الديموقراطية هي قبول الآخر والوطن فوق كل السلطات
ممدوح ابودلهوم
07-05-2013 09:43 PM
لقد قدم النواب في جلسات الثقة النموذج الديموقراطي الذي كنا ننتظرمنذ سنين (82 ثقة و 66 حجب و1 غياب بعذر والرئيس لم يصوت ) هي نتيجة لم تتوفر عليها حتى أرقى الديموقراطيات في دول غرب الكوكب ، فالذين منحوا كانوا ديموقراطين و اللذين حجبوا كانوا هم ديموقراطين أيضاً لا بل ان الديموقراطية كانت سجالاً في ما بينهم..
لكن الذين خلعوا عباءة الديموقراطية من الطرفين المانحين والحاجبين - وهم القلة..لله الحمد، وكان ذلك أثناء التصويت و بعده داخل المجلس و خارجه وعلى حد سواء – على الفضائيات ..بوجه خاص، وأنا أشير هنا إلى هؤلاء القلة المصرين على التمسك بأذيال القمع، والذي كان يهم بالفرار إثر الفوز الكاسح للسيدة الديموقراطية الثلاثاء الماضي..
إذ لا تدري تحت أي معادلة سياسية يمكن أن تدرج أراء هؤلاء الغارقة في الأنوية والمصلحية والشخصانية ، وأنا مازلت هنا أتحدث عن تلكم القلة من الطرفين الذين واحدهم أمسك بمسدس (غوبلز ) وزير هتلر وصوبه نحو رأي زميله على الطرف الآخر، وبذلك فهؤلاء رسموا المشهد النقيض تماماً لمشهد الثلاثاء الماضي ببقائهم على عهد أيام صوت العرب وأحمد سعيد وشعارات تجوّع يا سمك!
كانت الانتخابات لأجل الوطن وصوت الطرفان أيضاً لأجل الوطن ، وهو ما يشكل دفعةً من حساب طويل هو نذرٌ يسيرٌ في دم كل حر من الدين المستحق للوطن ودون ذلك الحياة، فلم تكن مبالغةً فالوطن غالٍ يُفدى بالمقل بعد الأرواح ، أن يقوم رئيس وزراء كوري في القرن الماضي – هكذا تقول الرواية - باصطحاب طاقمه الوزاري، وفور سماعه نبأ انفجار السد الكبير في المدينة، كي يُهرعوا للوقوف كسدٍ بشري ٍ أمام هذا الخطر المحدق بالبلاد والعباد!
لأجل الوطن ، خلوصاً ، حجب الحاجبون ، ولأجل الوطن ، أيها القلة!، منح المانحون ، فنعم ربح البيع وكان الجميع بمستوى المسؤولية، فالحاجب الذي يقمع مانحاً والمانح الذي يقمع حاجباً هما كلاهما في نار التخلف والتسلط والرجعة سواء، إلا إذا كان هؤلاء القلة من الطرفين لم يتبينوا الخط الفسفوري الساطع بين فشل تجربة (الـ 111) وبين نجاح تجربة ( الثلاثاء الماضي )..
غير أن الأهم بين هذا وذاك وذياك هو أولاً الدرس المستفاد من هذه المعركة الديموقراطية بسلبها وايجابها ، وثانياً المحافظة على هذه المكانة الرفيعة المستوى بغير حكم بل والمنافحة عنها بكل ما أوتينا من همم وعزمات ، وثالثاً ولعله أهم الأهم هو أن نرى إلى الغد بتعقل وتخطيط بمعنى صدق النوايا مع الوطن ثم التوكل على الله نحو الانعتاق في خدمة هذا الوطن..