التلفزيون الأردني في عيده : آمال وتحديات
عادل حواتمة
28-04-2013 02:40 AM
"إنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن أتحدث إليكم في هذه اللحظات التي ينطلق فيها التلفزيون الأردني ليكون منارة جديدة للحق والهدى وينبوعا ثريا للفكر والعرفان." هذا ما تحدث به المغفور له الملك حسين بن طلال من استديوهات التلفزيون الأردني في 27/ أبريل 1968 ليعطي شارة البدء ليشكل إضافة نوعية وحقيقية للمواطن الأردني والعربي، حيث جاءت الإنطلاقة بعد هزيمة 67 النكراء للعرب، والإنتصار الأردني على الإسرائيليين في معركة الكرامة.
من حق هذا الجهاز علينا أن نبارك له في عيده، كل ما أعطى وعلى مدار خمسة وأربعون عاماً تخللها الكثير من الرضى والأمل والإنجاز، كان التلفزيون الأردني منارة للحق والهدى كما أراده الراحل دافع عن قضايا الأردن والأمة في وجه الظلام، وأخذ على عاتقه العمل على نشر النور والفكر إيماناً برسالته الإعلامية فكان الى حين مقصد العيون و الفنون، الى أن تطور العالم على حسابه ففي الوقت الذي كانت فيه المحطات تطّور أجهزتها ومعداتها ومواردها البشرية، كان هو يغرق بالكلاسيكية والعجز جراء التعيينات غير المسؤولة التي كانت تتم لفترات طويلة، فبدا وكأنه شيخ هرم مترهل غير قادر على مجاراة الحيوية والديناميكية المطلوبة ، حتى أنه حصل جفاء كبير بينه وبين المشاهد الأردني على إختلاف مستواه الفكري والعمري والذوقي.
كنت قد أجريت دراسة ستنشر قريباً تتناول "دور التلفزيون الأردني في التنشئة الوطنية على عينة من طلبة الجامعة الألمانية الأردنية" خرجت بمجموعة من النتائج المثيرة للقلق فمن حيث تفضيل القنوات جاءت القنوات المحلية أخيراً و بعد الأجنبية والعربية، وجاءت نسبة من يعتمدون على التلفزيون كمصدر أول للمعلومات عن الأحداث في العالم قليلة جداً مُرجعين الأسباب الى إسلوب عرض الخبر ونقص الخبرة أولا،ً ثم التأخير في بث الخبرثانياً، ثم ضعف الإمكانيات والتقنيات ثالثاً ، ثم عدم الثقة وعدم تحليل الخبر رابعاً. وبخصوص أهم البرامج السياسية والإخبارية حلّ برنامج ستون دقيقة أولاً.
النتائج أعلاه تثير القلق من ناحية وتدفع بإتجاه تجزيل الحصة المقدمة من الحكومة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بشكل عام. وهنا كلمة حق تقال أن التلفزيون بدأ في الأونة الأخيرة يتحرر من دائرة التقليد والغموض لينتقل الى دائرة الحداثة والمصداقية، وشهدنا تغييراً في الوجوه والديكورات التي دأبت طويلاً تطل علينا كمشاهدين وطنيين لهذه الشاشة العزيزة علينا. فللأسف الكل ينتقد التلفزيون الأردني أنا والمشاهد البسيط والسياسي والوزير وغيره، والكل ذاته يطالبه بالحداثة والعصرنة وأن ينافس غيره من المحطات الإخبارية المقتدرة مالياً وفنياً، مع ضرورة التنبيه بأنه تلفزيون وطني وليس محطة إخبارية متخصصة، المسؤولية مشتركة على المشاهد العودة لشاشته الوطنية، وعلى المؤسسة نفسها التدريب والتطوير والإبتكار ، وعلى الحكومة الدعم والإسناد، والتوفيق على الله.
adel.hawatmeh@gju.edu.jo