العشيرة، منظومة أسرية اجتماعية وطنية تتميز بتكريس القيم والأعراف الحميدة وتستبعد وتستنكر السلبيات بكافة أشكالها وممارساتها، والعشيرة رديف لمؤسسات الدولة بدليل أن القضية التي تعصى على الإدارة العامة أو القضاء سرعان ما تنتهي بجلسة ود وفنجان من القهوة العربية، وعندما أقول العشيرة لا أعني العشيرة في الريف والبادية والقرية فحسب وإنما إخوتنا من أبناء الوطن المسيحيين والشركس والشيشان والدروز وأبناء المخيمات جميعهم من أصول عشائرية نعتز ونفتخر بهم وأبناء العشائر هم من جبلوا بدمائهم الزكية ثرى فلسطين والجولان وهبوا لنجدة الملهوف ومساعدة كل محتاج، وهم رمز أمن واستقرار الوطن وصون منجزاته، وما المهرجانات الحاشدة التي أقيمت في جميع أرجاء الوطن إلا أكبر دليل على ذلك، والسلف الصالح من آبائهم وأجدادهم هم من شيدوا صروح الوطن الشامخة وأوصلوه إلى بر الأمان عبر البراكين العاتية والأمواج المتلاطمة وشح الموارد والإمكانيات آنذاك، لكن سلاحهم كان العمل بكل جد وأمانة ونزاهة وإخلاص، لم يتركوا ورائهم أرصدةً من المليارات ولا قصوراً فارهة ومجمعات وبنايات وشركات ومؤسسات نهبت وسلبت من ثروات الوطن بطرق سيعجز كافة المحققين والمختصين والأمنيين والخبراء عن إثبات سرقاتهم لدهائهم وخبثهم وحرفيتهم في حماية أنفسهم وإخفاء جرائمهم بينما الآباء والأجداد تركوا وطناً قوياً شامخاً سيبقى قلعة صامدة عصياً على كل المؤامرات وأجيالاً تربوا على عشق الوطن وخدمته والذود عن أمنه واستقراره وصون مقدراته وما يجري من فلتان أمني وعنف مجتمعي ليس للعشائر صلة بأسبابه ولم يحدث ذلك وليد الساعة وإنما جاء نتيجة خطط خبيثة مبرمجة وممنهجة ومخطط لها لتفكيك منظومة القيم الإجتماعية من خلال فرض أجندة خارجية ظاهرها ما يسمى بالوسائل التربوية الحديثة وحقوق الطفل والمرأة والإنسان والخط الساخن في المدارس وفرض اتفاقية سيداو وما أدراك ما سيداو وتقويض وإنهاء الدور الإيجابي للشيوخ والوجهاء والحكماء والعقلاء، واستبعاد أبناء العشائر عن مصادر الثروات والموارد والمواقع الحساسة وتسخير بعض من المؤلفة جيوبهم والمستأجرة أقلامهم، كل ذلك لإفساح المجال للنهب والسلب والتمترس في المناصب العليا لوحدهم دون غيرهم ومسح تاريخ وذاكرة السلف الصالح وصناعة تاريخاً مزوراً لأولئك المتسلقين الجدد الذين لا تاريخ لهم.

رحم الله حكيم الأمة وباني صروح الوطن وراعي مسيرته وجامع أسرته الواحدة " الحسين بن طلال " طيب الله ثراه عندما هب للدفاع عن العشائر لدى تعرضها سابقاً لمثل هذه الهجمة الخبيثة الشرسة حيث قال " العشيرة صمام أمان وأمن الوطن والذود عن حماه " وأنا أنتسب لأشرف عشيرة في التاريخ عشيرة " قريش " وأمر باستحداث ديواناً للعشائر ألغي وغير موجود الآن ومستشاريّة أصبحت لا تستشار وجعل من الديوان الملكي بيتاً لكل الأردنيين والذي أصبح بيتاً لزمرة بعينها دون غيرها.

wadi1515@yahoo.com