رسائل ونصائح إلى الشباب (2)
05-05-2013 10:21 PM
قد يرد في بال الشاب السؤال الكبير: ما هو الوطن ؟؟؟ وجوابي إليك: ليس الوطن موقع سكنك وأسرتك ؛ وليس موقع عشيرتك أو قريتك أو مدينتك فحسب ؛ الوطن كل حبة من التراب الوطني بحدوده المعترف بها ؛ والسماء فوقها ؛ وباطن الأرض تحتها ؛ والمياه الوطنية المجاورة لها ؛ الوطن كل إنسان وشيء ضمن الحدود الدوليه.
وطن الشاب علمه ؛ ودستوره ؛ وقوانينه ؛ وأنظمته ؛ وحكومته سلطته التنفيذيه ؛ وإرادته وقراراته سلطته التشريعيه ؛ وعدالته سلطته القضائيه. الوطن مؤسسات الشاب المدنيه ؛ والعسكريه ؛ والأمنيه ؛ ومواطنيه جميعا. الوطن تقاليد الشاب وأعرافه ؛ الوطن هو القائد الأعلى مليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين ؛ قدوتنا ورائدنا وحامي حمانا.
ليست مواطنة الشاب أو الوطنيه كلمة تقال ؛ أو شعارا يرفع ؛ أو مشاعر عابرة تنتعش مع نشيد وطني أو قصيدة أو أغنية تخبو بعدها وكأنها ما كانت. المواطنة أو الوطنية موقف عملي ونفسي ومسلكي وخلقي دائم مستمر ينبع من معرفة حقيقية واعيه لكل ما سلف ذكره من عناصر ومقومات؛ وإنتماء حر نابع من قلب الوجدان ؛ وممارسة واعية ملتزمة بمصالح الوطن العليا حقوقا وواجبات ومسؤوليات.
لا شك أن الشاب الأردني يريد أن يكون وطنيا مخلصا صادقا وأمينا ؛ وإنسانا محترما ومرموقا بين المواطنين جميعا. وهو لن يقدر على ذلك إلا إذا عرف الوطن الأردني معرفة حقيقية واعية. وعليه أن يعرف علمه الذي استشهد من أجل كل خيط فيه ؛ آلاف الشهداء الأردنيين الأبرار ؛ وأن يعرف دستوره وقوانينه وأنظمته التي تنظم حقوقه وواجباته وتحدد كيانه وكيان وطنه؛ وتؤمن له حريته وأسلوب حياته ؛ وهو لا يستطيع ذلك إلا إذا عرف حكومته وسلطته التنفييه؛ وإرادته وسلطته التشريعيه ؛ وعدالته القضائيه. لن يستطيع إلا إذا عرف أرضه ؛ أنهارها؛ جبالها ؛ سهولها ؛ غاباتها ؛ حدائقها العامه ؛ مدنها وآثارها ؛ جوها ؛ وجمالها وكل شيء عليها.
هذه المعرفة الواعية الحقيقيه هي سبيل الشاب الوحيد نحو الإنتماء الوطني ؛ والحب الوطني ؛ والإعتزاز الوطني ؛ والسعادة الوطنيه النابعة من القيام العملي بالمواطنة المخلصه؛ والإلتزام المخلص بالمصالح الوطنية العليا.