الحنين إلى الاب بعد ربع قرن من رحيل موجع .. *عبدالمهدي القطامين25-04-2013 08:56 PM
ربع قرن مضت وها أنا اليوم كما كل يوم أحن اليك ....أحن الى هيبتك وطلتك البهية وجسدك النحيل الذي كان مقبلاً على الحياة الدنيا والآخرة ، ووقع خطاك في صباحات التشارين في الفجر تنسّل على غفلة من الدار التي نسكنها وتسعى إلى المسجد البعيد وصوت عصاك تردد رجعها تلك الأرض المُخصبة بمطر السماء الذي كان لا يغيب ، وبنهم يديك النحيلتين للعمل .
|
اخي الحبيب عبدالمهدي
عليك سلام الله مني تحية ومن كل غيث صادق البرق والرعد
اخذتني بعيدا بعيدا فيما كتبت أعلاه في ذكرى والدنا الراحل طيب الله ثراه
كما قرأت تعليقات الاخوة والاحفاد والاصدقاء ومما شحن اهتمامي وأثار شجوني ليس فقط رحيل والدنا قبل ربع قرن بل وصيته لك عندما غادرت البلاد للدراسة في بغداد حيث اوصاك بالابتعاد عن الاحزاب ولم يعلم ذلك الطيب و كأنه قال لك ( خش فيها ) لقد قالها لي ايها الحبيب عندما كنت في الأول الإعدادي في نيسان عام 1958 والسبب انني في تلك السنة دخلت منظومة الحياة الحزبية وحلق بشكل صارخ مع مفهوم الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ورسخت قضية فلسطين وقضية الجزائر في الضمير والوجدان ولازالت عالقة بفكري وعقلي حتى انتهاء الأجل ..
لا زلت اذكر في تلك السنة اي 58 عندما ذهبت لزيارة صديقي ورفيقي عبدربه جميل الجرابعة حيث كنت واياه من الناشطين حزبيا في صفوف الطلاب وقال لي سمعت ان سجينا وصل لمغفر الطفيلة اسمه أحمد الداعور دعنا نذهب لزيارته واذكر اننا اخذنا بطيخة و3 كغ من العنب من السوق وذهبناالى المغفر وطلبنا زيارة السجين فاستغرب المسؤول هذا الموقف حيث ان احمد الداعورمواطن من الضفة الغربية من قرية قلقيليا ولا اقارب او معارف له هنا وقلنا له الرجل ضيف عندنا ونحن اهله فأكبر ذو النجمة الواحدة موقفنا وسمح لنا بتلك الزيارة ولما عرف من هو هذا السجين
وما عمله الا عندما غادرتالى الكويت للعمل وسمعت انه مؤسس حزب التحرير الإسلامي وهو مناضل عنيد لا تلين له قناة وفي تلك السنة وما بعدها اشتعلت المظاهرات في كل الوطن العربي وباستمرار،مطالبة بتحرير فلسطين والجزائر وكان لأبناء الطفيلة آنذاك دور مهم وخاصة قطاع الطلاب ومن هنا كانت الملاحقات لهذا القطاع وكان البحث والتفتيش عن الممنوعات ولكن أي ممنوعات هذه ؟!!
هي الكتب والأوراق لا غيروكانت حصة المصادرات من المغارة التي كنا نسكن فيها الممنوعات التالية :
1. معالم الحياة العربية الجديدة للدكتور منيف الرزاز
2. جذورالبعث لبهجت أبو غربية
3. قصةجميلة بو حيرد
4. صورة لجمال عبدالناصر
وهذه الممنوعات كانت كافية لوضعي على القائمة السوداء ، أعود للتوصية التي طلبها منك المرحوم والدنا وهي أن تبتعد عن الأحزاب لأنه لديه تجربة مرة من خلال معاناة ابنه البكر علي بسبب انغماسه في العمل الحزبي وهو الذي لم يشاهده منذ عقدين ولم يقدر ان يصل اليه بسبب هذه التهمة ليس فقط تجربة ابنه علي بل الأدهى والأمر تجربة ابن أخته الحاجة صبحة بنت الشيخ عباس القطامين وهي والدة الأستاذ مرضي القطامين ( أبو نضال ) خريج جامعةالقاهرة عام 1954 والمعلم المتميز في سلك التعليم حيث أوقف عن العمل وأرسل إلى معتقل الجفر الصحراوي لفترة طويلة ثم خرج ليوضع تحت الإقامة الجبرية في قريته لمدة ثلاث سنوات والسبب هو انتماؤه الحزبي .
ألا ترى كم هو واقع مرير منا لــ 1958 إلى الــ 2013 56 سنة من عمر الزمن ثم نبدأ من المربع الأول لبناء أحز ابجديدة !!!
كان الله في العون وإلى رسالة قادمة
أخوك المحب علي
تبقى الكلمات جامدة ذات دلالات محدودة مهما كانت ولكن اذا ما تناولها فنان بارع حتما ستتغير الى شيءاخر ،وما كلمات اديبنا الاستاذعبدالمهدي عن ذلك ببعيدلقدعدت بنالعقود خلت شحنا لهالذاكرة ذكرتنا من خلالها بملح الارض الرجال الكرام اصحاب الهمم العالية والقامات السامقة ممن تركوا من البصمات التي لن تمحى بسهولة ،منهم هذاالرجل الذي نعرفه بل الله سبحانه يعرفه من خلال شهادتنا فيه، لقد كان من الملازمين لبيت الله العاكفين في محرابه حمامةالمسجدبل سراجه فلا تراه إلارائحااوغادي اليه رحمه الله رحمةواسعةوعوضكم خيرا
لم أكن أعلم بأن الجرح قد يورث ....
ولكن عندما قرأت مشاعرا خطت بحبر العيون نبشت عن جرح دفين شادت له الروح بأبجديه لا تنطقها الشفاه ....
" دمتم كما عهدناكم منارة للعلم, أهل للخير , وملاذا يلتجأ اليه في النائبات .... ورحمك الله يا جدي رحمة واسعه وأنار عليك جنتك
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة