لسنا آلهة فأغلقوا الحدود فمنها يأتي الخراب
ممدوح ابودلهوم
30-04-2013 04:30 AM
تابعتُ على فضائيتين محليتين في وقتين مختلفين لشخصيتين زعبيتين من (عيال الصويت) في الرمثا الغالية ،ولا أدري قد يكونا أبناءَ عم نائبٌ و كاتبٌ أما النائب فالبرلماني المخضرم والشخصية المحبوبة (فواز الزعبي)وأما الكاتبُ فرئيس هيئة التحرير في الزميلة (العرب اليوم) الأستاذ (عدنان الزعبي)،شاشتان إستضافتا رقمين صعبين في المجتمع الأردني أما الموضوع فكان واحداً هو اللجوء السوري..
لم آت بلقائيِّ الشخصيتين الرمثاويتين هكذا إعتباطا أو سد خانة كما يقولون،ولا أيضا للمرارةِ التي كانت تود لو تنطق أو تصرخ لولا حصافة المقامين المضيفين عبر الشاشتين،بل وأيضاً لشفافية المكاشفة والتأشير حدّ التحذيرمن فداحة ما يجري في الشمال و بخاصة الرمثا و المفرق، التأشير أجل حتى لكأن كليهما يريدان أن يوجها أصابع الإتهام إلى المعنيين بتفاقم الحال، والتحذير ليس فقط من خطرٍ محدقٍ و قائمٍ بل و أيضاُ من خطرٍ قادمٍ و أتحدى من يستطيع قياس المسافة بين الخطرين،إذ لن ينفع زامور الخطر قبل خراب الحافلة أو خراب مالطا فالحافلة سلامة تسلمك ومالطا إلتعن أبو سلسفيلها و .. لن أريد!
الحالة إذن شاهدةٌ ومشهودةٌ في الأردنيين ماثلة أمام العيان كالنقش في ظاهر اليد – حتى لا نقول كما الجرح في اليد والصفع على الخد في ذات الآن ، فما الذي ينتظره ألو الأمر وقد باحوا وصاحوا بخطورة الحال وتفاقم الأوضاع ؟ وبأن القادم سيقزم القديم بل وسيجعله أهكومته يتندر به ويضحك عليه بل وسيقهقه حتى يستلقي على قفاه الأردني ؟ ونحن هنا لا نرجم بالغيب أو لا سمح الله وحاشى لله أن نبعثر ما في القبور ونحصل ما في الصدور ، لكنها واقعةٌ تؤكدها مقدماتها فضلاً عن أصحاب القرار السيادي في الأردن قد أكدوا أنها (نار وخراب ديار) لا جدال !
ماذا ينتظرون أجل وقد أعلنوا في رواية أن الشمال منطقة منكوبة وفي أخرى أن الأردن بلد منكوب ؟ مما يخافون ؟ هل إذا أغلقوا الحدود الآن وليس غداً وهو شأن سيادي بكل القواميس والمقاييس والنواميس سيزاود علينا كل (شعيط ومعيط ونطاط الحيط)؟ بأننا أصبنا بإسهال قومي ؟ منذا يستطيع والأدق يجرؤ على أن ينال من كتابنا القومي بصفحاته الأنقى وأبوابه الأرقى ؟ هل يجب أن نقدم جردة حساب وطنية أو كشف ذمة قومية أمام (هامل ساقط مقطوعة مرمته) وطنياً وقومياً بل وإنسانياً بالتالي ؟ ألم نكن وحدنا دون غيرنا قوميين بكامل نيافتنا القومية وإهابنا العربي الهاشمي عام 1948 عام النكبة ؟ وعام 1967عام النكسة ؟ وإبان ما يسمى بغزو الكويت ؟ وحرب الخليج ؟ ومآساة العراق ؟!
ألم ندخل حرب 67 توكيداً على نبضنا القومي ؟ مع أننا كنا نعلم في إهاب قيادتنا أنذاك أنها مغامرة فاشلة عقابيلها التي بلونا هي الخراب ؟ ألم يحذر شهيدنا وصفي التل رحمه الله (اللي ضيعولنا إياه) ناصحاً خالدنا الحسين طيب الله ثراه بأن (حاكمني بعدها بالخيانة العظمى وأعدمني) ومع ذلك دخلنا الحرب والقرار على لسان الحسين (لن نتخلى عن دورنا القومي) ؟ ويأتي عبد الناصر ومع ذلك كله ويقول وصفي التل جاسوس أميركي وجاسوس بريطاني (؟!) وبذات العزم قومياً دخلنا حرب تشرين / أكتوبر1973 مع أننا لم نُدعَ أو نستشار و(الباقي عندكم بالكتيبة) !
أقول من عندي (ومن عند أجاويد الله) ورزقي على الله ، أن اغلقوا الحدود ويكفينا ما عندنا من الأشقاء السوريين والذين وصدقوني لن يعودوا ما دام الأسد وأظلاف نظامه يحكمون ، فقد أصبحنا في المفرق مثالاً لاجئين تماماً كما الأشقاء السوريين (!) ألم يبن الأهل في المفرق مخيماً أسموه (مخيم اللاجئين الأردنيين) ؟ فماذا بحق السماء والأرض ينتظرون ؟!
وبعد .. ففي فمي قراح الحال وفي قلبي صديد المسألة ،لقد طفح الكيل ووصل مطفحه و بلغ سيل المسألة الأردنية مبلغه ،وما نعانيه هو لون من ألوانها التي يقفُ القلم عجوزاُ عن إنصافِ تواصيفها ،إذ أصحنا حتى ولأكننا أبناء الجارية كما الديدان ننشدُ أحد القدرين نجاة أو موتاً وما نحن الأهل المؤهل لذلك،ومن يقول بالنقيض فهو إما (غايب فيله) أو هو خارج عن الاصطفاف الباسل أو فائض عن الحاجة الوطنية و .. قد يكون لهذا البوح من بقية في مقبل الأيام !!!
Abudalhoum_m@yahoo.com