“العمل الإسلامي” يدعو الى الضغط لوقف الاعتداءات على الاقصى
10-05-2013 01:37 AM
عمون - دعا حزب جبهة العمل الاسلامي الجماهير العربية والاسلامية لممارسة الضغط على حكوماتها للتحرك ووقف الاعتداءات المتكررة على المسجد الاقصى .
وقال “العمل الاسلامي” في بيان صدر عقب اجتماع مكتبه التنفيذي ان “قطعان المستوطنين وغلاة المتطرفين يواصلون جهودهم في تدنيس المسجد الأقصى ومحاولة انتزاع حق لهم فيه”.
واشاد في الوقت ذاته بالمواطنين الفلسطينيين “العزل الذين يتصدون بصدورهم العارية لهذه الاقتحامات” .
واستهجن “العمل الاسلامي” مشاركة عدد من الشخصيات الاردنية في الاحتفال الذي إقامته السفارة “الإسرائيلية” في ذكرى النكبة،مشيرا الى “مستوى الانحطاط” الذي بلغه هؤلاء،وهم “يرقصون على جراح الأمة، ويحتفلون بنكبتها الكبرى”.
وأعتبر ان نتائج تقرير المجلس الاقتصادي الاجتماعي الذي أشر الى فقدان الحكومة دورها في الولاية العامة وتركز السلطات في يد الملك وتمدد دور بعض الأجهزة والمؤسسات عليها كالديوان الملكي ودائرة المخابرات العامة يشكل دعماً وإسناداً للمطالب الإصلاحية التي ينادي بها المواطنون منذ سنوات و”لم تحظ بالاستجابة حتى الآن لغياب الإرادة السياسية للإصلاح”.
وطالب “العمل الاسلامي” الجهات المعنية بالتعامل بطريقة ايجابية مع الاعتصامات المطلبية التي تحدث في الشارع .
ودعا الحكومة والمؤسسات والهيئات المعنية الى اعادة النظر في أوضاع موظفيها ومستخدميها لمعالجة أية اختلالات تحول دون تحقيق العدالة، وتوفير المستوى اللائق بموظفيها ومستخدميها قبل أن تلجأ هذه الشرائح الى النزول الى الشارع وتعطيل العمل.
وحول تزايد اعداد الوفيات غرقا في البرك المائية دعا “العمل الاسلامي” المعنيين الى الاضطلاع بواجباتهم مشيرا الى أن بعض التقارير اكدت الى أن هنالك سياجاً كان يحيط ببعض البرك تم تدميره.
وتساءل عن المسؤول عن مراقبة البرك واصلاح ما تهدم من حواجز تحول دون السقوط فيها وتحولها الى مصائد للمواطنين .
واستهجن “العمل الاسلامي” اقدام المجموعة العربية على تقديم تنازلات جديدة تحت اسم تبادل الأراضي ما يعني “ضم المستوطنات بما فيها القدس مقابل قيام دولة فلسطينية على أشلاء من الضفة الغربية “.
وابدى رفضه للمبادرة ولسابقاتها ولكل “الحلول التصفوية” مؤكدا ان فلسطين “ليست سلعة للمساومة والبيع ولكنها وقف إسلامي لا يجوز التفريط بجزء منه، وأن السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق وبناء الدولة هو مشروع عربي وإسلامي جهادي مقدمته المقاومة الفلسطينية الباسلة.. وما عدا ذلك فهو التفريط، والتساوق مع المشروع الصهيوني الأمريكي” .
واستنكر “العمل الاسلامي” المجازر التي وصفها بـ”الرهيبة” التي ارتكبتها قوات النظام السوري في البيضا وبانياس والقصير بالتعاون مع حزب الله مطالبا المجتمع الدولي والامة العربية والاسلامية بادانتها ووضع حد للقتل في سوريا.
وشدد على رفض العدوان الاسرائيلي الاخير على دمشق، مشيرا الى استمرار السياسة الصهيونية التي استباحت الأرض والأجواء والمياه العربية.
