ما انفك أبو علي على ترديد قصّة ( سفيان والشاكوش ) أمامي ..بس أبو علي مش عَ الطالعة والنازلة يحكيلي إيّاها ؛ بالعكس ما بيحكيها إلاّ عندما تكون هناك حاجة ماسّة لروايتها ..والحاجة هذه عادةً تتمثّل في وصول خبر ما عن صديق ما إنه غيّر أصله أو عوج لسانه وأصبح من أصحاب ( الحأ بدلاً من الحق ) و ( التآتُع بدلاً من التقاطع ) ..!! بالمُحصّلة ..أبو علي وأنا نتقن الأنكفاء للوراء ونحن نضحك على سفيان و حكايته مع الشاكوش ..!!
تستطيعون القول أن سفيان رجل من دراويش هذا الزمن ..بسيط لدرجة أنه يأكل عشاء البسة والبسة تكون فرحانة لذلك ..المهم ..لدى سفيان أقارب كثر يسافرون إلى قطر ويشتغلون هناك ..في كل مرّة يُلح عليهم يريد زيارة ..يريد أن يتفشخر بأنه سافر ولو على قطر ..!! خضع أحد أقاربه لإلحاحه ..أخذه إلى هناك ..طار السفيان فرحاً ..ومع تعليمات صارمة صدرت إليه : ما تحكي مع حدا ..ما تفضحنا ..بدنا إيّاك ( صمٌّ بكمٌّ عميٌ ) ..مش تشرشحنا ببلاد الغربة ..الناس هناك يا سفيان بتمشي عَ الاتيكيت..وبتقعد عَ الاتيكيت ..مش تحكي عن نوكِلْ إللي نأكل ( نوتشل باللهجة الفلسطينية )..مش لمّا تعرق تروح بِـ ( رِدِنْ ) قميصك ماسح عرقك ..مش ..مش ومش ..وأعطوه كميّة لا بأس بها من المشّات ..!!
في قطر ..أرادوا الخروج في رحلة ..سفيان معهم ..ومعهم أكابر من قطر ..أعادوا الوصايا عليه ..أوعى تحكي وتفضحنا ..قال لهم : خذوني ورح أبيّض وجهكم ..!!
طوال الطريق يسمعهم يقولون : الأميص عن القميص ..التريئ تَويلة يعني الطريق طويلة ..وسمعهم يقولون عن المُحْقان مُحْآن ..!! وصلوا للمكان ..أرادوا أن ينصبوا خيمة الرحلة ..وأخذوا في شد الحبال ..أعطوا لسفيان جزءاً من المهمة ..و سفيان طوال الطريق و لغاية شد الحبال ماسك حالو عن الحكي خوف الغلط ..خايف يفضح قرايبو ..وهو يشد الحبل ويحاول تثبيت الوتد بالأرض ؛ أراد أن يطلب ( شاكوشاً ) ..حاول أن يستعمل لغة الإشارة ؛ بس ما حدا ملتفت له ..أخيراً قرّر أن يتكلّم ولكن دون أن يفضحهم ؛ فقد عرف الطريقة التي يتكلّمون بها ..نادى بأعلى صوته و قال: ممكن حدا يعتيني / يعطيني ؛ شاؤوش ..يقصد شاكوش ..!! الكل ترك الحبل الذي بيده وانبطحوا على الأرض يضحكون على سفيان الذي أراد أن يكحلها فراح عاميها بلمرّة ..!!
سفيان ..هنا ..وسفيان هناك ..وسفيان في كل مكان ..وإن كان لسفيان ألف عذر للشاؤوش الذي دقّه في اللغة ..ولكن ..كم سفيان بين ظهرانينا ..وكم راعي غنم ترك العصاة و الهش بها على الأغنام وأصبح ( طنطاً ) يعرف ( التيتة و التاتة) ولا يعرف الجدة ..يتقن ( مَريس ) الدعارة الجديدة بعدما أضاع من بين أصابعه ( مريس الجميد ) ..!! الله يا سفيان ..هات شاؤوشك واضرب به أُم رأسنا..لعلنا نفيق ..!!