زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة الأميركية مهمة بكل المقاييس، فالأردن يعيش في منطقة تشهد أحداثا عاصفة فهذه سوريا إلى جوارنا تمر بظرف صعب جدا وهذا الظرف انعكس سلبا على الأردن واقتصاده، حيث تجاوز عدد اللاجئين الذين وصلوا للأردن حتى الآن نصف مليون لاجئ وهذا العدد الكبير من هؤلاء اللاجئين يشكل ضغطا هائلا على الاقتصاد الأردني و مواردنا المحدودة .
وقد حذر جلالة الملك عبد الله الثاني من تداعيات الأزمة السورية وقال إن الحل الأمثل لهذه الأزمة يجب أن يكون سياسيا وليس عسكريا.
وتأتي زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى واشنطن ولقاؤه المنتظر مع الرئيس الامريكي اوباما، اليوم في سياق جهود جلالته الموصولة، وحراكه السياسي الفاعل النشط، لدعم قضايا الامة، وفي مقدمتها دعم المفاوض الفلسطيني، وبحث سبل تذليل الصعوبات التي تعترض عودة المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، كسبيل وحيد للخروج من المأزق الذي وصلت اليه العملية السلمية، بفعل استمرار الاستيطان الصهيوني، واستمرار جرائم التطهير العرقي بخاصة في مدينة القدس المحتلة، وفق نهج يهودي خبيث يقوم على تهويد المدينة المقدسة وتغيير طابعها العربي - الاسلامي، وتحديد عام 2020 كسقف زمني لإنجاز تلك الجريمة وهذا ما تترجمه الأعمال العنصرية التي يقوم بها الاحتلال وعلى كافة الصعد، لدفع العرب المقدسيين الى مغادرة مدينتهم.
ومن ناحية اخرى فإن اهمية توقيت هذه الزيارة تأتي في ذروة الربيع العربي،ما يعني ان الزعيمين سيبحثان المستجدات العربية والدولية في المنطقة وحق الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية والاصلاح والتغيير، وصولا الى الدولة المدنية الحديثة القائمة على تداول السلطة، احتكاما لصناديق الاقتراع.
وفي هذا الصدد فإنه من المتوقع ان تتناول المباحثات الجهود الاصلاحية الشاملة التي يقودها جلالة الملك لتلبية تطلعات الشعب الاردني في مستقبل افضل وفي كافة المجالات والانجازات التي تحققت على هذا الصعيد، ومن ابرزها التعديلات الدستورية والتي تجسد الوفاق الوطني.. وتمهد للانتقال الى مرحلة جديدة عنوانها النزاهة والشفافية.
إن محادثات جلالة الملك مع الرئيس الأمريكي وكبار المسؤولين في الكونغرس والقيادات السياسية والاقتصادية والاعلامية.. تسهم بتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين الصديقتين. وتسهم بوضع الادارة الامريكية في صورة الاوضاع في المنطقة، وخطورة استمرار الأزمة السورية وتدفق اللاجئين إلى الأردن واستمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعودة بالصراع الى المربع الاول، ما يفرض على الادارة الامريكية وهي الراعية الوحيد لعملية السلام ان تضاعف من حراكها الدبلوماسي. وتقنع حليفتها اسرائيل بضرورة الاستجابة لشروط واشتراطات العملية السلمية لنزع فتيل الانفجار القادم. وتحقيق الأمن والاستقرار.
ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى واشنطن تصب حتما في دعم قضايا الامة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من خلال تجديد واشنطن دعمها لحل الدولتين، الى جانب تطوير وتمتين العلاقات الثنائية بين الدولتين الصديقتين وفي مختلف المجالات، بخاصة الاقتصادية، ما يسهم بتحسين الأوضاع الاقتصادية وتسريع الاصلاحات للعبور بالأردن الى مرحلة جديدة تليق بهذا الحمى وبقيادته التي رهنت نفسها لخدمة الوطن والمواطنين.
الرأي