وفيما يلي نص التصريح:
تصريح صحفي صادر عن حزب جبهة العمل الإسلامي
عقد المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي اجتماعه الدوري، وبعد التداول في القضايا المدرجة على جدول الأعمال خلص المجتمعون إلى ما يلي :
أولاً : تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي : توقف المجتمعون عند بعض الحقائق التي أبرزها تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي أشر على بعض جوانب الخلل في الحياة العامة الأردنية، كفقدان الحكومة دورها في الولاية العامة، حيث تركزت السلطات في يد الملك، وتمدد دور بعض الأجهزة والمؤسسات عليها كالديوان الملكي ودائرة المخابرات العامة، وفي هذا إخلال بمبدأ الفصل بين السلطات والتوازن بينها.
كما أشر على بيع مؤسسات اقتصادية وطنية هامة لمؤسسات استثمارية أجنبية، في غياب تام للشفافية، والى انتشار شبهات فساد على نطاق واسع كانخفاض نسبة رسوم التعدين المفروضة على الصناعات الاستخراجية، وعلى سوء توزيع الثروات استناداً الى عدم دستورية النظام الضريبي حيث ينص الدستور على تصاعدية الضريبة .
ويؤكد المجتمعون أن هذا التقرير يشكل دعماً وإسناداً للمطالب الإصلاحية التي ينادي بها المواطنون منذ سنوات ولم تحظ بالاستجابة الحقة حتى الآن لغياب الإرادة السياسية للإصلاح .
ثانياً : الاعتصامات المطلبية : دأبت بعض القطاعات في مؤسسات الدولة والشركات العامة على إقامة اعتصامات تعبر من خلالها عن احتجاجاتها على بعض السياسات والقرارات أو عن مطالبها الوظيفية بتحسن أوضاعها المهنية والاقتصادية، وهي من حيث المبدأ ظاهرة صحية تستحق التأييد. وفي الوقت ذاته فاننا نطالب الحكومة والمؤسسات والهيئات المعنية بإعادة النظر في أوضاع موظفيها ومستخدميها لمعالجة أية اختلالات تحول دون تحقيق العدالة، وتوفير المستوى اللائق بموظفيها ومستخدميها قبل أن تلجأ هذه الشرائح الى النزول الى الشارع وتعطيل العمل. وفي حال اضطرار الموظفين والعاملين الى أسلوب التعبير الجماهيري. فإننا ندعو الجهات المعنية الى التعامل معهم بايجابية انطلاقاً من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة حيث أشار تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي الى أن 80% من المواطنين تحت خط الفقر. وبهذه المناسبة فإننا ندعو الحكومة الى الاستجابة العاجلة لمطالب كل من الأطباء البيطريين الذين اضطروا الى وضع استقالاتهم تحت تصرف نقيب الأطباء البيطريين، وموظفي المحاكم الذين دخل اعتصامهم يومه العاشر، ما أدى الى توقف العمل بالكامل في قصر العدل وبالتالي أعاق إجراءات تحقيق العدالة .
ثالثاً : حوادث الغرق : لقد تتابعت حوادث الغرق في بعض البرك ولاسيما المنطقة الواقعة ما بين شلالات ماعين والبحر الميت حيث تشير التقارير الى أن أكثر من ثمانية عشر مواطناً لقوا حتفهم غرقاً منذ مطلع العام الحالي .
إن هذا العدد من الغرقى وكثير منهم في مكان واحد تقريباً يبعث على القلق ويستدعي استنفار الحكومة أجهزتها لوضع حد لهذه الكوارث ومحاسبة المقصرين في القيام بواجباتهم ولاسيما أن بعض التقارير أشارت الى أن هنالك سياجاً كان يحيط ببعض البرك تم تدميره، ومن حق شعبنا أن يتساءل من هو المسؤول عن مراقبة هذه البرك، وإصلاح ما تهدم من الحواجز التي تحول دون السقوط في هذه البرك، حتى لا تبقى هذه البرك والتجمعات المائية مصائد لمواطنينا لدى قيامهم برحلات الى هذه المناطق.
