منذ ان اكل سيدنا آدم – عليه السلام - التفاحة اصبحت الأرض هي الحكاية ....وعندما خرجنا من بطون امهاتنا تلقفتنا الأرض ...نحبوا عليها ...نمشي عليها ...نلعب عليها ...نأكل منها ...نسافر عليها ...وفي النهاية نموت فيها ...هكذا إذن تبدأ السيرة الشخصية لحكاية الآدمي منها ...وتنتهي أيضا آخر صفحة لحياته فيها بعبارة " تم دفنه فيها بحمد الله " ...!!!!
والمصادفة الغريبة ان الحرف الأول من حروف اللغة العربية الذي تعلمناه كان هو حرف " الألف " ، فلم يكن هنالك سوى كلمة " أرض " تفي هذا الحرف حقه للتعلم والإستدراك لتكون الأرض بداية التعلم في الحياة ..!!
والدولة في علم السياسة أيضا لا تكون دولة إذا لم تكون الأرض هي أساسها وجوهر وجودها في الحياة وهي سببا لتبني الدول جيوشها وتعدها لتحمي حماها وتقاوم كل من يحاول إحتلالها لذلك فالنضال من اجلها والدفاع عنها كان وما زال شرف نبيل والموت من أجلها شهادة وحب جميل ....!!!!!
فيها كتب الشعراء أجمل أشعارهم ...ورسم الفنانين لها أجمل رسوماتهم ...وغنى لها المطربين أجمل أغانيهم ...ونسج لها الكتاب والأدباء أجمل قصصهم ورواياتهم ....لتكون الأرض سببا بحكم وجودها للأبتسام ...أو تكون سببا بحكم خسرانها او فقدانها للدمع والآلام .
الأرض فيها الوفاء ...للشهداء الذين يسكبون دماءهم فيها ...وللمزارعين الذين يسكبون قطرات العرق عليها بإختصار شديد إنها الحياة لمن أخلص لها واعطاها ...فمن أعطاها فهي حتما ستعطيه وستحميه ..!!!!
الأرض قيمة عظيمة وإرث مقدس يتوارث حبها جيل بعد جيل ...عفتها وطهرها ونقاءها واجب ديني ووطني وشرعي وإنساني ...ولانها كذلك قالوا عنها الأرض عرض ...!!!!!
والأرض هي من المخلوقات الوحيدة التي لم تقابل يوما جشع الإنسان وجوره وجحوده على مواردها بالغضب والنكران ...فكانت أكبر من ذلك بل وأرحب واكرم ...فأستقبلت جسده في بطنها ولم ترميه كما رماها الإنسان في مخلفاته وقاذوراته ...فإن عاملها كمستودع لذلك فانها أستودعت جسده سالما آمنا في الحياة وما بعد الحياة ..!!!
فإلى كل آدمي يعيش على كوكب الأرض ...نصيحة أكتبها إليك في " يوم الأرض البيئي " عليك ان تتذكر ان الأرض كما قالوا فيها " نحن لا نرثها من أجدادنا ...بل نستعيرها من أطفالنا " ...فأرحم الأرض من غيك وبطشك ولا تجعلها مستودعا لنفاياتك ومخلفاتك وإن كانت حمراء لا تصفروها وتصحروها فهي لا ترضى إلا اللون الأخضر كساءا ورداء لها ومهما حاولتم أن تجملوها بصخوركم وحجارتكم فالأخضر هو الأجذر لها ....ليبقى عطاءها للقادم من أجيالنا ...!!!!!!
Hamaqaba@gmail.com