بيادق الراهن الإقليمي على شطرنج قمة واشنطن
ممدوح ابودلهوم
25-04-2013 07:31 PM
لا يمكن الحديث عن زيارة الملك الأخيرة هذه الى الولايات المتحدة بمعزلٍ عن الزيارات الملكية السابقة ، وبمعزل أيضاً عن الخط البياني لتطور العلاقات الأردنية الأمريكية بإجمال، فهي حلقة في سلسلة ضاربة الجذور في تاريخ البلدين بنى قديما قاعدتها الاساس الملك الراحل طيب الله ثراه منذ ستينات القرن الماضي، وحديثا ها هو عراب تناميها النموذجي بامتياز الملك عبدالله يسطر بحنكة وحكمة مشهودتين، الفصل تلو الفصل في كتاب التواشج الأستراتيجي بين البلدين الصديقين.
اما هذه الزيارة تحديدا فخصوصيتها تتمثل أولا في وضع النقاط على حروف عنوانها العريض، والذي سيعرب جملتها الاستراتيجية الزعيمان الصديقان في إهاب مبتدئها ألا وهو زيارة أوباما الى عمان الشهر الماضي، أما خبرها فهو ما ستسفر عنه قمة واشنطن في 26 الجاري تتويجياً للزيارة الملكية هذه.
معظم بيادق الراهن السياسي محليا و اقليميا ستكون على شطرنج قمة البيت الابيض الجمعة القادم، وسيكون امام الزعيمين الصديقين الكثير من الصور التي يزدحم بها المشهد العام قبل و أثناء جلسة القمة، فسوريا راح رأس النظام فيها يغمض عينيه ويصم اذنيه تاركا شعبه يرسم بالدم لوحتي اللجوء والموت، فها هو يتخبط لكن بهدوء سيكوباتي عجيب وفي سمعه وقر مقيم، متوعداً الاردن وتركيا وقطر والسعودية لا اسرائيل بتصدير حالة الدم الى الخارج أي الى هذه الدول..
أما أهميتها أردنياً فبين قلقين والأدق خطرين الأول سوري معجل والثاني أردني مؤجل، بعد إذ تراجعت راهناً بفعل الخطرين آنفاً قضية العرب المركزية إلى المرتبة الثانية بعد المأساة السورية، ناهيك بما في ذات المشهد من تحولات في الإقليم كحكومة نتنياهو الجديدة، استكمالاً لتعنت اليمين الإسرائيلي حيث يواصل سيناريوهاته استيطاناً وقمعاً وتخريباً، مموسقاً ذلك كله عبر كونسيرت على لحن تهويد دولة إسرائيل، ثم الشقيقة الكبرى مصر فالمشهد فيها ملتبس والصراع قائم والشارع ضاج منقسم بين الأخوانيين والمدنيين، ما يشكل وبغير قراءة عزلها أولاً لانشغالها الداخلي وهو ما ينذر ثانياً لا سمح الله بحرب طائفية(!) قد تسفر بحسب الأخبار عن قيام دولتين مصريتين جمهورية إخوانية وجمهورية قبطية كما حدث في السودان ولاحقاً في العراق(!) أما الجامعة العربية فهي في غرفة الانعاش لا حول لها ولا طول، وبالعودة إلى الدايلما السورية فتراجع آخر يتمثل في اعتذار المبعوث الإبراهيمي عن تمثيل الجامعة أمام مجلس الأمن.
ما سقته أعلاه، وبإيجاز، هو مجرد عرض لبعض ما سيكون على أجندة القمة بين جلالة الملك والرئيس أوباما الجمعة القادم في البيت الأبيض، ما سنقف بإذن الله عشية السادس والعشرين منه أي بعد اختتام جلسات القمة مع تجليات مخرجاته، على أن هذه القمة ووفق مصادر الميديا تشكل حلقة رئيسة تسبقها وتتبعها حلقات ثانوية في سلسلة هذه الزيارة الميمونة، بمعنى أن أجندة جلالة الملك خلال إقامته في الولايات المتحدة الصديقة، هي أجندة حبلى بالكثير أردنياً وإقليمياً حتى وإن طغى فيها التكتيكي على الاستراتيجي وهو ما سنضيئه في مقال قادم.
Abudalhoum_m@yahoo.com