الجبور والعدواني .. وآداب التسوّل
عاطف الفراية
24-12-2007 02:00 AM
قرأت في عمون المقال الذي أعادت نشره للكاتب الكويتي مشاري العدواني.. وقرأت التعليقات التي وضعها قرّاؤنا الأفاضل على هامشه. وكان من الممكن أن يكون هذا المقال تعليقا هناك.. لولا الخوف من ضياعه..
والحقيقة أنني أصبت بخيبات أمل كثيرة أثناء قراءتي للمقال.. لم يكن أكبرها ما تفضل به صاحب المقال.. بل كان أكبرها هو العبارة المنقولة عن نائبنا الجبور.. والمنطق الذي تلقى به قرّاؤنا الخبر.فعبارة النائب الأردني الكريم ملتبسة في ذاتها.. فهي تفتقر إلى أبسط قواعد وآداب التسوّل... وأول شرط للتسول أن يكون المتسول قد اتخذ كافة الأسباب التي تغنيه عن سؤال الناس.. فلو أن النائب المحترم وغيره من النواب المحترمين ركزوا جهودهم في محاربة الفساد وهدر المال العام. والعمل على قيام مشاريع محلية تستصلح الأرض وتشجع الإنتاج وتشغل العاطلين. وركزوا على تخفيف العبء الضريبي والجمركي عن المواطن..
وحسن توزيع المال.. وقيام الأثرياء من الأرادنة ونوابهم بواجباتهم الوطنية تجاه وطنهم وشعبهم.. ونبش ملف النفط الأردني الذي اعتراه ما اعتراه من أقاويل حتى غاب الموضوع دون أن يعرف الشعب حقيقته.. وغير ذلك من الأمور التي تعيد البلاد إلى جادة صوابها بعد أن تحول الوطن إلى (متسول دولي).. وتغنيها عن السؤال.. لو فعل وفعلوا وفعلنا ذلك لكنا أخذنا بالأسباب التي (برأيي ورأي الذوق والمنطق السليم) تعتبر أهم الخطوات التي إذا لم تكف صاحبها تبيح له بعد ذلك أن يسأل غيره المساعدة.. فالأصل هو الاعتماد على النفس.. والاستثناء هو اللجوء للآخرين.
وثاني آداب ال(الشحدة) التي لم يلتزم بها النائب المحترم هي إصراره على تمجيد قاتل من يشحد منه.. وهذه ثالثة الأثافي .. والتي برأيي لم يخطئ في انتقادها الكاتب الكويتي.. بل يبدو السؤال منطقيا هنا.. كيف تمجد قاتلي وتشحد مني؟؟ إذهب إلى من تمجده ليعطيك.. هذا منطق بشري.. لأننا لا ينبغي أن نفترض أن يكون الآخر ملاكا.. نشتمه فيعطينا.!!!
الصدمة الثانية كانت من التعليقات التي استمرأت... لعبة الردح للآخر دون مناقشة ما يقول مناقشة جادة والرد على الجملة بجملة وبمنطق سليم بعيد عن الخطابة الجوفاء ونغمة (أردنية ما نهاب الموت) حتى متنا من البرد والجوع ونحن نغني.. وهي تعليقات لا تعدو أن تكون شجارا مفتعلا يضر بالمصلحة العليا للبلاد دون طائل..
وكنت أتمنى على عمون أن تنحو في هذا الأمر بالذات منحى أكثر جدية في التعامل مع المقال والرد عليه.
من حق المواطن الخليجي (في ظل غياب منظومة عمل قومي عربي.. وفي ظل معاهدات السلام وإلغاء أي احتمال لمواجهة عسكرية عربية إسرائيلية..) أن يتساءل عن منطق المساعدات التي كانت تقدم لما كان يسمى بالصمود والتصدي.. ومن حق المواطن الخليجي إذا أرادت بلده أن تقدم يد العون لغيرها أن يتساءل عن المعونات التي قدمت عبر عقود.. أين ذهبت؟ ومن حق الكاتب الكويتي أن يتساءل عن (المعونة النفطية قبل أعوام قليلة) كيف لم يسمع بها الشعب الأردني إلا بعد أن أثار النواب الكويتيون الأمر في مجلسهم. مما حدا بالنواب الأردنيين إلى التساؤل عن الأمر الذي لم يكونوا سمعوا به. ومن حق المواطن الخليجي والأردني أن يسأل: هل يصل الدعم إلى مستحقيه فعلا؟
http://atefamal.maktoobblog.com/