تتحرك الموجات في عقل الإنسان بين عقله وجسمه, وبينه وبين الناس الآخرين و بينه وبين العالم الخارجي, ولكن الضعف الذهني يبقى من أهم أسباب الصراعات البشرية, وفي المقابل يختلف الأمر بالنظر إلى النشاط الذهني, فالتوقف للتفكير لحظات يومياً, يوضح الكثير من الرؤية,ويسهم في التحاور مع الذات لأخذ المواقف الايجابية و الأكثر ثمراً في الحياة وهي التي تتحكم في نوعية الحياة التي يعيشها وتؤثر في كل قراراتنا, و بالتالي في نوعية الأفرازات الاجتماعية, وإذا كان الغوص في أعماق الذات قد يتعب المتأمل في البداية, وقد يبدو طريقاً وعراً أو بلا نهاية, فإنه حتماً يؤدي إلى اكتشاف مجاهل النفس البشرية وإدراك الحقائق, ولكي تكون فاهماً وواعياً بنفسك وقدراتك لابد أن تتعرف إلى أمور أساسية وتواجهها بكل شفافية كي تكون واضحاً مع نفسك قبل غيرك, ولكي تدرك نقاط ضعفك وتعالجها ونقاط قوتك وتنمنيها, اسأل نفسك: ماذا أريد؟ ماذا أحب وماذا لا أحب ما القدرات والمواهب التي وهبني الله إياها وعلي أن اكتشفها وأسخرها لخدمة البشرية.
لا يمكن لأحد أن يدعي الكمال, فالكمال لله وحده, وكل إنسان ناقص, وكل إنسان فيه عيوب عليه أن يلمسها ويحاول علاجها, و لاشك في أن قدرة الانسان في استثمار طاقته تعود عليه وعلى من حوله بالنفع والفائدة.
لقد امتاز الإنسان باستخدام ذهنه, وهذه من أبرز نعم الله عليه, وتتجلى أهمية التفكير في حياة الإنسان العملية, ومن هذه الأهمية تنبثق ضرورة مراجعة أساليب التفكير السائدة لتحديد ما إذا كانت قادرة على تحقيق هدف العبودية الشاملة, أم أنها تحتاج إلى إعادة بناء وهيكله, وذلك بعد القيام بعملية هدم للأساليب المغلوطة, وفك للقيود الذهنية, و تكسير الحواجز العقلية التي تعيق التفكير السليم و الانتاج الإبداعي.
التفكير قضية معقدة من حيث ماهيتها ومنهجيتها وما يؤثر فيها من الدوافع النفسية الذاتية والعوامل البيئية الخارجية.
التفكير في حقيقة الأمر ليس مجرد منهجية, فهو ما يسترشد به العقل, وما تنجذب إليه النفس من خطوات ذهنية, وثمة أسئلة كثيرة تعوزها إجابات دقيقة, ومن خلالها يمكن تصحيح طرائق التفكير واسترداد العافية الذهنية الكاملة, ومن ثم ترقية الأهداف ورفع الأداء, كما أنها بدرجة ثانية تجسد ما يحيط بعملية التفكير من تعقيد وإشكالية, وأهم هذه الأسئلة , ما التفكير, وكيف يفكر الإنسان؟ وهل ثمة عوامل تنضج التفكيرو تخصبه؟
طالما أن الإنسان عضو مهم في هذا المجتمع وهو الذي يكون جزءاً من النسيج الاجتماعي لهذا الوطن المتكامل, فإن تفكيره السليم يقود بالإبداء بالآراء الخلاقة والعمل على إنشاء وتطوير بلد أساسه الشفافية والوضوح.
الروح الخلاقة والحرية في التعامل والمساواة هي التي تبني بلدا ًتفتخر به الأجيال ويأخذون ما وصلنا إليه وينموه ويطوره. عندما تكون الحكومات نابعة من الشعب وهو مصدر السلطات, فإن كل فرد يتبع ما تطلب منه الحكومة وأذكر في الدنمارك بعد أزمة البترول عام 1973 طلبت الحكومة من الشعب أن يقوم بترشيد استهلاك الطاقة وإطفاء جزء من الأنوار وعدم تحريك السيارات الخاصة إلا بالضرورة القصوى, فقام الشعب بالألتزام بذلك فوراً, وقامت ملكة الدنمارك في بداية 1974 بسياقة الدراجة الهوائية بنفسها للذهاب لشراء حاجاتها من السوق وذلك لتنفيذ طلب الحكومة بترشيد صرف المحروقات.
التكامل بين السلطات الثلاثة التي تنبع إدارتها من الشعب توصل البلد لبر الأمان بعد الابتعاد عن الأهواء الشخصية والرغبات الخاصة ووضع المصلحة العامة نصب أعين الجميع ولا فرق بين أحد ولآخر إلا بالكفاءة.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه, من رأى في إعوجاجاً فليقومه, وقال له علي؛ بن أبي طالب رضي الله عنه والله لو رأينا فيك إعوجاجاً لقومناه بسيوفنا .
كل ذلك ينبع من التفكير السليم للوصول للأهداف العامة التي يرغب الفرد بتطبيقها للحصول على وطن به كل مقومات النجاح ,اذا تعاونا معا بكل ثقة وحزم ,ووضعنا نصب اعيننا هدف واحد هو ايجاد أرضية صلبة ينطلق منها الاجيال لبناء وطن كبير يتسع لجمبع طبقات الشعب .
مهما اختلفت منابتهم ويشكلون وحدة وطنية ولهم اهداف كبيرة,لا فرق بين انسان وآخر الا بما يقدمه لبلده ليعم الخير على الجميع بكل سعادة ومودة.
بهذا نكون قد استطعنا تطوير بلدنا ولحقنا بركب الدول المتقدمة التي عملت طويلا لأعمار وتطوير بلدانها حتى وصلت لما وصلت اليه.
فلنفكر تفكيرا جيدا ونستخدم عقلنا ايجابيا حتى نوصل بلدنا لمبتغاه ونطوره لاسعاد كامل من يعيشون على ارضه ويشربون من مائه ويفيئون بضلاله
dr.sami.alrashid@gmail.com