ليلُ نيسان الأخير * طه الربابعة
30-04-2013 08:55 PM
يُقلّبُ قلبي ليلَ نيسان الأخير
والياسمين ضامر الرحيق
ثوت الريح على اطلالة الغروب
توقف البريق العابر فيَّ منكِ
تُرى هل رحلتْ حقاً؟!!
لا نعشاً يُشيّع من عطرِك نسمةً
ولا نقشاً من بعضكَ يلتصق بجلدي
لا ندٍى يأكل هذا التصحّر
ولا قمراً يردُّ جزركَ مدّاً
كيف أصرعُ الوقت الملهوف إليك ؟
فيصلبني جلموداً في كثبانكَ
هنا...
يحترق المدى
حتى إلى الوراء
فأين يكون الرصيف المحايد
في هذا الطريق ؟
رصيفٌ ذو ظلٍ يُعيد لي رمق الحياة !!
أتشبث بخطوةٍ في التية
هذه الأرض لا تحميني
ووربيعٌ واحدٌ لا يكفيني
نيسان ينسى وكان قبل ذلك يرويني
فكيف أُخبئكِ زهرةً؟!!
إن عطش فراش قلبي لكِ !
للندى !
أأصيرُ عوسجاً على جدار الفصول ؟
يشمُّ عطركِ
يترأى له طيفكِ
كلما عاد فلاحٌ من حرارةِ انتظارهِ
يُقرض الوقت صبرهُ
حتى الحصاد
....
أعود للطريق وحدي
في الطريق
ألبس ثوب الشارع
وأمضي أبحث عنكِ
أصير خيالاً... فمنأئ
انعكاس اللون في نفسه
الخوفُ كائن يُرديني صريعَ الرصيف
أمسكُ ما تناثر مني هناك ...
اهرب للمكان المشتهى
من ألهة الفوضى
تزحف عيوني الذابلة للغروب
كحمامة تخاف الظلام
تقيس المدى بين ضفتين والعتم فوقهما
أربتُ على رتوش الذاكرة
فتنمو سنابل الفراغ
وحدي....
كصاحب الزجاج العتيق
يخشى الكسر ويشتهي العطر
فأعلق زجاجة حلمي على النافذة
وأعود لوحيّ عينيكِ
مستلقياً على خيبتي
وحدي....
كأنكَ لست مني ...