إن لم تنشرها فلا تستحق أجرها
رنا شاور
01-05-2013 04:27 AM
إلى متى استهبال عقول الناس باسم الأديان ؟ وعلى أي أساس يقرر الغير أننا مثقلون بالمعاصي إذا لم نقم بتمرير رسالة إلى عشرة أشخاص عبر الايميل أو الفيسبوك أو الواتس اب أو التويتر؟ وهل صار لزاما الخضوع لمعاييرساذجة كي يتحقق إيماننا!. إن لم تنشرها فلن تستحق أجرها!أرسلها إلى أكبر عدد خلال ساعة أو يصيبك مكروه!فتاة تحتضر وجاءتها السيدة زينب في المنام وأمرتها بتوزيع هذه الرسالة!.
هذه عيّنة من الدجل الالكتروني الذي يستخف بعقول الناس ويتلاعب بعواطفهم.سلاسل من الرسائل عبر الوسائط الالكترونية تهدد بالعقاب وتبشر بالثواب وتحدد لك وقت وقوع ذلك، وخيرا فعلت دائرة الافتاء العام بالتحذير، بداية هذا الأسبوع، من نقل أو نشر أو تصديق كثير من الرسائل الدينية المزعومة أو الأحاديث النبوية الملفقة والتي لا تكتفي باستغباء القارئ لكنها تشترط عليه قراءتهاوتوزيعها لتحصيل الثواب وتجنب الكوارث ولك أن تتخيل أن كثيرا منها يتضمن تهديدات بالحرمان من شفاعة الرسول أو رحمة رب العالمين وتتوعد بتوقف الرزق ونزول الهم إن لم يتم توزيعها إلى عشرة أشخاص أو عشرين شخصا أو مئة شخص، طيب ماذا لو كنت لا أملك هذا العدد من الأصدقاء كي أرسل لهم، فالعقاب حينها واقع لا محالة!.
كان لا بد أن تتدخل دائرة الافتاء في التحذير من هذه المغالطات وأن الضرر ليس بمن لا ينشرها إنما على من يروج لهذا الكذب، خاصة الكذب على لسان رسول الله فلا يجوز نقله أو نشره أو تصديقه.
سلاسل الرسائل الالكترونية تصلنا بالعشرات يوميا، وهي تحوي ماتشاء وتتراوح مضامينها بين سياسي إلى ديني مرورا بالصور والنكات والكاريكاتيرومقاطع الفيديو، وفي هذه الرسائل الكثيرالممتع الذي يستحق التمرير والمشاركة، وفيها أيضا الكثير المليء بالضحالة والضلال الفكري، وأجد أن هذه الرسائل بشكل عام لو نظرت إليها من زاوية أخرى ستعطيك لمحة عن مدى الوعي المعلوماتي للمرسِل،وبشكل أو بآخر تحدث عن خلفيته الذهنية والفكرية، والمستغرب أن هناك من يصدق ما فيها من محتوى يرفضه العقل والمنطق والأديان، بل ويشارك الآخرين ويأمرهم بتمريرها، وأرى أن ذلك يعكس صورة باهتة عن مرسلها.
أستطيع أن أصف هذه الرسائل كما وصفتها يوماً جريدة الحياة اللندنية بأن معظمها «فوضى غير خلاقة»، فهل نأمل بوجود بروتوكولات الكترونية تضمن جودة ومصداقية محتواها، خاصة مايتعلق منها بالاطار الديني؟. 7
الرأي