أجواء حرب طائفية في العراق
27-04-2013 06:12 AM
* أبناء العشائر ينتشرون في المدن لحفظ الأمن ويطالبون بخروج الجيش..
* علاوي يطرح مبادرة لحل الأزمة من ثلاثة محاور..
عمون - دخلت العشائر العراقية على خط الازمة التي يعيشها العراق بتشكيل جيوش من ابنائها لحماية ساحات الاعتصام والتصدي لأية محاولة لاختراقها كما جرى في مدينة الحويجة.
وبعد الإعلان عن تشكيل جيوش من أبناء العشائر في الانبار والفلوجة وسامراء والموصل وكركوك انتشر الاف من ابناء العشائر في تلك المدن لحفظ الأمن فيها بالتعاون مع الشرطة المحلية .
ودعا قادة الحراك الشعبي القوات الحكومية إلى الانسحاب من المدن، محذرين من تكرار حادثة الحويجة التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
وتسببت حادثة الحويجة وتداعيتها بإعادة أجواء الحرب الطائفية التي شهدها العراق عامي الفين وستة والفين وسبعة وكادت أن تطيح بالعملية السياسية ودخول العراق بالفوضى والمجهول.
وعاشت بغداد على وقع خمس انفجارات طالت جوامع عدة راح ضحيتها العشرات من المصلين فيما شهدت المدن المنتفضة اشتباكات بين المسلحين والقوات الحكومية.
وشهدت بغداد انتشارا لقوات الجيش والشرطة التي عزلت كرخ بغداد عن رصافتها فيما عززت القوات الحكومية من تواجدها في محيط المنطقة الخضراء والمؤسسات الحيوية في وسط بغداد.
وفي سياق متصل انسحب المسلحون الذين سيطروا على مدينة سليمان بيك منها بعد اتفاق مع القوات الحكومية التي دخلت المدينة وانسحبت هي الاخرى وسلمت ادارتها الى السلطة المدنية.
ورغم أن الحكومة العراقية لم ترد على تشكيل جيوش من العشائر العراقية في المحافظات التي تشهد الاحتجاجات الشعبية ، إلا أن مصدرا امنيا وصف الخطوة بأنها تشكل منعطفا خطيرا في عسكرة المجتمع .
وقال المصدر لـ " العرب اليوم " إن تداعيات تشكيل جيوش من ابناء العشائر سيتقاطع مع مهمة القوات الحكومية محذرا من مخاطر الصدام بين الطرفين على وحدة وأمن العراق واستقراره.
ومزق المشاركون في الاعتصامات الشعبية بمحافظات بغداد والانبار وديالى وصلاح الدين ونينوى وكركوك صحائف مطالبهم التي قدموها للحكومة في جمعة موحدة اطلقوا عليها اسم جمعة حرق المطالب
ويسود القلق لدى الاوساط الرسمية والشعبية من التداعيات المحتملة لأي صدام بين القوات الحكومية وجيوش العشائر وانعكاسها على الاوضاع السياسية والامنية بشكل عام.
وكان ائتلاف العراقية بزعامة اياد علاوي كلف نائب رئيس الوزراء صالح المطلك بتقصي الحقائق بحداثة الحويجة التي وصلها مع الفريق الوزاري للتحقق عن أسباب الحادث والمسؤولين عن مقتل وإصابة العشرات.
ويواجه رئيس الحكومة نوري المالكي تحديات خطيرة بعد أن ارتفع عدد الوزراء المنسحبين من مجلس الوزراء إلى عشرين وزيرا ، ما يفقد شرعية اي اجتماع لحكومته بعد انسحاب وزيري الصناعة والكهرباء إضافة إلى الوزراء الكرد والتيار الصدري .
واستنادا الى مصادر متطابقة فإن الأيام المقبلة ستشهد نشاطا سياسيا مكثفا بين اطراف العملية السياسية في محاولة لوقف دخول العراق في أتون الحرب الأهلية.
وكشفت المصادر ذاتها أن زعيم ائتلاف العراقية اياد علاوي طرح على التحالف الشيعي مبادرة كمخرج لحل الأزمة تتلخص بتسريع وتنفيذ مطالب المحتجين وتقديم المتسببين في حادثتي الفلوجة والحويجة إلى القضاء وتعويض المتضررين من الحادثتين مشفوعة بتقديم الاعتذار اضافة الى اناطة الملف الامني في المحافظات المنتفضة الى الشرطة المحلية وانسحاب الجيش الى خارجها .
ويعتقد مراقبون أن مبادرة علاوي المدعومة من القيادة الكردية وبعض الأطراف في التحالف الشيعي مرهونة بموافقة المالكي الذي لم يفصح عن موقفه إزاء المبادرة المذكورة و رأوا فيها انها محاولة أخيرة لإخراج العراق من محنته وتفادي التداعيات المحتملة لتمسك كل طرف بموقفه من الأزمة.(العرب اليوم - احمد صبري)