facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الغاز العربي


د. سامي الرشيد
07-05-2013 10:01 PM

أفادت دائرة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الثروة النفطية والغازية في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، تبلغ نحو 1.7 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج تقنياً، ومع أقصى احتمالات قد يصل المخزون إلى 3.7 مليار برميل، ويشمل الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، الشريط البري لسواحل سوريا ولبنان وفلسطين – التاريخية – والمياه الأقليمية لهذه الدول إلى غاية المياه القبرصية.

أما في ما يخص الغاز في هذا الحوض، فإن الاحتياطي المتوسط القابل للاستخراج تقنياً، يبلغ 122 تريليون قدم مكعب من الغاز، وقد يصل في أقصى تقدير إلى 227 تريليون قدم مكعب.

لما كان الغاز الطبيعي هو الأنظف عالمياً في استخدامه، والصديق بدرجة متقدمة للبيئة، والأرخص في تكاليف استخراجه، كان التساؤل هل للطبقة الحاكمة حول العالم أن تترك مثل هذا الكنز وحاله؟، أم تسعى وراءه لتعظيم الاستفادة منه حتى وإن كان على جثث مواطني الدول التي تحلق حوله، ليصبح عليهم نقمة بدلاً أن يكون نعمة.
من هنا كانت الحروب وأغلب الظن أنها ستستمر إلى حين، وقد بدأت بالفعل في ليبيا وهي الآن في سوريا، ولا نعرف إلى أين ستمتد بعد ذلك!

إن ما جرى في ليبيا، يتساءل الكثيرون، لماذا فرنسا تحديداً رأس حربة الناتو هناك؟ والجواب إنه الغاز.
لقد اكتشفت شركة توتال النفطية الفرنسية في عام 2007 حقل غاز طبيعي هائل في ليبيا ويقع غرب البلاد أطلق عليه اسم حقل NC7، وهذا الحقل من شأنه أن يكفي حاجة أوروبا من الغاز لمدة 30 عاماً.

سارعت فرنسا لإسقاط نظام القذافي الديكتاتور، ليس دعماً للديمقراطية والإصلاح في البلاد بل حاجتهم للغاز المتوفر.
تحاول إسرائيل السيطرة على الغاز في البحر المتوسط، واستخراجه خارج المياه الإقليمية الإسرائيلية لمسافة تمتد 150 كم في مياه البحر المتوسط.

بينما الغاز المكتشف شرق أوسطياً (معظمه عربي).

توجه الدعوة إلى إسرائيل للبدء بالسيطرة عليه، ولم تأبه إسرائيل بالإعلان عن الماء الاقتصادي لها. وزيادة رقعته دون استشارة أحد.

أما روسيا فإنها تصدر الغاز إلى أوروبا، عبر أنابيب من خلال قازاخستان وتركيا، وتستغل روسيا صادراتها من الغاز لأوروبا كأداة ضغط سياسي، ولهذا فإن الأوروبيين يبحثون عن بديل أنفع لهم، وهذا يتمثل في تغيير النظام بسوريا وتفتيت وإضعاف سوريا، وإعادة التفاوض عن الحدود البحرية المشتركة بين سوريا ولبنان وإسرائيل، لسهولة ويسر تصدير إسرائيل غازها المسال إلى أوروبا عبر أنابيب تمر بلبنان، وربما بسوريا، ومنها إلى اليونان، وبقية دول أوروبا.

لقد سلمت أمريكا خارطة جديدة إلى كل من لبنان وإسرائيل تتعلق بتسوية الخلافات المتعلقة باستخراج الغاز الطبيعي شرقي البحر المتوسط.

هذا ويوجد كمائن للغاز كثيرة في سوريا مكتشفة ولكنها لم تستغل بعد، وهناك اقتراح لمد أنبوب الغاز القطري عبر سوريا لموانئ البحر المتوسط تمهيداً لتصديره لأوروبا كبديل للغازي الروسي.

يلاحظ مما ذكر أعلاه، أنها حرب اقتصادية بين الدول العظمى، للاستفادة من خيراتنا الطبيعية، وإبقائنا ضعفاء مفتتين لا حول لنا ولا قوة، ونتبع تعليمات الدول الكبرى التي لا يهمها إلا مصالحها.

يعود بنا التاريخ للوراء عندما كانت هناك دولتان كبيرتان، هما دولة الفرس في الشرق ودولة الروم في الغرب، وكانوا يحاربون بعضهم باستغلال المناذرة عرب العراق ليحاربوا مع الفرس، والغساسنة العرب في بلاد الشام ليحاربوا الفرس مع الرومان.

