكت أحدهم وقلت له: تعال يا شاطر نناقش سيرتك الذاتية وما فعلت لبلدك وكيف تم إعدادك وماذا حققت؟ ستجد خدعة كبيرة جداً. هناك مرشحون للرئاسة ليس لهم عمل سوى الجلوس في المقهى، وآخر يجمع البطاطين والأغذية وينقلها إلى أفغانستان وكوسوفو وأسوان. هؤلاء يقولون لا نقبل بأن ينضم شفيق إلينا. أنا لم أقل انني سأنضم إليكم. أقول فقط أنه إذا كان التحالف يعني كذا وكذا، فلنطلق تحالفاً لتحقيق هدفنا المشترك. لكننا في مرحلة وصفها أحدهم بأنها مرحلة كي البذلات استعداداً للانتخابات. إذا وضعت أحد هؤلاء تحت ضرسي فلن تسعفه خبرته شيئاً.
* هل تخشى على القضاء المصري؟
- جداً. هذا هو رعبي الحالي. إذا تصرفوا مع القضاء التصرف الجاهل الذي يفكرون فيه الآن، وهو فيه رعونة وعدم تقدير للمسؤولية، فلن يعود عليهم بالنجاح، لكن مصر ستتأخر كثيراً في الفترة المقبلة. لن ينجحوا. وحتى لو تأخرت خطوات تصفيتهم، وستتم تصفيتهم، فسيجلب عليهم تغيير شكل القضاء في مصر كثيراً من المشاكل. وحين تتم تصفيتهم، فستكون هذه إحدى القضايا الرئيسية في المقصلة التي ستنصب لهم.
* هل تهددهم بالمقصلة؟
- لست أنا من ينصب المقصلة. لكن لو ارتكبوا هذا الجرم بحق القضاء، سيكون القضاء أحد النقاط الرئيسة التي ستوضع على رقبتهم في المقصلة عند الحساب المقبل.
* في الانتخابات أم بثورة؟
- أرجح أن يتم ذلك بالانتخابات. لكن المؤكد أن «الإخوان» زائلون، إن لم يكن بالانتخابات فبثورة. قد تكون هذه هي الأقدار. لكن «الإخوان» لن يستمروا في حكم مصر.
* تبدو ثقتك كبيرة.
- أنا أتتبع مساراً بناء على النقاط التي أمامي. نقطة بعد أخرى يتضح اتجاه الخط.
* هل سيتنازل «الإخوان» عن هذه الفرصة التاريخية؟
- وهل يتنازل أحد بمحض إرادته؟ عندما يجبر اللص على ترك ما سرقه لا يكون ذلك بمحض إرادته.
* هل تعتبر أن مصر في عهدة الرئيس مرسي أم جماعة «الإخوان»؟
- ليست في عهدة مرسي أبداً. مرسي يلعب في الحديقة على كرسي أكبر منه، و «الإخوان» هم من أمروه بالجلوس عليه.
* من الحاكم الفعلي؟
- جماعة «الإخوان». أصحاب الصوت الأعلى (من مرسي) مثل المرشد وخيرت الشاطر وسعد الكتاتني باعتباره الموعود الدائم بمنصب رئيس مجلس الشعب. بعد حل مجلس الشعب، كتبت الصحف شهراً كاملاً عن تأخر الكتاتني في تسليم السيارات الرسمية، ولم يستطع مرسي أن يطالبه بتسليمها لأن الأمور قُسمت بين شركاء سجن في ما يشبه «قعدة عرب» (بطريقة عرفية).
* هل تخشى «أخونة» الجيش؟
- لا. بكل قوة. سئلت عما إذا كانوا ينوون إطاحة وزير الدفاع، فقلت إنهم ربما كانوا يخططون لذلك حتى الشهر الماضي. لكنهم اكتشفوا عجزهم عن فعل ذلك. ولدي من المعطيات ما يؤكد ذلك.
* هل حدث ذلك بسبب الرغبة الأميركية؟
- الجيش في مصر أكثر مؤسسات الدولة على الإطلاق عمقاً وارتباطاً بالولايات المتحدة بحكم 40 عاماً من الاستقرار في العلاقة. السلاح من هناك، قطع الغيار من هناك، التدريب من هناك، التعليم من هناك. بخلاف مؤسسات الدولة الأخرى، لم تحدث انتكاسات في علاقة القوات المسلحة مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تدعمنا.
ليس معقولاً بعد 40 سنة ألا تعرف الولايات المتحدة كيف يفكر الجيش ويتصرف. الجزء الذي تدرب في الولايات المتحدة ومارس نشاطه هناك أصبح جزءاً كبيراً من الجيش على مدى السنوات الأربعين الماضية. الاحتكاك بين المؤسسة العسكرية والولايات المتحدة وباقي منظومة الدول الحرة التي تدعمنا احتكاك من العمق والمدى الذي يكفي لفهم طريقة القوات المسلحة وتصرفها، لذلك فإن القوات المسلحة ليست محل لعب لـ «الإخوان» ولن تكون. ستقطع أرجلهم قبل أن يقتربوا من القوات المسلحة. لن يتمكنوا من «أخونة الجيش».
* كيف تنظر الى الوضع في سورية؟
- أهيب بالرئيس بشار الأسد قبول فكرة التخلي عن السلطة وأن يضمن بالاتفاق مع الدول الراغبة في مساعدة سورية خصوصاً الدول العربية المعتدلة انتقال سورية الى حكم ديموقراطي. ان عملاً من هذا النوع سيؤدي الى حقن الدماء وتجنيب سورية الوقوع في قبضة «الإخوان» وهو ما سيكون نكبة النكبات.