غياب مؤسف للنقابات والاحزاب عن معركة الصحافة
هاشم الخالدي
21-02-2007 02:00 AM
صباح امس كنا بأمس الحاجة نحن الجسم الصحفي لاي دعم (لوجستي) على الاقل من اية جهة يمكن ان تشكل رأياً عاماً او ضغطاً معنوياً على الرأي العام والنواب بهدف دفعهم لالغاء عقوبة توقيف وحبس الصحفيين والغاء الغرامات المالية المغلظة عليهم والتي ستساهم في تقهقر الحريات الاعلامية والصحفية في الاردن.
باستثناء حزب الوحدة الشعبية فقط لا غير غابت احزابنا الاردنية ونقاباتنا عن الحدث ولم يصدر منها اي تعليق او بيان او استنكار او دعوة او تحذير او حتى تصريح يؤدي ذات الغرض الذي كان الصحفيون بأمس الحاجة اليه كما اسلفت.
فاذا كان صدر عن النقابات او الاحزاب شيء من هذا القبيل سابقاً فلماذا غابت امس في الوقت الذي وضع قانون المطبوعات على مائدة النواب وسط تفرد نقابة الصحفيين ومركز حماية الصحفيين والصحف اليومية والاسبوعية بالاحتجاج.
النقابات والاحزاب هي المستفيد الاول والاخير من اقرار قانون مطبوعات عصري يلبي طموحاتها بالتصريحات النارية والبيانات الساخنة التي تنشرها لها معظم الصحف كلما حاولت حكومة ما الاصطدام معها على قضية (مهننة العمل النقابي) وعدم شرعية اللجان المنبثقة عنها و"مراقبة ديوان المحاسبة" و"فتح ملف الاستثمار" المالي للنقابات.. اضافة لقضايا جمة دافعت عنها الصحافة فيما يتعلق بالعمل الحزبي الذي خاضت الصحافة حروباً كثيرة لمأسسة العمل الحزبي والدفاع عن التجربة الحزبية في الاردن في الوقت الذي حاولت حكومات كثيرة التشكيك بقدرة الاحزاب الاردنية على التغيير وترسيخ العمل الديمقراطي او حتى اقناع مواطن واحد في الانتساب لصفوفها.
وحدها الصحف اليومية والاسبوعية وقفت مع النقابات والاحزاب فكانت المتنفس الوحيد لهم والحضن الدافىء لكل بياناتهم وقضاياهم التي ما كسبوها الا بادارة دفة الاعلام لصالحهم ، وها هم الان يتركوننا وسط النار و وسط تلاطم الامواج حولنا ولم يصدر عنهم اي شيء يوحي بوقوفهم الى جانبنا.
تخيلوا مثلاً لو ان النقابات قد تضامنت مع دعوة نقابة الصحفيين بالتوقف لمدة ساعة عن العمل.. وتخيلوا لو ان هذه النقابات او الاحزاب دعت لاعتصام سلمي امام مجلس النواب احتجاجاً على بنود قانون المطبوعات والنشر فيما يتعلق بالحبس والغرامات المالية.. الا يشكل هذا رأياً عاماً ضاغطاً على اصحاب القرار والنواب لمراجعة هذا القانون وقراءته بتأنْ مرة اخرى؟ غابت النقابات وغابت الاحزاب.. وبقينا وحيدين ينظر هؤلاء الينا بصمت غريب للخروج من معركتنا لتبدأ بعدها فاكساتهم ودعواتهم لنا بمناصرتهم في قضاياهم الاشكالية مع الحكومة.. اليس عجيباً ما يحدث؟،
hashem2007@yahoo.com