لم ينقذهم ذلك التشرذم والتشتت إلا ظهور الإسلام بمبادئه العظيمة، حيث دك إيوان كسرى في الشرق، ودمّر هرقل في الغرب، وتوحدت الأمة والتقوا على المبادئ الحنيفة ليؤسسوا دولة مترامية الأطراف، لا فرق بين أحد منهم إلاّ إنتمائهم ومبادئهم، وعملهم المخلص.

أما أمريكا فإنها ترسل السجناء والمجرمين وتدربهم ليحاربوا في سوريا، لدعم الديمقراطية ضد النظام الديكتاتوري في سوريا.

نعم إن النظام في سوريا ديكتاتوري، ولكن هل هو الوحيد في المنطقة؟، فأين النظام الديمقراطي في المنطقة؟ وهل أمريكا تحارب لأجل إنقاذ الشعب السوري وتخليصه من التسلط وإنشاء دولة ديمقراطية لسواد أو زراق عيون السوريين؟
تفتيت المنطقة وتقسيمها لدول طائفية وبلقنتها، هدف أمريكي لإبقاء إسرائيل الدولة العنصرية القوية في المنطقة، لا تردها جيوش قوية، ولا دول متماسكة بعد أن تحيدت مصر وتدمرت العراق ولم يبق إلاّ سوريا، والشعوب تضيع بين الأقدام والدمار والهلاك بمساعدة الحكام، ومساعدة العملاء الذين لا رابط بينهم وبين وطنهم وشعوبهم إلاّ بتلقيهم التعليمات والأوامر.

أما نحن في الأردن – هذا البلد الطيب الصغير بحجمه والكبير بمبادئه-، فإن علينا واجباً جميعاً أن نحافظ على أمنه واستقراره، وما مجلس النواب إلا أن يكون قدوة للشعب والشباب في تصرفاتهم تحت القبة، وإبعاد بذور الفتنة في الجامعات، والمراكز العلمية، لنحافظ على أبنائنا، ونحافظ على اقتصادنا، حتى لا نفقد الثقة بمن يأتون إلينا من الخارج، لينهلوا من العلم والتربية التي أعدها أساتذنا المخلصين لهذا الوطن ولا نسمح بتقسيمنا وشرذمتنا كما يرغب الحاقدون الذين هم أعداء هذا الوطن.

وفي الأمور العامة لا ينقذنا إلا وحدتنا، ومحاربة مخططات الاستعمار الذين لم يكتنفوا بسايكس بيكو فقط بل يريدون تفتيتنا وتقسيمنا، شيعاً وأحزاباً، ولابد من رد كيدهم إلى نحورهم، بوحدتنا الوطنية، وعملنا الدؤوب للمصلحة العامة، فلا نيأس ولا نستسلم.

لقد كانت الأمور في الماضي أسوأ بكثير، والدول مشرذمة ومقسمة قبل ظهور صلاح الدين الأيوبي، الذي جاء من العراق ووحّد بلاد الشام كلها، وطهرها من الفاسدين والمفسدين في حلب وغيرها، وتوجه إلى مصر وأسقط الدولة الفاطمية، وحرك جيشاً من الجميع، ليجتمع مع 48 جنرالاً من جنرالات جيشه في قلعة عجلون ويضع خطة في خلال 3 أيام، ليتحرك غرباً إلى طبريا لملاقاة جيش الصليبيين في حطين ليكسرهم، ويهزمهم شر هزيمة، بعد أن احتلوا البلاد والعباد، وسكنوا مدداً طويلة ثم غادروا دون رجعة.

لنا من التاريخ عبرة لمن يعتبر، وذكّر إن نفعت الذكرى، للاستفادة منه، وإبعاد شر الأعداء عنا، الذين لا يرغبون لنا الخير، حيث لا مستحيل تحت الشمس.
فإن عملنا وتوكلنا على الله، فإن الله لن يخذلنا.
قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا أصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"


dr.sami.alrashid@gmail.com





  • 1 لانريد عرب ولا عروبة 08-05-2013 | 12:08 AM

    ويبقى السؤال :من هو العربي, وما الفائدة من العرب!!!!!!!!!!

  • 2 Samara 19-05-2013 | 01:00 AM

    كلمة حق في حق الدكتور سامي الرشيد : حقاً كلامك صحيح وتحليلك صائب وسليم 100%


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :