في ليلة عيد الاضحى قبل عام هجري وبينما كنت أتجول في الشوارع ناظرا إلى أولئك الناس الذين ما يزالون يظنون أننا أناس نستحق أن نفرح جاء في بالي أن أتصل بالصديق العزيز جدا كامل نصيرات ، كامل وكعادته بأخباره العاجلة أخبرني وقتها عن خبر اعدام الرئيس العراقي ما قبل انتهاك وتدمير العراق ، وأكد هذا الخبر حينها كل الإذاعات ومحطات التلفزة العربية وغير العربية.وطوال ليلة كاملة وأنا أقلب القنوات بين القنوات العراقية والحرة الأمريكية والجزيرة القطرية .
أما قنوات العرب فكانت مشغولة بأغنية "الليلة فرحة الليلة عيد " يا ه كم أنت مسكين يا صدام ! يحيطك حبل المشنقة وهم يرقصون ،هؤلاء الذين ضيعت شعبك من أجلهم هؤلاء الذين تركوك وحدك -مثل فيلم ليلة القبض على فاطمة – ألست أنت من كنت حارس البوابة الشرقية لتحميهم من المد الخوميني وقدمت ثمان سنوات من عمر شعبك لإنقاذهم من إيران؟ ألست أنت يا صدام من دفع شعبك ثلاثة عشر عاماً في مرحة التيه أو الحصار الاقتصادي من أجل شيء كنا ندرسه في المدرسة يسمى العروبة؟واعادة بعثها من جديد علها تستعيد الرسالة الخالدة والحفاظ على ثرواتهم!!
هاهم العرب يا صدام الذين تريد أن تبعثهم من جديد بأفكار حزب البعث.مرو على اعدامك مرور اللئام أو الكرام !
ماذا كنت تنتظر وأنت على حبل المشنقة أن يأتي العرب لإنقاذك ؟ لا و ألف لا . فهم لم يهبوا لإنقاذ فتيات كن يفقدن عذريتهن بين بصاطير المارينز. العرب فقدوا حواسهم المائة يا صدام فلا تنادي غير الله، وهذا ما فعلت.
أتعرف يا صدام لماذا يكرهك شعبك ويحبك العرب ؟
لأن شعبك قدموا الملايين من الشهداء و الأموال من أجل بعث العرب فانضم الأموات للأموات، أما العرب فيحبونك لأنك حاربت إيران وإسرائيل عنهم ،ولو اصطحبت عربيا واحدا للحرب أو ذاق يوما واحدا من جوع الحصار لكرهوك أكثر من شعبك ،فأنت كنت تحارب بشعبك والعرب يصفقون لك من وراء التلفاز وفي الغرف الدافئة بينما كان جنودك يُحَرقون في "اليوراينوم".
صدقني يا صدام حسين كل الذين ادعوا حبك كاذبون من الشرق للغرب فلوا كانوا يحبوك لما تركوك وحدك منذ خمسة وثلاثون عاما تقاتل بشعبك وهم نيام ولكنهم بداخلهم الآن يكرهونك بشدة لأنك سلمت الدور لهم ليهبوا للدفاع عن مومياء العروبة وأثار الكرامة العربية .؟
ولكنهم يا صدام سيظلوا نياماً مثل جسدك تماما وسيظلون يتغنون في بطولاتك من فوق الوسائد ومن من بين الأحضان الدافئة .
البطولة لا تليق للأجساد المخدرة والنائمة والمسيجة تحت وطأة أقدام المحتلين مهما تغيرت لهجاتهم أو انعكست صورهم .
صدقني يا صدام وأنا أشاهد بطولاتك ومجازرك وصور القتلى من جيشك ومخابراتك وأسمع صدى صورايخك تهز إسرائيل، أو تذكر دفء نفطك الذي كان يضخ مجانا لمدفأتي، أني محتار من أصدق ؟ هل أصدق شعبك ،أم أصدق العرب أم أصدقك،أم ألف على عنقي حبل مشنقة لأعرف كيف نعيش في تاريخ لا نفرق فيه بين الظالم والمظلوم بين القاتل والضحية وبين صوت الكرباج وصوت المعذبين.....
Omar_shaheen78@yahoo.com