رابعاً : المشاركة في احتفال سفارة العدو الصهيوني : لقد جاء الكشف عن مشاركة شخصيات أردنية في احتفال سفارة العدو الصهيوني بما أسموه عيد الاستقلال، وهو في حقيقته يوم النكبة صادماً لمشاعر الأردنيين، فهو إن دل على شيء إنما يدل على مستوى الانحطاط الذي بلغه هؤلاء، وهم يرقصون على جراح الأمة، ويحتفلون بنكبتها الكبرى، نكبة احتلال فلسطين، وإقامة كيان سرطاني على الأرض العربية والإسلامية .
ومن هنا فإننا نهيب بكل المنتمين لهذا الوطن الأوفياء لقيمه ومبادئه أن يقاطعوا كل من يتعامل مع العدو .
خامساً : المبادرة العربية : بعد الاتضاح التام لعبثية العملية التفاوضية مع الكيان الصهيوني، وبعد ضرب العدو ما سمّي بالمبادرة العربية التفريطية عرض الحائط، والتي دعت الى دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67 مقابل الاعتراف بدولة للكيان الصهيوني على 78% من أرض فلسطين، تأتي المجموعة العربية لتفجع الأمة بتنازلات جديدة تحت اسم تبادل الأراضي، ما يعني ضم المستوطنات بما فيها القدس مقابل قيام دولة فلسطينية على أشلاء ومزق من الضفة الغربية .
ونود أن نؤكد رفضنا القاطع لهذه المبادرة ولسابقاتها ولكل الحلول التصفوية. ففلسطين ليست سلعة للمساومة والبيع ولكنها وقف إسلامي لا يجوز التفريط بجزء منه، وأن السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق وبناء الدولة هو مشروع عربي وإسلامي جهادي مقدمته المقاومة الفلسطينية الباسلة، وهو النهج الذي اعتمده كل من صلاح الدين وقطز وبيبرس، وما عدا ذلك فهو التفريط، والتساوق مع المشروع الصهيوني الأمريكي .
سادساً : اقتحام المسجد الأقصى المبارك : ما زال قطعان المستوطنين، وغلاة المتطرفين يواصلون جهودهم في تدنيس المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة انتزاع حق لهم فيه. وما زال المواطنون الفلسطينيون العزل يتصدون بصدورهم العارية لهذه الاقتحامات ويقدمون الأسرى والمعتقلين والشهداء والجرحى، دفاعاً عن واحد من أقدس مقدسات الأمة .
وإننا إذ نحيي عمار المسجد الأقصى المبارك وهم يدافعون عن القبلة الأولى، وعن حرائر القدس المعتكفات على مصاطب الأقصى لندعو جماهير الأمة الى وقفة جادة لحمل حكوماتها على اعادة النظر في سياسته إزاء العدو الصهيوني المتسمة بالخنوع والخضوع، والتنسيق والمشاركة أحياناً. كما ندعو جماهير الأمة الى تقديم كل أشكال الدعم لطليعة الأمة المدافعة عن المسجد الأقصى وسائر مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
سابعاً : العدوان الصهيوني على سوريا : يؤكد المجتمعون على إدانتهم للعدوان الصهيوني على سوريا، وهو استمرار للسياسة الصهيونية التي استباحت الأرض والأجواء والمياه العربية. وأكدوا ألا سبيل لوضع حد لهذا الصلف الصهيوني إلا أن يحقق الربيع العربي أهدافه بتسلم الشعوب زمام الأمر، ليكون الشعب بحق مصدر السلطات، وبناء الوحدة العربية، واستكمال كل مقومات القوة ببعديها المعنوي والمادي. وبغير ذلك فإن الأرض العربية ستبقى ملعباً لطائرات العدو، ومسرحاً لصواريخه .
ثامناً : أدان المجتمعون المجازر الرهيبة التي نفذها النظام السوري في البيضا وبانياس والقصير، بالتعاون مع قوات حزب الله التي كنا نؤمل أن يكون انحيازها للشعب، وأن يكون تناقضها مع الكيان الصهيوني، وبدعم ومساندة من ايران وروسيا . وطالب المجتمعون الأمتين العربية والاسلامية، والمجتمع الدولي، بادانة هذه الجرائم ووضع حد لآلة القتل والتدمير في سوريا .
عمان في: 27 جمادى الآخرة 1434هـ
حزب جبهة العمل الإسلامي
الموافق: 8 / 5 / 2013م