رسائل ونصائح إلى الشباب (4)
د. معن ابو نوار
09-05-2013 11:37 PM
يحتاج الشاب إلى الإهتمام بفن الكلام والخطابه ؛ وهو فن مفيد له في جميع مجالات الحياة: الصوت ؛ النبره ؛ الجمل ؛ التوقيت ؛ في المسجد ؛ في مجلس الأمه ؛ في الحفلات ؛ والندوات ؛ والإجتماعات الشخصية أو العامه.
على الشاب أن يراعي أن يكون حديثه صحيحا ودقيقا ؛ وعليه أن يتأكد بأن الصياح لا يقنع ؛ وأن النحو الصحيح لا يكفي ؛ بل الحقيقة الصافيه والسياق اليسير؛ والأسلوب البياني ؛ هو الذي يساعد على الإقناع.
في الصحبة والصداقه على الشاب أن يحاول صحبة وصداقة من هم أفضل منه ؛ لكي يرتفع إلى مستواهم ؛ وأن لا يحاول صحبة وصداقة من هم دونه خلقا ومسلكا وتصرفا ؛ فيهبط دونهم منزلة ومقاما. قال تعالى في كتابه الكريم :" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ."صدق الله العظيم.
على الشاب أن لا يحاول صحبة وصداقة الأغنياء لمجرد غناهم ؛ أو صحبة وصداقة العلماء والفقهاء لمجرد علمهم ؛ أو صحبة وصداقة الأقوياء لاستغلال قوتهم ؛ بل عليه أن يسعى لصحبة وصداقة أهل الأخلاق والشرف والرجولة والفروسية ؛ وأن يسعى لصحبة وصداقة المبدعين إلا إذا كان هو مبدعا ؛ أو إذا أراد فعلا أن يتعلم منهم ليبدع.
عمر الشاب عمر التكوين ؛ وهو عمر ترسيخ العادات والتصرفات الخلوقه . وعناية الشاب بصحته في وقت مبكر مثل العناية بالأخلاق والمعرفة والخبرة والجمال في الشيخوخه ؛ حيث يسود الحديث مع الناس ؛ ومعرفتهم ؛ وفهمهم ؛ وعندما يعرف الشاب العواطف الجامحة لشاب أو رجل آخر ؛ عليه أن لا يثق بذلك الشاب أو الرجل من وجهة عواطفه الجامحه.
السرور والمسرات هي الهاوية التي يسارع إليها الشباب بدون تحديد إتجاه أو بوصله. ولا يعني هذا الموقف ذم السرور والمسرات ؛ ولكن الإهتمام بها وما تعنيه ضروري للشباب. فالتدخين والخمر ؛ ومطاردة النساء ؛ وتوجيه الشتائم والنكات البذيئه خراب لحياة الشباب.
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ." صدق الله العظيم.
على الشاب أن يختار سروره ومسراته في القراءة والكتابة ؛ وعشرة الخير والبر ؛والرياضة ؛ والسير ؛ والسباحة ؛ ومسرة الخير والأخلاق وخدمة المجتمع ؛ ومساعدة المحتاجين والفقراء ؛ ومسرة المشاركة والفوز بها ؛وزيارة الآثار ؛ والمدن ؛ والمسرح ؛ والإستماع إلى الغناء والموسيقى؛ وهواية الحدائق والزراعة وما شابه ؛ نافعة للشاب طوال حياته. قال الله تعالى في كتابه الكريم:
" لَيْسَ الْبِرَّ أنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأسِ، أولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" .