الثمرة الأولى لاتفاقية الوصاية على القدس
د. جورج طريف
03-05-2013 03:18 AM
لاول مرة منذ العام 2004م يتمكن الأردن وفلسطين وبدعم عربي قوي في إجبار إسرائيل على قبول قدوم بعثة خبراء مكونة من ممثلين عن مركز التراث العالمي والهيئات الاستشارية التابعة لليونسكو بحيث تبدأ هذه البعثة مهمتها في تقصي الحقائق وتقييم حالة الحفاظ على تراث بلدة القدس القديمة في التاسع عشر من الشهر الحالي على أن تقدم البعثة نتائج تقريرها وتوصياتها للجنة التراث العالمي قبل انعقاد اجتماعات اللجنة وفي موعد أقصاه الأول من شهرحزيران 2013.
هذا الانجاز الأردني الفلسطيني المشترك الذي اعلنه الديوان الملكي الهاشمي يوم الثلاثاء 23-4-2013م يشكل الثمرة الاولى من ثمار اتفاقية الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي وقعت في عمان في 31 -آذار-2013 بين الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفته رئيس دولة فلسطين ورئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وكانت اتفاقية الدفاع المشترك عن القدس قد نصت على حماية المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الأخرى في القدس التي تواجه حملة تهويد، وعلى اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية بدور الملك عبدالله الثاني بصفته صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس في بذل الجهود الممكنة لرعاية الأماكن المقدسة في القدس والحفاظ عليها خاصة الحرم القدسي الامر الذي يعزز التعاون الأردني الفلسطيني التاريخي في حماية القدس من انتهاكات الاحتلال التعسفية والدفاع عن المقدسات خصوصاً في المحافل الدولية مثلما تؤكد على أن القدس الشرقية المحتلة أرض عربية محتلة، وأن السيادة عليها لدولة فلسطين، وأن ممارسات الاحتلال فيها منذ العام 1967 هي ممارسات باطلة.
بقي ان نشير الى ان قدوم بعثة اليونسكو على اهميته يتطلب جهدا عربيا واسلاميا ودوليا لتشديد الضغط على سلطات الاحتلال الاسرائيلية لتنفيذ ماصدر وما سيصدر من قرارات منظمة اليونسكو في هذا الاتجاه كالالتزام باتفاقية لاهاي 1954 المعنية بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، واتفاقية 1970 الخاصة بتجريم ومنع تهريب ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، وكذلك اتفاقية الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي لعام 1972، وتفعيل قرارات لجنة التراث العالمي والمجلس التنفيذي والمؤتمر العام لليونسكو ووضع حد لمحاولات اسرائيل المتكررة لتهويد الاماكن الدينية الاخرى خارج القدس كالحرم الابراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم.
tareefjo@yahoo.com
الرأي