الاسد والمعارضة و"اسرائيل": سورية تدفع الثمن !
ايهاب سلامة
06-05-2013 07:18 PM
قصف طائرات الكيان الصهيوني لمواقع عسكرية لوجستية سورية جاء في اللحظة التي بدت فيها قناعات "اسرائيل" ان احتمالية سقوط نظام الاسد باتت اقرب من فرصة بقائه (!) ، فوجهت صواريخها تجاه مخازن الاسلحة التابعة للقوات النظامية في جبل قاسيون وريف دمشق للتاكد من عدم انتقالها سواء الى حزب الله او وقوعها بيد "جبهة النصرة" لاحقا ..!
ومهما تضاربت الروايات حول مكان وهدف الاعتداء "الاسرائيلي"، سواء على شحنة صواريخ "الفاتح 110" التي زعم الكيان انها كانت في طريقها من طهران الى حزب الله عبر دمشق، او على مواقع تابعة للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر شقيق بشار الاسد ،او قصف اللواء 104 الخاص بالصواريخ ومخازن الاسلحة بجبل قاسيون، او بالغارة على اللواء 105 التابع للحرس الجمهوري ، او استهداف مركز البحوث العلمية بمنطقة جمرايا القريبة من دمشق، فان غاية وهدف الطائرات "الاسرائيلية" كان واحدا..وواحدا فقط، وهو مخزونلاالسلاح النظامي السوري، والتاكد من عدم سيطرة اي من اطراف الصراع الدائر هناك عليه، اذا ما سقط نظام الاسد..!
"اسرائيل" تقف على مسافة واحدة من اطراف الصراع بسورية..وهمها الاوحد أمن كيانها، فتحالف نظام الاسد مع ايران وحزب الله، يشكل تهديدا حقيقيا لها، فيما سقوط ذات النظام يعني استلام "السلفية الجهادية" وجبهتها "النصرة" زمام الحكم، وهي الاقرب لذلك دون باقي الاطراف التي قد تدخل في صراع بينها لاحقا فيما لو تم هذا السيناريو، وهذا يشكل تهديدا ربما اخطر على دولة الاحتلال، بان تنصب "جبهة النصرة" ذات يوم منصات صواريخ على مشارف الجولان المحتل، أو تقام (قواعد) عسكرية هناك لـ"القاعدة" ؟
دخول "اسرائيل" وتدخلها في الصراع الدائر في سورية ، وقصفها جبل قاسيون ومناطق بريف دمشق، ربما خدم النظام السوري اكثر مما أضره (!) ودون قصد من دولة الاحتلال التي لا يهمها في المحصلة سوى أمن دولة الاحتلال.
فالمعارضة السورية المسلحة بكافة اطيافها، وقعت مثل ( دول عربية ايضا) بموقف محرج، بدخول الكيان "الاسرائيلي" على الخط، خاصة وان العقلية العربية ترفض اي اعتداء "اسرائيلي" على اي بقعة عربية سواء اختلفت او اتفقت معها، بل وانها قد تضع تلقائيا مصالح المعارضة السورية و"الاسرائيلية" باسقاط نظام بشار الاسد في "سلة واحدة"..!؟
وربما يخدم هذه الفكرة، سواء بالصدفة المحضة اوعدمها، (تزامن) الضربة الجوية "الاسرائيلية" مع هجوم نفذته المعارضة السورية على مواقع لصواريخ (الدفاع الجوي) التابع للجيش النظامي السوري..!! سيما وان المعارضة ليس لديها طائرات حربية لتخشى عليها من صورايخ ارض - جو ..!!
من جانب اخر، "تزامن" الاعتداء الاسرائيلي، خدم نظام الاسد ثانية بان طغى خبر القصف "الاسرائيلي" لدمشق، على مجازر راح ضحيتها عشرات السوريين، في احد احياء مدينة بانياس،الجمعة، اتهم المرصد السوري لحقوق الانسان قوات الاسد، ومسلحون موالون لها من الطائفة العلوية بارتكابها.
الولايات المتحدة وعلى لسان رئيسها باراك اوباما اعتبرت الاعتداء "الاسرائيلي" "حقاً" من حقوقها لـ"حماية نفسها" !.. فيما اعتبرت حليفتها بريطانيا أن "إسرائيل تحمي أمنها القومي" وانها "تحترم ذلك" !! فيما ظل "قلق" الامم المتحدة من الوضع هو الخطاب التقليدي لـ "بان كي مون".. بينما - عربيا - 3 دول حتى كتابة كلماتي هذه من ادانت الاعتداء، وتوجتها "جامعة الدول العربية" "حفيظة الذكر" باستنكار نشر عبر موقعها الالكتروني الذي -بعد- لم يدخل ضمن جدول موقع اليكسا لتعداد متصفحي المواقع..!
أما في دمشق، فقد اعلن عبر وسائل اعلام عن إنشاء كتائب سميت "المقاومة السورية ضد الكيان الصهيوني " وحددت بان انطلاقها سيكون من الجولان المحتل فيما تناقلت وسائل اعلام أخرى بان النظام السوري سمح للـ"فصائل الفلسطينية" القيام بعمليات ضد الكيان "الاسرائيلي" وايضا انطلاقاً من الجولان المحتل..!
وتساءل معلق على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن سبب منع "الفصائل الفلسطينية" سابقا من توجيه ضربات للكيان "الاسرائيلي" ؟ ولماذا لم تشكل لجان "المقاومة السورية ضد الكيان" قبل عشرات السنوات سيما وان النظام يعلن دوما ان سورية من دول "المقاومة" ؟، فيما رأى معلق اخر انه "غير موقفه" من المعارضة التي كان مؤيدا لها، عقب دخول طائرات الاحتلال اجواء بلاده..!
ويبدو ان الشارع العربي المربك كعادته مثل "العقلية العربية" التي باتت تتاثر صباحا سلبا، بامر ايجابي كان مساء الامس .. زاد ارتباكا عقب الاعتداء على دمشق، ولم يعد يعرف، ايصدق نظام الاسد، ام القوات المعارضة..؟
وبين بشار وجيشه ..والمعارضة وقواتها..والاقتتال الدائر على السلطة.. فان الذي سيدفع الثمن في نهاية المطاف، جزء عزيز على قلب كل مسلم وعربي بل وانسان ذو ضمير حي... سوريا !!