المدخنين في إزدياد فهل من رادع؟ *محمد نواف الدويري
mohammad
09-05-2013 09:00 PM
يتداول البعض من المدخنين المثل القائل "الراس اللي ما فيه كيف حلال قطعو" فعن أي كيف تتحدثون وأنتم تهلكون أنفسكم وتحرقون أجسادكم وتنفثون أجيابكم وتبذرون أموالكم، عن أي كيف تتحدثون وأنتم تؤذون الأخر وتلوثون الأجواء بمواد سامة عدوة للصحة، عن أي كيف تتحدثون لو علمتم ماذا تحوي السيجارة من بلاء لأجسادكم ولأجساد أطفالكم وأسركم وأصدقاءكم.
أرقام المدخنين في الأردن غير مبشرة بالخير فهم في إزدياد مضطرد وسط تهاون رسمي وشعبي في تطبيق التشريعات والقوانين التي تمنع التدخين وتعاقب كل من يخالف ذلك، في حين أفادت تصريحات رسمية بأن الأردن ينفق قرابة المليار دولار سنوياً على التدخين.
ولأن التدخين المسبب الأكبر لأكثر الأمراض فتكاً بالإنسان حيث يقتل إنساناً كل ست ثوان في العالم جاءت الطامة الكبرى مؤخراً بقرار تخفيض أسعار السجائر في الأردن، ففي الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم لخفض معدلات التدخين في مختلف الأماكن حفاظاً على صحة مواطنيها وتقليل عدد الإصابات المصابة بالسرطان جراء التدخين عكس الأردن الآية وقرر تخفيض أسعار السجائر الأمر الذي من شأنه أن يؤدي الى آثار سلبية على جهود مكافحة التدخين وازدياد اعداد المدخنين لا سيما من فئة الشباب، وبالتالي ارتفاع معدل الامراض غير السارية، فهل هذا القرار تشجيع على التدخين؟ ومن المستفيد في هذه الحالة؟ الصحة العامة أم مروجو التدخين والمتكسبين من تجارته؟
ولحظة صدور قرار منع التدخين في الأردن وما تبعه من تعميم لرصد كل من يخالف القانون استبشرنا خيرا وكعادتنا منع التدخين لعدة أيام في مؤسساتنا وأماكننا العامة وعادت حليمه لعادتها القديمة.
منظمة الصحة العالمية صنفت الأردن مؤخراً بالمرتبة الثالثة كأسوأ دولة لانتشار التدخين بين فئة الاناث لدول اقليم الشرق الاوسط, كما صنفته بالمرتبة الخامسة ضمن اسوأ دول الاقليم لانتشار التدخين لفئتي الذكور والاناث، الامر الذي حذرت المنظمة من ان يؤدي الى زيادة الاصابة بالسرطان، كما أن الأرقام الصادرة عن مركز الحسين للسرطان أشارت إلى أن أكثر من 30% من السرطانات في المملكة مرتبطة بالتدخين، في حين كشفت دراسات عالمية أن الاشخاص الذين يقلعون عن التدخين يكونون أقل عرضة للاصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية مقارنة بالمدخنين حتى لو زاد وزنهم بضعة كيلوغرامات نتيجة الاقلاع عن التدخين.
لقد أصبح البحث عن مكان آمن صحياً يخلو من التدخين أمنية لكل شخص غير مدخن فالتدخين بروائحه الفتاكة لصحتنا وأجسادنا منتشر في الأماكن العامة، أماكن العمل، وسائط النقل، المطاعم، الشوارع، دون أدنى مراعاة لحرمة هذه الأماكن وأهمية الحفاظ على الصحة العامة.
من هنا فإن الجميع مدعو للمساهمة في الجهود الوطنية لمكافحة آفة التدخين التي تزداد وبشكل سريع ولتبدأ هذه الجهود بإجراءات واقعية من البيت والمدرسة والجامعة ومختلف مؤسسات الوطن الرسمية والخاصة للحفاظ على بيئة سليمة صحية آمنة لكل أجيال الأردن فلا كيف إلا كيف الصحة والعافية لنا ولمن بعدنا.
وفي النهاية أقول لكل مدخن أن التدخين هو السبب الفردي الأكثر تسبباً في المرض، كما أنه مسؤول عن 87% من جميع حالات سرطان الرئة و30% من جميع وفيات السرطان، فضلاً عن أنه يعرض عائلة المدخن لخطر الإصابة بسرطان الرئة فهل من رادع؟