عمون - رويترز - مع استمرار اضطراب الأوضاع السياسية والاقتصادية بعد عامين من الثورة عاد التأييد للرئيس السابق حسني مبارك يطل برأسه فيما يبدو في المحافظة التي شهدت احتفالات لم يسبق لها مثيل في أعقاب فوز ابنها محمد مرسي في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في مصر.

لافتات عليها صورة مبارك بدأت تظهر في شوارع المدن وواجهات بعض المتاجر وعلى زجاج مركبات التوك توك في مدن وقرى الشرقية وكثير منها يحمل عبارة "آسفين يا ريس".

في متجر (فنش) بإحدى مدن الشرقية يواصل العربي حسين عمله اليومي في قص وحياكة ستائر النوافذ.

وذكر حسين أنه لا يؤيد مبارك لكنه يحن إلى الأيام السابقة للثورة.

وقال "الأول كان فيه أمان في البلد دلوقت مفيش. الواحد بيخاف يخرج في أي وقت من البلطجية واللي احنا بنشوفه. بنات بتتخطف وأطفال بتتخطف. الرجل دا على إيديه كنا بننام واحنا مطمئنين في بيوتنا. دلوقت بنسكر كل حاجة. البيبان (الأبواب) بنجيب لها 50 قفل نحطه على الباب. مفيش أمان في البلد. فالرجل دا عرفنا قيمته. احنا كنا الأول ضده. دلوقت عرفنا قيمته بعد ما سابنا."

أما الشاب شهاب الذي يقود دراجة نارية مزودة بعربة صغيرة تسع راكبين وتعرف باسم التوك التوك فقد وضع صورة مبارك على الزجاج الخلفي لمركبته.

يرى شهاب أن الرئيس مرسي يسير بمصر إلى الوراء وهو رأي يشاركه فيه على ما يبدو بعض المصريين مع استمرار الاضطراب الأمني والضائقة الاقتصادية التي هوت بقيمة العملة المحلية.

وقال شهاب "اللي بيقول لك عاوزين مرسي يمسك البلد وكدا.. ما شفناش حاجة.. البلد هي هي. حسني كانت أيامه أحلى من مرسي. ولا كان فيه زحمة ولا كنا بنقف على بنزين ولا كلام من دا وكان الواحد ماشي في أمان."

ربما يحن المصريون إلى عهد مبارك لكن لا يطالب بعودته إلى الحكم إلا قلة صغيرة منهم. ويقر معظم المصريين العاديين بأن مرسي ورث العديد من المشاكل الضخمة من العهد السابق لكنهم يحملونه المسؤولية أيضا عن تدهور الأمن والاقتصاد وعن الأزمات الكثيرة التي ظهرت في عهده.

وذكر صاحب مطبعة تطبع فيها صور مبارك المذيلة بعبارات الاعتذار أنه يطبع تلك الصور ضمن عمله رغم أنه لا يوافق عليها.

وقال عبد الرحمن المنسي "أنا الصور دي عدم اقتناع بها.. عدم اقتناع كامل بالموضوع. هي أكل عيش مش أكثر. أنا طبعا رأيي بالنسبة للنظام القديم غير مؤيد تماما.. ولا النظام الحالي. يعني أنا مش عاجبني الاثنين. لكن أنا باعملها (الصور) على سبيل أكل العيش فقط لا أكثر ولا أقل."

وظهر مبارك خلال أولى جلسات إعادة محاكمته في قضية قتل المتظاهرين خلال الثورة قبل أسبوع مبتسما ولوح بيده مرارا تحية لمؤيديه في قاعة المحكمة.

ولا يفتأ الرئيس مرسي يعد بأيام قادمة أفضل لكن مع تفاقم الأزمات واستمرار الفوضى والاضطراب ربما يتزايد حنين المصريين إلى عهد مبارك.