صحيفة مصرية : وطن في مواجهة جماعة
30-04-2013 07:33 PM
عمون - هاجمت صحيفة الوطن المصرية ذو التوجهات الليبرالية حديثة العهد حكم الاخوان المسلمين في مصر.
وافردت الصحيفة الثلاثاء ملفا خاصة لتسليط الضوء على حكم جماعة الاخوان المسلمين للبلاد بعد 80 عاما من المطاردات لتيارهم الذي انشأه حسن البنا.
وحمل الغلاف عنوانا كبيرا (وطن في مواجهة جماعة) وتحدثت الصحيفة عن مثلث عرب الجماعة - على حد وصفها - والمتمثل في (جيش يرفض التفكك ، وقضاء يرفض الخضوع ، واعلام يرفض الطاعة).
وتاليا نص الكلمة التي دونت لصحيفة الوطن المصرية :
وطن في مواجهة جماعة
كتب : محمود الكردوسى
عندما صدرت «الوطن» فى التاسع والعشرين من أبريل 2012 كان العد التنازلى لدخول مصر فى نفق الحكم الدينى قد بدأ، كان الشارع المصرى لا يزال مفعماً بروح «25 يناير» على الرغم من مناخ الفوضى والاضطراب.. وبعد نحو شهرين من صدور الجريدة انتخب المصريون عن طيب خاطر محمد مرسى رئيساً لمصر، وظنوا أنهم أحسنوا الاختيار وتفاءلوا خيراً؛ لقد أزاحوا طاغيتهم بعد ثلاثين عاماً تقريباً من السكوت على فساده وقمعه واحتقاره لهم ولأحلامهم وطموحاتهم، واختاروا لأول مرة رئيساً من بينهم.. كانت أجواء هذا «الاختيار» مهرجانية وكان لسان حال الجميع: دعوهم يحكموا.. دعوهم يأخذوا فرصتهم كاملة.. دعونا نبْنِ وطناً «نظيفاً». وكان سقف الطموح شاهقاً: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
لم يكن أحد يعلم شيئاً عما دار ويدور فى مطبخ الحكم. كان المصريون ينتظرون «طعاماً سياسياً» بمذاق مختلف، وظلوا ينتظرون.. وينتظرون.. وطال الانتظار، وبينما هم فى تلك الحال يعضهم الجوع كل ساعة ويتطلعون رغم ذلك إلى أفق جديد، انهالت على رؤوسهم الحقائق والأسئلة، وتبين لهم يوماً بعد يوم أنهم «خدعوا» وأن محمد مرسى ليس رئيساً لـ«مصر» بل لـ«جماعة الإخوان».
لم يمض سوى بضعة أشهر حين بدأ الإخوان ورئيسهم يسفرون عن وجه قبيح لم يألفه المصريون فى تاريخهم الحديث.. اندفع الإخوان فى مغامرتهم السياسية إلى حدودهم القصوى ولم يعد يوقف جشعهم خطوط حمراء: لا حرمة الوطن ولا أمنه القومى ولا أمنه الداخلى ولا أى شىء.. لم يعد يعنيهم سوى «جماعتهم» ولتذهب مصر تاريخاً وجغرافياً، بشراً وحجراً، ديناً ودنيا، إلى الجحيم.
حتى ذلك الوقت كان المصريون يعتقدون أن نظام الإخوان لم يحصل على فرصة كاملة، ثم سالت دماء، وبدأت «الجماعة» تفتح جبهات ضد الجميع، وبدا أن وساوس «التمكين» أصبحت أمراً واقعاً، لم تعد مصر وطناً للمصريين -هكذا قالت أغلبيتهم- بل «جيباً» جغرافياً فى «دولة خلافة» مزعومة لا أحد يعرف من أين تبدأ وإلامَ ستنتهى!
لم تعد مصر «وطناً» من الأساس بل «غنيمة» يراهن عليها مرسى وجماعته ويحشرونها فى صفقاتهم المشبوهة وعندئذ بدأ الحساب. أحس المصريون أن وطنهم يضيع، وطنهم الذى تعبوا فيه وبنوه من جوعهم وذلهم وخوفهم وأحلامهم البسيطة؛ فبدأوا يحاسبون أنفسهم أولاً.. أدركوا خطأهم وبدأوا يسألون: متى ينزاح الكابوس؟
أدركوا أنهم خسروا رهانهم على ثورتهم وديمقراطيتهم وحلمهم بالتغيير.
قال قائلهم متهكماً: «سرقوا الصندوق يا محمد»، ورد متفائل منهم: «لكن مفتاحه معايا».
الشعب الذى أتى بـ«مرسى وجماعته» يستطيع أن يزيحهم كما أزاح الذين من قبلهم، الشعب الذى انخدع مرة، لن ينخدع ثانياً، وهذا النظام البغيض -لحسن الحظ ولأننا شعب طيب- كشف كل أوراقه وأحرق كل المراكب، وها هى «الوطن» الجريدة تكمل عامها الأول وتستهل عامها الثانى بأسئلة من لحم المصريين ودمهم:
متى يسقط الإخوان؟
كيف سيسقط الإخوان؟
لماذا ينبغى أن يسقط الإخوان؟
من الأمن إلى الاقتصاد.. من القضاء إلى الإعلام.. من الجيش إلى القوى المدنية.. من حلم العدالة إلى مستقبل بلا «إخوان» ولا طغاة آخرين.. تحلم «الوطن» الجريدة بأن تحتفل بعيد ميلادها الثانى، وهى أكثر طموحاً وجسارة و«شغباً».. ويحلم «الوطن» الأم بـ«رئيس» آخر.. رئيس لكل المصريين بحق.