نقابة المعلمين: نسخة أردنية لسلطة "الإخوان"
احمد ابوخليل
11-05-2013 03:41 AM
لا يمكن نقاش عنوان هذا المقال قبل الاشارة الى أن نقيب المعلمين يتحمل في الأصل المسؤولية الأولى عن الحالة التي وصلت اليها النقابة. وبالمناسبة، أذكر أني وبعد لحظات من إعلان فوزه عبّرت له عن حزني "لأجله" على ذلك الفوز.
ليسمح لي القارئ بالاشارة الى أنني كنت أحد المتابعين لقصة نضال المعلمين من أجل نقابتهم، وقد حضرت عدداً من اعتصاماتهم في أكثر من مدينة، وامضيت معهم ساعات طوال، منها ليلة كاملة تشرفت فيها بمشاركتهم الجزء الأخير من المسيرة مشياً، التي تحركت من عمان الى الكرك تحت اسم نصرة المعلمة أدما زريقات، التي كانت أحد المفصولين عقاباً على نشاطها النقابي. وأزعم أني استطعت التعرف، وعن قرب، على روح هذا التحرك النقابي المحترم، وعلى المحطات التي شكلت رموزاً له، والتي كان يتعين الحفاظ عليها، على الأقل في المجلس الأول. ولكن المحزن أن النقيب الذي كان الاسم الأبرز في التحرك، كان أول من تخلى عن تلك الروح وعن تلك المعاني الرمزية، ثم تجلى ذلك في تخليه عن أبرز شركائه.
كان الإخوان في مرحلة النضال الأولى طرفاً ضعيفاً (لنقل غير مهتم)، بل مشككاً في مجمل النشاط، وقد تعرفت على عدد من ممثليهم من المعلمين المحترمين الذي كانوا يصرون على انهم لا يشاركون كممثلين للتنظيم. ولكن هذا لم يكن يعني ضعف قدراتهم التنظيمية عندما وصل الأمر الى الانتخابات.
بالنتيجة، وجد الاخوان انهم بحاجة الى الاسم الأبرز في مقدمة كتلتهم الانتخابية، وأن ترشحه كمنافس قد يهدد وضعهم الانتخابي، رمزياً إن لم يكن فعلياً. ومن جهته هو، رأى أن ضمان المركز الأول أمر تهون مقابله كل التنازلات، وربما اعتقد أنه سيبقى محافظاً على قوته واستقلاله، بضمانة مركز النقيب.
اليوم يستبيح مجلس النقابة المكون من أغلبية إخوانية العمل النقابي ككل، بل يدير ظهره للنقيب الذي وجد نفسه ضعيفاً، وأقصى ما يفعله تجاه فصل مدير فرع اربد مثلاً، هو ان يقاطع اجتماعات المجلس الذي هو رئيسه. وهذا ما قاد الى دخول سريع للنقابة في أمراض لا تحصل مبكراً في العادة. لقد دخلت النقابة في حالة من الشيخوخة المبكرة.
إننا أمام نموذج خاص لإخوان الأردن في ممارسة السلطة، فهم لا يهمهم تدمير الفكرة، ولا إعطاء صورة بشعة عن مصير هذا الطموح التاريخي للمعلمين والذي ابتدأ منذ عقود، والذي وقف الإخوان ضده حتى عندما كانوا في مركز القرار.
النقيب اليوم، يخوض صراعاً خجولاً ولا يريد أن يعترف بحجم الخلاف. فيما لا تزال الخطوط شبه مقطوعة بينه وبين زملائه وشركائه في المرحلة الأولى من العمل النقابي.
الجميع أمام مسؤوليتهم، بمن فيهم تلك المجموعة النقابية الاخوانية المخلصة التي شاركت في المرحلة الأولى، والتي يتعين عليها أن تعمل على أن يكون التنظيم في خدمة النقابة وليس العكس.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم