عمون – محمد الخوالدة - يبدو ان صيف الاردن ومنه محافظة الكرك قد حل مبكرا لهذا العام في ضوء ما يشاهد من ارتفاع قبل الاوان في درجات الحرارة، وذلك بعد ان غادرنا فصل شتاء امطر بكثافة لكن دون تنظيم وربيعا غادر قبل ان يينع ليكون المردود متدنيا بالنسبة للزراعات الحقلية وشبه معدوم لمربي الثروة الحيوانية.
نعود للحديث عن صيف الكرك فبحكم تجربة الاعوام السابقة وبحكم الواقع المعاش الان يرى مواطنون ان فصل الصيف اكثر ازعاجا من فصل الشتاء فان رحمهم الله من اسعار وقود التدفئة والطهي المهلك لجيوبهم فانه بالنسبة للكثيرين ارحم من صيف يحشرون فيه ببيوتهم لانهم لايجدون متسعاً مناسباً من طبيعة ومن متنزهات وحدائق، فيما اطفالهم بين خيارين اما ان يتحملوا شجارهم وصخبهم، واما ان يدفعوا بهم الى الشارع حيث كل اسباب المخاطر بدءاً من رفقاء السوء وليس انتهاء باخطار حوادث السير، فخروج الاطفال الى الشوارع يعني لعب الكرة او قيادة الدراجات الهوائية وسط شوارع مكتظة بحركة السير والمشاة، ويعني أيضاً أن يلتقوا بآخرين يشكلون خطرا على أخلاقهم وسلوكياتهم.
وللتفصيل يمكن القول ووفق الكثير من ربات وأرباب الأسر ان الصيف يعني البحث عن الماء والخضراء ونقاء الطبيعة وحيث ذهبت الخضراء بمغادر فصل الربيع المبكرة فان المتعة بالماء صعبة المنال، فسيل الكرك لعدم وجود متنفس من حدائق ومتنزهات عامة يبقى المتنفس الوحيد للناس والذي تقترن فيه الخضراء بمياه عين سارة الندية مكتظ على مدار النهار ولساعات متأخرة من الليل باناس يصعب ان تجد لك بين اكداسهم متسعا، اناس منهم الطيبون ومنهم الشباب العابث الذي همه ان يقضي وقت فراغه ويحقق ملذاته، ولكن كيفما اتفق حتى ولو تجرأ هؤلاء على حريات الآخرين وحتى حرماتهم احيانا، وهذا الحال منطبق ايضا على موقع غابة اليوبيل التي رغم غناها بالاشجار الوارفة والاطلالات الخلابة فان هذا الغنى غير ملتفت اليه من صانعي القرار السياحي على صعيد محافظة الكرك وخارجها، فالمكان غير امن للاسر لانعدام التنظيم وبعض رواده من الشباب غير الابه بحرية وراحة سواه
وقد تحدثنا عن الحدائق والمتنزهات العامة المجانية وندرتها، بل عدم توفرها بالمطق فانه من العسير جدا على الكثير من الاسر ضيقة اليد والحيلة ان تبدد سـأمها في المرافق السياحية المستثمرة فالاسعار فيها نار على نار فيما يمنع على مرتاديها احضار أي لازم من لوازم التسلية.
واسباب شكوى اطفال الكرك ايضا مشروعة، يقول بعضهم العطلة الصيفية مقبلة لنقع بين مطرقة الاهل وسندان الواقع، فلا ملاعب او اندية او أي مأوى اخر نمتع فيه اوقات فراغنا، لا يحتمل الاهل طقوس طفولتنا فتدفع بنا بيوت بالكاد تتسعنا نياما الى الشارع فنقع في مرمى ملامة السكان، وان اخترنا الشارع فلا متسع لكثرة المارة والسيارات، ويتساءل اطفال تحدثوا الينا اين نذهب ؟
ليس ما ذهبنا اليه ما يزعج الاسر الكركية فقط، فالصيف يعني معاناة مع المياه، وتقول احدى ربات البيوت ان مشاكل انقطاع المياه واقع تعيشة الكثر من الاسر مع كل فصل صيف، لكن يبدو قالت تلك السيدة ان خطر انقطاع المياه في فصل الصيف الحالي ابلغ واشد وطأة، فلاول مرة عانينا هذا العام بخلاف ما اعتدناه في كل عام من انحباس المياه في فصل الشتاء ولفترات طويلة احيانا، وتتساءل كيف سيكون صيفنا هذا العام حيث ادارة مديرة مياه الكرك تعترف علنا بان امكاناتها محدودة مايستدعي كثرة اعطال شبكة المياه وتوقف الضخ عبرها.