العلاقات العربية –الأمريكية
اسعد العزوني
02-05-2013 02:33 PM
لا وجود لهذه الصيغة على أرض الواقع، بمعنى أنه لا توجد علاقات عربية –أمريكية بالمعنى المفهوم، أي أن الوضع عندنا لا يشبه واقع الحال في الولايات المتحدة التي يحكمها واقع فيدرالي، يضم خمسين ولاية، ولكنهم يخرجون إلى العالم باسم الولايات المتحدة الأمريكية، بينما نحن مجزأون مقسمون ونخرج إلى العالم بمسميات مزارع ما أنزل الله بها من سلطان.
ما نراه هو علاقات ثنائية هشة بين هذه الدولة العربية أو تلك مع أمريكا، تقوم على الحب من طرف واحد والاستغلال من طرف واحد أيضاً، وقيام الدولة المعنية بتقديم الخدمات التي لا تحصى لأمريكا مقابل حفنة من الدولارات الأمريكية وسكوت واشنطن عن الفساد وانتهاك حقوق الإنسان فيها.
لماذا جرى إعتماد هذه الصيغة؟هناك اسباب عديدة منها ما إرتضيناه لأنفسنا من ضعف وهوان، ومنها ما خططه لنا الآخر، لتفريغنا من محتوانا ،وسهولة إستغلالنا ،وبالتالي تكون إسرائيل هي المستفيد الأول من هذا الوضع، علما أن اللوبيات اليهودية المؤيدة لإسرائيل هي التي تتحكم في مفاصل صنع القرار في أمريكا.
جميل جداً ان تكون هناك علاقات تربطنا بكل جبهات العالم، لكن الأجمل هو أن ننسج هذه العلاقات بطريقة عادلة، فلا ضرر ولا ضرار، رغم أننا إخترنا الضرر والضرار معا في هذا المجال، فنحن نقدم الخدمات مجانا لأمريكا ونؤجرها كافة فضاءاتنا، ونرهن لها مواقفنا السياسية، وهذا في عرف العلاقات الدولية لا يجوز ويلحق الضرر بالطرف المتهاون بمصالحه.
ثرواتنا وأموالنا ليست لنا، وما نحن إلا حراس عليها ليس إلا، وكما هو معلن فإن خسارة العرب في الأزمة العالمية المالية الأخيرة، بلغت أربعة تريليونات دولار أمريكي، ولا أذيع سراً أن الإطاحة بالقذافي وقتله بتلك الطريقة، ليس إلا لأنه طالب بإسترجاع أمواله المودعة في البنوك الغربية، وعندما قيل له أن لا أموال لديه عندهم أصر على المطالبة، فما كان منهم إلا التخلص منه كما يعرف الخاصة والعامة.
ذات تصريح قال مسؤول أمريكي لا اتذكر اسمه أنه يتوجب تغيير المعادلة في الشرق الأوسط، وعندما سئل عن مقصده قال: إلى متى سيبقى العرب على هذه الصورة عندما نطلب منهم طلبا يعطوننا من الألف إلى الياء مجانا وبالسرعة الممكنة، بينما ترفض إسرائيل تقديم أي شيء لنا رغم أنها تبتزنا ونعطيها ما تريد وأكثر؟!
لا أريد أن يفهم أنني أدعو لشن الحرب على أمريكا، بل أطالب بتعميق العلاقات معها لكن على أسس المصالح المتبادلة والإحترام المتبادل، وأن نجلس معهم مسلحين بما نستطيع تقديمه لهم، شرط أن نجبرهم على تقديم ما نريده منهم لنا، وتحديدا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإسرائيل.
أجزم لو أن أمريكا وجدتنا كتلة واحدة موحدة، نتحدث معها بضمير الـ"نحن" بدلا من الـ"أنا" لتغيرت 180 درجة، ليس خوفا منا ، بل رغبة في الحفاظ على مصالحها وما اكثرها عندنا، فنحن على الأقل 300 مليون مستهلك، بينما الإسرائيليون بضعة ملايين من المستغلين.
لم تفت الفرصة، بل هناك مجال إن خلصت النوايا، وما علينا إلا الاستعانة بعدد من العرب الأمركيين الذين يتقنون اللغة الإنجليزية ولديهم فهم جيد للمزاج الأمريكي وللعقلية الأمريكية، شرط عدم فرض عليهم أي توجه إقليمي ،وأن نوفر لهم الدعم المادي لتشكيل لوبي عربي مسلم في أمريكا، تكون من أولى مهامه، ترتيب الساحة الأمريكية عربيا وإسلاميا ،وإيجاد موطيء قدم في السباق الانتخابي الرئاسي على طريق الوصول لمرحلة فرض مرشح رئاسي أمريكي مؤيد للقضايا العربية.
ذات حوار مع شخصية أمريكية مهمة، خضت في موضوع التأييد الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، فكان الجواب على طريقة: قطعت جهيزة قول كل خطيب:كم مفتاحا انتخابيا عند العرب؟