على الشاب أن يعتاد على الإهتمام ؛ فلا يوجد في الحياة الصحيحه شيء تافه أو بسيط ؛ حتى اللعب ؛ والرياضه ؛ والسير. قد تكون الملابس ترهات ولكن عدم إرتدائها ونظافتها ترهات . الملابس لا تغير من قيمة الشاب أوالرجل ؛ لكنها تثبت قيمته ؛ أما الفارق بين الشاب أو الرجل التافه ؛ والشاب أو الرجل صاحب المكانة والقيمة ؛ فهو أن التافه يقيم نفسه بمظاهره وملابسه ؛ والشاب أو الرجل الآخر يضحك منها لكنه لا يهملها. الشاب أو الرجل العاقل هو الذي يحاول الظهور أمام الآخرين عاقلا ؛ ولكن بدون التباهي والفخار بذلك.

في رحلة الحياة يذكر الطفل كل من أو ما كان محببا إليه؛ وانطلاق الشاب أو الرجل من موقع جيد هو انطلاق جيد شريطة أن يدقق ؛ ويفحص ؛ ويحسن إمكاناته وقواه في كل يوم من أيام حياته.

الكسل ؛ والتراخي ؛ والإهمال ؛ والغفله ؛ وعدم الإنتباه والإهتمام والحذر ؛ تعتبر معذرة الكهول من تعثر الصحة ؛ وخبوة الروح ؛ وعدم الإستقرارالبدني والنفسي . إلا أن على الشاب أن يتألق ؛ ويمتاز ؛ وينتبه ؛ وينشط ؛ لكي يكبر بدون الرغبة للتألق والإمتياز ؛ حتى بدون الرغبة في الكبر. إنه بالثقافة ؛ والعناية ؛ والإنتباه ؛ والعمل الجاد ؛ يستطيع الشاب أن يجعل نفسه ما يشاء في مستقبل حياته.

إن مصير الشاب هو في العالم المشغول بأفعاله وحقائقه ؛ ولذلك فإن الكلام ؛ والحديث ؛ والكتابة بإسلوب باني ؛ وفن قراءة أحسن الكتاب وأبهاهم ؛ والإقتداء بالعظماء من القادة والعلماء ؛ هو السبيل الأنسب لوصول الشاب إلى ما يريد ويشاء.

على الشاب أن يتمسك بإختيار الأفاضل والمحسنين والصادقين لصحبتهم وصداقتهم ؛ وأن يتأكد من أن طباعهم توافق طباعه ؛ وعليه الإهتمام بهم ؛ وأن يكون مهذبا معهم ؛ وأن يكون يسيرا رفيقا في عشرتهم؛ وعليه أن لا يهمل نفسه ؛ وأن يكون نظيف الجسم والملبس ؛ وأن يكون ودودا محبا ؛ وأن يبتعد عن العادات والتصرفات السيئة أو المضره ؛ أو السلوك المزعج للآخرين. ناهيك عن حاجته الماسة إلى تنظيف وجهه ويديه وأسنانه تنظيفا جيدا كل صباح ؛ وكل مساء قبل النوم ؛ لكي يمنع ألم الأسنان المزعج جدا ؛ أو رمد العينين.

لا لزوم لمعرفة جميع شوارع المدينة أو القرية التي يعيش فيها الشاب؛ أو بيوتها ؛ أو عدد سكانها ؛ أو تقاليدهم ؛ أو بلديتهم ؛ أو حاكمهم ؛أو صناعاتها ؛ أو عماراتها الكبيره ؛ أو ساحاتها ؛ أو تراثها وآثارها بصورة عامه.

أما اللغة فلا بد للشاب من معرفة لغة أخرى إلى جانب لغته العربيه. خاصة إذا أراد أن يختص بعمل أو حرفة معينة ؛ وأهم اللغات الغربية التي للشاب أن يختار واحدة منها ؛ هي الإنجليزيه ؛ أو الفرنسيه؛ أو الإسبانيه ؛ للحصول على المعرفة التي يريد.

على الشاب أن يتفادى بكل ما يقدر عليه من جهد ؛ عدم المباشرة بأي عمل أو حرفة ؛ أو إختصاص ؛ بأكثر من واحد منها في نفس الوقت ؛ أما شعاره الأهم في هذا المجال فهو: عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد. قال سبحانه وتعالى:"وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى إِنَّ عَلَيْنَا للهُدَى وَإِنَّ لَنَا ألآَخِرَةَ وَالأولى فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لايَصْلاَهَا إلا الآَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى." صدق الله العظيم.