استوقفني في حديث رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور خلال لقاءه حشد من رجالات الكرك في أول زيارة ميدانية لحكومته الثانية تأكيده أن الفساد يتنافى مع العدل والخلق والوطنية ولا شيء يهدم الأوطان غير الفساد وتفائله بأن الاردن سيكون بعون الله مشكاة يهتدي بها العالم العربي وقادر على اعطاء الأنموذج الأمثل مؤملا ان يكون هناك تكامل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ومحذرا من أن نغفو عما يجري حولنا لكي لا نسلم الاردن للمجهول وعليه فإن المسؤولية تقع على الجميع مواطنين وسلطات على حد سواء حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه لا قدر الله .
وبتقديري وبعد نالت الحكومة ثقة مجلس النواب ( بصعوبة بالغة ) بالرغم من عدم موضوعية غالبية مبررات حجب الثقة الا أن ما جرى يعتبر تمرينا حيا للسلطتين التشريعية والتنفيذية لتجويد حسن الأداء وخطوة على طريق الاصلاح الحقيقي الذي ينشده الجميع وبالتالي نتطلع الى خطوات اخرى متسارعة تزيد من تفاعل السلطتين لمواجهة المخاطر والصعاب التي تحدق بالوطن .
المشهد العام يوحي للجميع ان سباقا لم نألفه من قبل يجري بين السلطتين التنفيذية والتشريعية عنوانه الرئيس مصالح الوطن العليا ومثل هكذا عنوان يتطلب خطوات عملية تعزز من ثقة المواطنين بهم وتدفعهم ليكونوا عونا لا معيقين أو مناكفين وهو ما نحتاجه بداية لتكون الانطلاقة الاصلاحية أكثر قوة وفاعلية ولتؤتي بنتائج ذات تأثيرات مباشرة على نفسيات المواطنين قبل ان تكون على مستوى معيشتهم .
بصحيح العبارة ولكي لا نلج المجهول لا قدر الله فان المسؤولية الأولى تقع على عاتق السلطتين اللتان عليهما وبتوافق كامل المبادرة الى اتخاذ مجموعة من القرارات في الموضوعات التي تتصدر اهتمامات المواطنين في مجالسهم ومسيراتهم واعتصاماتهم وفي مقدمتها ملفات الفساد وبخاصة التي يعتقد البعض ان الاقتراب منها خط أحمر ... فلا خط أحمر ولا خط اخضر ولا حتى بنفسجي ولا حصانة لفاسد أو عابث فليس هناك اهم من استقرار الوطن ومصالح مواطنيه العليا .