أعمال العنف تخيم على انتخابات باكستان
11-05-2013 04:17 PM
عمون - وقعت سلسلة هجمات ألقت بظلالها على الانتخابات العامة في باكستان السبت لكن ملايين الناخبين توجهوا للادلاء بأصواتهم في اختبار تاريخي للديمقراطية في البلد الذي يشهد اضطرابات.
وستجلب هذه الانتخابات التي يحق لنحو 86 مليون ناخب المشاركة فيها اول انتقال للسلطة بين حكومتين مدنيتين في بلد حكمه الجيش لاكثر من نصف تاريخه المضطرب.
وقع هجوم اليوم السبت على مقر حزب عوامي الوطني في مدينة كراتشي التجارية وسقط فيه 11 قتيلا واصيب نحو 35 شخصا. واصيب اثنان على الاقل في انفجارين أعقبا هذا الهجوم وتحدثت وسائل الاعلام عن وقوع اطلاق للنار في المدينة.
ودمر انفجار مكتب حزب عوامي الوطني بشمال غرب البلاد. ولم ترد تقارير على الفور بشأن وقوع اصابات. وأشارت محطات تلفزيونية أيضا الى وقوع انفجار في مدينة بيشاور.
وقتلت طالبان الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة أكثر من 120 شخصا في أعمال عنف ذات علاقة بالانتخابات منذ ابريل نيسان. وتعتبر طالبان الانتخابات منافية للاسلام وتقاتل من اجل الاطاحة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
وصبت طالبان جام غضبها على الاحزاب ذات الانتماءات العلمانية مثل الائتلاف الحاكم بزعامة حزب الشعب الباكستاني وحزب عوامي الوطني. وتجنب العديد من المرشحين الذين يخشون الاغتيال القيام بحملات علنية قبل الانتخابات.
ويأمل الشعب الباكستاني بان تؤدي هذه الانتخابات الى تغيير وتخفيف الاحباط من اقتصاد ضعيف وفساد متفش وانقطاع مزمن للكهرباء وبنية اساسية متهالكة.
وادى على ما يبدو الاستياء من الحزبين الرئيسيين في البلاد في الاسبوع الماضي الى تزايد التأييد لنجم الكريكيت السابق عمران خان الذي قد يمسك في نهاية الامر بميزان القوى اذا لم تسفر الانتخابات عن فائز بشكل قاطع.
وخان (60 عاما) في المستشفى بعد ان أصيب اثر سقوطه في اجتماع حاشد للحزب وهو ما قد يكسبه اصوات متعاطفين معه.
ويتوقع ان يبدأ ظهور النتائج من نحو 70 الف مركز اقتراع في انحاء البلاد من الساعة العاشرة مساء (1700 بتوقيت جرينتش) تقريبا.
وقال اناتول ايفين الاستاذ بكلية كينجز كوليدج بجامعة لندن وهو مؤلف كتاب عن باكستان "المشاكل التي تواجه الحكومة الجديدة ستكون جمة وقد تكون هذه الفرصة هي الاخيرة التي يتعين فيها على النخبة في البلاد حل هذه المشاكل."
وكتب ليفين في مقال بصحيفة فايناشال تايمز "اذا لم تتحسن حياة الباكستانيين العاديين خلال السنوات الخمس القادمة فان العودة الى الحكم الاستبدادي تظل احتمالا."
وبقي الجيش بمعزل عن السياسة اثناء ولاية الحكومة الاخيرة التي استمرت خمس سنوات لكنه لا يزال يحدد السياسة الخارجية والامنية ويوجه العلاقات الشائكة مع واشنطن اثناء انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي من افغانستان العام القادم.
واذا لم يظهر فائز واضح فانه ستجري مساومات تستمر اسابيع لتشكيل ائتلاف الامر الذي سيترتب عليه زيادة المخاطر من تقويض الحكومة نتيجة لعدم الاستقرار.
ولن يؤدي ذلك الا الى زيادة صعوبة انهاء السخط من الساسة والذي يشعر به سكان باكستان البالغ عددهم 180 مليون نسمة وصعوبة اقرار الاصلاحات اللازمة لانعاش الاقتصاد الباكستاني الذي شارف على الانهيار.
ويمكن ان يستمر انقطاع الكهرباء اكثر من عشر ساعات يوميا في بعض المناطق مما يصيب صناعات رئيسية مثل المنسوجات بالشلل وربما تكون هناك حاجة قريبا لخطة انقاذ من صندوق النقد الدولي.
ويتجه حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف الى الفوز بمعظم المقاعد في الانتخابات التي ستجري في يوم واحد. لكن خان قد يحرم شريف من الحصول على أغلبية ويبدد آماله في العودة الى السلطة بعد 14 عاما من الاطاحة به في انقلاب عسكري وسجنه ونفيه في وقت لاحق.
وظهر خان وهو أكثر الرياضيين شهرة في باكستان وعاش حياة متحررة في شبابه كمنافس قوي لسياسيين من أسر عريقة ذات تاريخ على المسرح السياسي الباكستاني اعتمدوا كثيرا على نظام يقوم على المحسوبيات واتهموا بالفساد.
ويختار الناخبون 272 مرشحا لعضوية الجمعية الوطنية وحتى يحقق الحزب اغلبية بسيطة فعليه ان يضمن 137 مقعدا. رويترز